لاول مرة في التاريخ الحديث وتاريخ الحكومات العراقية ومنذ سقوط نظام الحكم عام 2003 وتعاقب مجلس الحكم وحكومات ايادعلاوي والجعفري والمالكي والعبادي وعادل عبد المهدي ثم الكاظمي لم ولن تتجرا اي حكومة ان تقف هذا الموقف الجريئ بوجهه الولايات المتحدة الامريكية ورئيسها بستثناء موقف السيد السوداني .
فقد استطاع هذا الرجل الذي يسمونه ابن الداخل وخلال لقائه مع بايدن ان يثبت استقلالية القرار العراقي الرافض للاعتداءات المتكررة والجرائم التي يرتكبها الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني ولم يتردد في اعلان التباين والتفاوت في وجهات النظر مع بايدن وموقفه من الرد الايراني على الكيان الصهيوني وتمسّكه بتقييماته الخاصة لهذه الضربة .
وتاكيده على ضرورة تقييم الأحداث بشكلٍ منفصل ومستقل وان الموقف الشجاع للسوداني في رفض المجاملة التي يتبعها الكثيرون من زعماء وملوك العرب او زعماء العالم الذين يسعون لاستمالة ورضا امريكا او القوة العظمى وهم يجلسون تحت سقف قصرها وفي عقر دارهم .
قدّم السوداني النموذج الحي والصادق للحاكم القوي والمخلص والدليل القاطع على أن القرارات العراقية مستقلة وحرة وأنها تسعى للشراكة مع الولايات المتحدة او دول العالم الاخرى دون التنازل عن مبادئها خاصةً في ما يتعلق بالصراع مع إسرائيل ويرفض أن يكون تابعا وأداة بأيدي الآخرين .
حكومة السوداني هي الحكومة العراقية الاولى التي اجتمع على تاييدها كل اطياف ومكونات الشعب العراقي من السنة والشيعة والاكراد وباقي الاقليات الاخرى وحازت على رضاهم وحتى من البرلمان العراقي وهذا بفضل شخصية السوداني الذي توحدت تحت رايته كل العناوين .
كل التوفيق للسيد او مصطفى السوداني الذي نتمنى ان يخرج العراق من المظلة الامريكية والكابوس الذي ظل جاثم على صدورنا منذ مايقارب 21 عام وان يتعافى العراق ويعود قوي كما كان في حقبة السبعينيات من القرن الماضي .