لم نخرج بعد من “سحابة” العالم الافتراضي حتى طغت حمى وسائل الإعلام مختلفة الآراء، والتي تعد دون أدنى شك مشاهد يعتد بها في النظم الديمقراطية الحديثة، لكن تلك الفضائيات التي “تطبل” دون إنقطاع، لها عالم خفي كـ”المجارير” ظاهرها الجمال وباطنها “القرف”، الى درجة أن بعضها تحول الى أشبه مايكون بـ”دكان دلالية” يحترف صاحبه “التسويف والمماطلة”، كما هو الحال في السومرية، التي توظف جيشا يتقاضون الرواتب مثل “ناقوط الحب”، بكسر الحاء وليس بضمها.
ولسنا هنا بصدد حضارة “السومرية” العريقة التي علمت البشرية الكثير والعالم ينحني أمام منجزاتها وعلومها، بل نعني مؤسسة حملت أسمها وحري بها احترامه.
وفي مؤشرات المهنية والسرعة عادة ما تحل مؤسسة “السومرية” في المقدمة بوصفها الأكثر دقة ورصانة، لكننا سنشهد قريباً “إنهياراً مفاجئاً” لقناة أصبحت “علكة” في أفواه المنافسين وحتى النقابيين، لابل مضرباً للأمثال في “عجز” المؤسسات عن تسديد الرواتب وقلق العاملين فيها، فهي إذن “مفلسة” مادياً وإدارياً، لاتغركم الجميلات واللسان المعسول فيها، فذلك كله زائل لامحال.
حري بالقناة الحفاظ على سقفها الواصل الى مرحلة الإنهيار، وإدراك فداحة عملها بـ”استعباد” العاملين لديها واستخفاف عقولهم الى جانب تخويفهم بـ”الفصل”، فذلك السلوك يؤدي الى طريقين لا ثالث لهما، إما أن تسقط بشكل “مدوي” أو يهجرها العاملون بعد طفح عالمها السفلي وتعرضهم للتهديدات، في إشارة الى “المجاري”، التي فاحت رائحتها الآن وباتت تزكم الأنوف.
وما يؤيد كلام “إفلاس” السومرية هو تخبط خطابها الإعلامي في الأونة الأخير الى درجة محاباة مسؤولين وسياسيين وحتى تجار وابتزازهم في بعض الأحيان بحثاً عن المال، وذهبت إدارة القناة الى أبعد من ذلك في خطوة “حمقاء” ترجمت بجلب “مهرج” يدعى البشير شو لعله يجلب الحظ للقناة الواصلة الى حافة الإنهيار، ليزيد الطين بلة من خلال إثارة قضية طائفية، وإطلاق العنان لرعونة غير مسبوقة، في مهاجمة شخصيات عامة تارة، والخروج بحلقة متخمة بالإيماءات الجنسية المقززة تارة أخرى، لذلك حري بها إصلاح ذاتها أولا قبل انتقاد الآخرين.
والمؤسسة الآن أشبه ماتكون بالبالون الكبير المتخم بالهواء، لكنه أجوف من الداخل وبالتعبير الشعبي “فاشوشي”، وحتى ذلك الهواء الذي يساعد على بقائه منتصباً وبادياً للعيان يتسرب تدريجياً هو الآخر، لنصحو ذات يوم ونجد البالون مجرد قطعة مطاط بالية دون فائدة، كما هو الحال عندما يستيقظ الإنسان باكراً بهمة ونشاط، لكنه يصاب بخيبة آمل عندما يجد إطار سيارته “بنجر”!!، وهنا الرابح من يتعامل بسرعة، وفي الختام تساؤل يطرح “ويمرغل نفسه” بالتراب، هل يمكن أن تمشي سيارة بدون قود أصلاً، حتى يصلح إطارها بنية الخروج؟!!، الإجابة قطعا لا لأن صاحبها “مهمل” ولا يستحق خدمتها، وليس لديه المال أصلا ليجلب محركاً جديداً كما يدعي!!.