كثيرة هي ملفات الفساد المالي والإداري وغيره التي فاحت رائحتها النتنة وكشفت عنها النزاهة النيابة وتراشق بها السياسيون فيما بينهم واستخدمت كأوراق ضغط على مرتكبيها وتوعد ذوي العلاقة بمحاسبة المتورط في ظل ضجيج إعلامي سرعان ما يتبخر وتنهي المسالة ( طمطم لي وطمطم لك ) وعفى الله عما سلف ، ومَن يسرق المليارات يعفى عنه بــ “فلاسين” ، نعم هذا هو واقع ما جرى ويجري في العراق .
من ابرز واهم واخطر وأقبح وأخس وأقذر فضائح الفساد التي طفحت على الساحة هي صفقة شراء أجهزة كشف المتفجرات الفاسدة التي كان من أبطالها والمتورطين فيها من حاشية النشال المالكي منهم اللواء “جهاد لعيبي طاهر الجابري”، و”ابو رحاب” صهر المالكي، و”عدنان الأسدي” و”عقيل الطريحي” ما يسمى المفتش العام بالوزارة، وآخرين…
هذه الفضيحة لم تسلم عن سياسة المماطلة والتسويف و”التغليس” و”التطمطم” التي ينتهجها المالكي والقضاء العاهر الذي يغرق في حضيض الخسة ودعارة بيع شرف المهنة ، وأي مهنة ؟!!!، مهنة القضاء التي يتوقف عليه امن الوطن والمواطن وتحقيق العدالة ، لو كان ثمة ضمير حي وغيرة على المواطن لما مُرِّرت وسُوِّفت و”طُمْطِمت” هذا القضية لأنها كانت السبب في سفك الدماء وإزهاق الأرواح وهي جريمة إبادة جماعية ، فالقضاء البريطاني اصدر حكما بالسجن لمدة عشر سنوات بحق “جيمس ماكورميك”، بتهمة تهديد حياة الكثير من الأشخاص بعدما باع لعدة دول، في مقدمتها العراق، مجموعة من أجهزة ” السونار” والقضاء العراقي “يطمطم”، يغرق في مستنقع العهر.
وبعد ما “طُمطت” القضية وصارت في خبر كان مبني للمجهول وفاعله ضمير مستتر تقديره مجهول مبني على قاعدة (عفا المالكي عَمَّن سرق ولغف وقتل) تحركت دماء الأبرياء وأرواحهم التي أزهقت ببركة السونار الفاسد لتفضح المتورطين فيها ومن أبرزهم “عقيل الطريحي” محافظ كربلاء كما أعلن في حينما ، والذي مارس عملية الابتزاز المالي والشخصي والفبركة وإيجاد الوسائل الممكنة لطمس معامل التحقيق وملفات الفساد وتدمير السجلات بواسطة الحرق المتعمد بحجة التماس الكهربائي أو ضياع أضابير التحقيق مقابل عمولة مالية تدفع له….
صرح “الطريحي” على خلفية التفجيرات التي طالت كربلاء المقدسة أن سببها هو فساد أجهزت كشف المتفجرات!!!، ولا نعلم هل نبكي أم نضحك على هذا التصريح ؟!!!، فإلى أي مستوى وصل إليه من الاستهتار والاستخفاف بمشاعر الناس وعقولهم ، يحكي عن فساد السونار وهو من المتورطين في صفقة استيراده كما في الرابط التالي :
https://www.youtube.com/watch?v=hxYGSfS94Ho&feature
وهنا نتساءل أين كان “الطريحي” عن فساد السونار ولماذا سكت عن هذه القضية عندما كان مفتشا عاما في الوزارة ؟!!!، ولماذا تحدث عنها عندما حدثت تفجيرات كربلاء ؟!!!،هل لأن مسؤولية امن كربلاء في رقبته ؟!!!،وهل هو أسلوب الهجوم خير وسيلة للدفاع كي يبعد الشبهات عنه خصوصا وهو مهدد بالتنحية من المنصب والوقوف أمام منصة الاستجواب لكن أنى له التنصل وقد شهد شاهد من أهلها اللواء “جهاد لعيبي طاهر الجابري”، حيث كشف مجددا عن تورط الطريحي في هذه الصفقة.
ومن الأمور التي تثبت كذب وفساد واحتيال “الطريحي” الذي ورث ذلك من المالكي الثعلب العقرب الكذاب كما وصفه المرجع الصرخي انه صرح على خلفية الجريمة البشعة التي ارتكبها بحق المرجع الصرخي الحسني ومقلديه في مجزرة كربلاء صرح أنهم عثروا على معمل تفخيخ!!!، والسؤال المطروح هنا هو : هل أن “الطريحي” كشف عن المعمل بواسطة أجهزته الفاسدة باعترافه هو؟!!!، ونتساءل أيضا كيف يصدق الأعلام وغيره هذه الأكذوبة التي أطلقها “الطريحي” الكذاب الفاسد دون ان يتبيَّنوا ويتدبروا؟!!!، قال الله الحكم العدل المنتقم : “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ” (6) الحجرات
وها هو السونار الفاسد الذي استورده “الطريحي” يعجز عن كشف المتفجرات ينقلب على “الطريحي” ويفلح في كشف فساده وكذبه ، وصدق من قال ان السونار فالح فقط في كشف العطور الصابون و”الشامبو”ونحن نضيف عليه انه يكشف الروائح النتنة للفاسدين والطريحي أنموذجا…
لقد بات جليا وواضحا وثابتا أن “الطريحي” والمتورطون معه في تلك الصفقة الفاسدة ،متهمون بارتكاب جرائم إبادة جماعية طالت العراقيين لسنوات ببركة أجهزت كشف المتفجرات الفاسدة ولابد من أن ينالوا جزائهم العادل في الدنيا قبل الآخرة وهذا اقل ما يُقَدَّم لدماء الأبرياء وأرواحهم التي أريقت وأزهقت، ولا زالت تُراق وتُزهق …