لم تكن لزيارة رئيس مجلس الوزراء السيد محمد السوداني تجاوز ذلك التباين الصارخ بين الحالتين الإيرانية الإسرائيلية.. هكذا فطن إلى الاجابة الأفضل دبلوماسيا ردا على اي موقف أمريكي لادانة إيران على حساب مساندة إسرائيل… فكانت الاجابة المعلنه صوت وصورة.. تتمسك باهداب القانون الدولي الذي تنتهكه إسرائيل بمساندة واشنطن!!
هذا النموذج من التمسك بالأصل القانوني.. يجعل الطرف المقابل الأمريكي وهو يضع ضيفه السوداني في عين العاصفة الإقليمية بانتظار الرد الإسرائيلي المدعوم كليا من واشنطن يتطلب ان تفهم واشنطن تلك الفوارق بين نموذج الاحتلال الأمريكي لعراق جديد.. ما بعد ٢٠٠٣.. وبين نموذج علاقات متوازنة ما بعد الانتهاء من الحرب على داعش وتحالفها الدولي بقيادة واشنطن.
المقبل من الأحداث.. لن تشكل ذلك الحاجز بين الحالتين ما دامت هناك فصائل مسلحة عراقية تتجاوز منطلق الالتزام بالقانون الدولي الذي رد به السوداني بشجاعة امام عدسات التلفاز على الرئيس الأمريكي.. وتوسيع ثغرة عدم التزام بعض الفصائل لهذا الالتزام يمكن أن توظفه واشنطن في تبرير اي ردود أفعال أمريكية او إسرائيلية لإعادة العراق في عين العاصفة.. هكذا لن يستطيع العراق تكرار الرد ان الحلول في الالتزام بحدود المعقول في القانون الدولي.
نعم.. هناك عنجهية وقباحة في الموقف الأمريكي غير الجديد في دعم العدوانية الإسرائيلية بلا حدود.. لكن السؤال عن إدارة السياسة بعقلية تلك التصريحات التي جاء بها وزير الخارجيه الإيرانية ما بعد الضربة الأمامية باتجاه إسرائيل من الأراضي الإيرانية.. فهل هناك من يريد المزايدة حتى على الموقف الإيراني ذاته؟؟
لذلك يتكرر السؤال عن تلك النتائج المتوقعة عراقيا وعراقيا فحسب من نتائج زيارة الوفد العراقي لواشنطن.. بما يمكن أن يلمسه المواطن في جوانب معيشته اليومية أبرزها احتمالات استقرار اسعار صرف الدولار مقابل الدينار العراقي.. استقرار الطاقة الكهربائية.. في صيف قائظ.. دخول العراق ضمن قائمة المشاريع الاستثمارية..
لكن ذلك لا يتطلب التنازل عن المواقف الدبلوماسية الداعمة للقضية الفلسطينية المؤكد عليها في تصريحات ومواقف رسمية حتى امام سيد البيت الأبيض.
وجود هذا الحاجز الفاصل في السياسات الفاعلة عراقيا.. واعتراف واشنطن به في حيثيات هذه الزيارة يتطلب فهم واقعي جديد من جميع الفصائل الحزبية المسلحة.. لاسيما تلك التي شاركت الحكومة الإيرانية في إطلاق الصواريخ والمسيرات على إسرائيل وربما تشارك في صدها بالعكس في الرد المنتظر من إسرائيل على إيران…
ما بين هذا وذاك.. يبدو هامش القلق والتوتر ما بين الدعم الأمريكي الصارم لإسرائيل وبين تطبيقات الشراكة الشاملة مع العراق لن يتجاوز حدود عين العاصفة في هذا الهامش فقط.. هل يمكن إغلاق طوق الهامش الخطر فقط في مثل هذا المفهوم.. ربما نعم وربما لا. وتقلبات حسابات الحقل والبيدر تتطلب حنكة وصبر حياكة السجاد وليس العكس.. من يمكنه الصبر ومن يصرخ فقط لإظهار الولاء والبراء.. سؤال مطلوب الاجابة عليه عراقيا لاسيما داخل الإطار التنسيقي.. ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!!