21 ديسمبر، 2024 7:45 م

السوداني وشركة سيمنس الألمانية

السوداني وشركة سيمنس الألمانية

أثارت زيارة دولة رئيس الوزراء (محمد شياع السوداني) الى ألمانيا قبل أيام جدلا كثيرا وواسعا على مواقع التواصل الأجتماعي ، رغم أنها لم تكنزيارة سياسية ! بل كان لقاء مع أدارة شركة سيمنس الألمانية المعروفة! ، ولربما يتفق مع الكثيرين بأن شركة سيمنس الألمانية يعرفها غالبية العراقيين صغيرهم وكبيرهم مثقفهم وأنسانهم البسيط دون بقية الشركات العالمية! ، ليس لشهرتها وقدمها (( شركة سيمنس تأسست عام 1847 في مدينة ميونخ الألمانية وتعد أكبر شركة صناعية في أوربا ولديها قرابة 420 ألف موظف يعملون في 190 بلد بالعالم وتعمل في مجالات الطاقة الكهربائية والرعاية الصحية والبنية التحتية)) ، بل لكون أسمها أرتبطمع موضوع أصلاح الكهرباء بالعراق وأنشاء منظومة كهربائية حديثة تواكب متطلبات العصر وحاجة العراق الى ذلك ، فصارت هذه الشركة جزء وقاسم مشترك في أحلام العراقيين بخصوص أصلاح المنظومة الكهربائية بالعراق وحل هذه الأزمة المستعصية منذ 42 عاما ولحد الآن! ، وتحديدا من بعد سنوات الأحتلال الأمريكي والبريطاني البغيض ، حيث أستفحلت أزمة الكهرباء وكانت سببا رئيسيا لتوقف الحياة وتعثرها بالعراق! ، بعد أن قررت أمريكا وفرضت ذلك على كل الحكومات التي قادت العراق في ظل الأحتلال الأمريكي ، بنسيان موضوع الكهرباء!! ( يرجى مراجعة ما ذكره الراحل الدكتور أحمد الجلبي نقلا عن باتريوس قائد القوات الأمريكية بعد الأحتلال الذي قال لهم أنسوا موضوع الكهرباء!) ، وأعملوا بما موجود وما تنتجه منظومةالطاقة الكهربائية المستهلكة والهالكة!0 الجانب الآخر في موضوع شركة سيمنس الألمانية هي أنها أصبحت أيقونة الشركات العالمية بالنسبة لكل رئيس حكومة جديد في العراق فلا بد من مداعبة الشركة ومغازلتها ولو على أستحياء لأنه يعرف أنها بعيدة المنال!؟ ، فقد سبق أن خطب ودها رئيس الحكومة السابق ( حيدر العبادي ، ومن بعده عادل عبد المهدي ، ثم الكاظمي ، الى أن وصل الدور الى رئيس الحكومة الحالية (السوداني) ، الذي يبدو أنه يسير على نفس منوال من سبقوه من رؤوساء الحكومات في كل شيء! ، فكل هؤلاء الرؤوساء تكلموا وتحدثوا عن شركة سيمنس عبر المقابلاتوالفضائيات والندوات والتصريحات وعبر كل وسائل التواصل الأجتماعي بلغة واحدة وبنفس العبارات! ( أتفقنا وعقدنا وتم التوقيع بالأحرف الأولى  و و و ) من أجل أعادة تأسيس منظومة الكهرباء في العراق! ، ولكن كل أحاديثهم وتصريحاتهم كانت هواء في شبك، ولم نر شركة سيمنس ولم تأت للعراق ولن تأت!! 0 ودعونا نتكلم عن المنطق والمعقول واللامعقول في موضوع عمل شركة رائدة بكبر ورصانة شركة سيمنس في العراق من أجل أنشاء منظومة الطاقة الكهربائية ، هذه الشركة التي تستحوذ على الأعلام العراقي مع قدوم كل رئيس حكومة جديد! ونسأل : هل يعقل أن تفسح أمريكا التي تحتل العراق منذ 2003 والى يوم تقوم الساعة!!! ، المجال لشركة مثل سيمنس أن تستحوذ على عقد أنشاء منظومة كهربائية في العراق وهي (أي أمريكا) تمتلك أكبر الشركات العالمية التي تضاهي شركة سيمنس كفاءة وخبرة؟؟ ( مثل شركة جنرال موتورز وجنرال ألكتريك)؟ ، ونسأل : أذا كانت أمريكا تريد ذلك لكانت قد هي من قامت بأصلاح المنظومة الكهربائية في العراق منذ أحتلاله ؟ عبر شركاتها الكبرى العاملة بالعراق؟ أليس كذلك؟ 0 أن أصلاح المنظومة الكهربائية بالعراق سواء من قبل شركة سيمنس أو من خلال الشركات الأمريكية الكبرى معناه أعادة الحياة للعراق وبداية خط الشروع لنهوضه ووقوفه من جديد وأزدهاره! ، وهذا ما لم تريده أمريكا ولا الدول المحيطة والمجاورة للعراق؟! ثم أننا لم نلمس أية متغيرات سياسية كبيرة على مستوى العالم والمنطقةتوحي بأن أمريكا والدول المجاورة والمحيطة بالعراق يمكن ان تغير من سياستها التدميرية للعراق ونهبه وسرقة موارده وثرواته ؟! ، وخير دليل على ذلك ، أن أمريكا تهدد الأقتصاد العراقي بأنهيار العملة العراقية (الدينار) أمام (الدولار) ،أذا لم تستطع الحكومة العراقية أيقاف تهريب الدولار الى خارج العراق؟؟ ، في حين لو أمعنا النظر جيدا في هذا الموضوع لوجدنا ، أن أمريكا هي من أسست لكل هذا الخراب للأقتصاد العراقي منذ أحتلالها لهوالحاكم المدني للعراق السيء الذكر( (بول بريمر)هو من أسس موضوع (مزاد العملة) الذي لم يخدم الأقتصاد العراقي بأي شيء! بل أضره كثيرا ويعتبر أحد واهم وأخطر أبواب الفساد الذي دمر العراق وأستنزف موارده وأحتياطياته من العملة الصعبة! ،وأستمر نزيف العملة الأجنبية الى يومنا هذا!، أليس هذا هو واقع الحال الذي يعيشه العراق تحت ظل ونير الأحتلال الأمريكي للعراق وتحت ضغوطات وتدخلات الدول المجاورة والمحيطة بالعراق! 0 ومن المفيد أن نشير هنا الى التسريبات الأعلامية التي نشرت على مواقع التواصل الأجتماعي بأن شركة سيمنس أبلغت رئيس الحكومة العراقية (( وفروا لنا بيئة آمنة ونزيهة وعند ذلك نفكر بالمجيء للعراق والعمل هناك!؟)) ، وأعتقد ومن وجهة النظر المنطقيةأن طلب شركة سيمنس يعتبر من المستحيلات في قاموس السياسة والسياسيين في العراق حيث نخر وينخر الفساد كل شيء وأي شيء! وبالتالي أن شركة سيمنس لا تريد أن تراهن بسمعتها وسط هكذا أجواء مريبة!!0 أذا ومن وجهة نظري كمراقب للأحداث التي تجري بالعراق ، أرى أن زيارة دولة الرئيس لألمانيا تاتي من باب ذر الرماد في العيون! ، وبأن رئيس الحكومة العراقية ، هو يمتلك حرية أتخاذ أي قرار بعيدا عن رأي الأطاريين الذين رشحوه لمنصب رئيس الحكومة!! ، وأيضا بعيدا عن أمريكا! التي تسيطر على العراق وتسيره كما تريد وما يخدم مصالحها الأستراتيجية ، وهذا هو (اللامعقول) الذي تكلمنا عنه وأردنا توضيحه ، (( صرح النائب عن الأطار محمد الزيادي: أن زيارة السوداني الى ألمانيا حبر على ورق ولن يستفيد منها أحد!!) 0 أخيرا : أرى وقد يتفق معي الكثيرين أن قرار أصلاح المنظومة الكهربائية بالعراق هو قرار أمريكي مائة في المائة ولا يستطيع أحد ان يقرر ذلكغيرها ! ، ويعتبر أحد الخطوط الحمراء التي قررتها وفرضتها أمريكا على الطبقة السياسية وأحزابهاالحاكمة منذ 2003 ولحد الان والتي يمنع تجاوزها!، ولله الأمر من قبل ومن بعد0