18 ديسمبر، 2024 7:11 م

السوداني ..الطريق الى التساؤل !

السوداني ..الطريق الى التساؤل !

أقر منذ البداية ان لاأمل لدي بالسيد السوداني بأن يكون حتى ربع منقذ ليجرجر السفينة العراقية المتهالكة الى أي شاطىء من شواطىء الأمل ، رغم ان المثل الشعبي اليوناني يقول ” اذا فقدت المرأة كسبت الحرية واذا فقدت المتعة كسبت الصحة واذا فقددت الأمل فقدت كل شىء ” مع الاعتذار لكل من المرأة والمتعة !
الرجل جاء من رحم صفقات سياسية وكما أشيع مشفوعة بنخاسة سوقية ابتدأت من التصويت على الرئيس الجديد ، حتى قيل ان ثمن الصوت البرلماني الواحد وصل الى خمسة عشر شدّة من الدولارات الاميركية بالكمال والتمام والعهدة على المروجين وعند الله وقادة الكتل السياسية العلم اليقين !
والرجل جاء من بطن حوت تحالف استثمر الخطأ الستراتيجي للسيد مقتدى الصدر بانسحاب كتلته من البرلمان ، فتلقفها ببراعة سياسية بغطائها الدستوري ونظامها الداخلي وتفتت تحالف انقاذ وطن الذي تركه السيد الصدر مكشوف الظهر في ساحة سياسية لاتعرف المهادنة والرحمة وانصاف الحلول !
والرجل جاء على خلفية مشهد دموي في المنطقة الحمراء رغم بياض يديه مما جرى ، ذلك المشهد الذي اعلن فيه السيد الصدر نفض يديه حتى من ورقة الشارع وان مؤقتاً !
والرجل في خطابه الاول بعد التكليف ، لم يتطرق الى معضلتي المناطق المحررة وتفاصيل ازماتها والسلاح المنفلت وتمظهراته السياسية وتاثيره الواضح في صناعة واتخاذ القرار السياسي في البلاد بل ومستقبلها ، ما يفسر على انه تراجع عن اتفاقات الصفقات والحلول ووعود الورقة الاكثر بياضا !
والرجل دون أي لف او دوران هو نتاج الحرس القديم بكل الوانه وتنوعاته واسمائه وخلفياته الفكرية والسياسية وتخادمه الاقليمي ، الحرس الذي جرّ السفينة العراقية الى الامواج المجنونة بقبطان او قباطن لايعرفون اتجاهات الريح واتجهات الشروق والغروب !
الرجل في أزمة كما نحن في أزمة وهي في حقيقتها أزمة وجود لوطن وشعب دون ان نخفف من ثقل وعمق وقوة الازمة واحتمالات مخرجاتها الكارثية ان فشل السوداني أو حتى تعثّر في خطواته الاولى !
ليس من الانصاف اطلاق رصاصة الفشل على الرجل الذي جاء على انقاض اخطاء الآخرين ، وليس من الانصاف ايضاً عدم منحه فرصة تبديد شكوكنا ومخاوفنا وفقدان الثقة التي قادت الى فقدان الامل والتشبث بأي مستحيل من المستحيلات لتعديل اطار الصورة على الاقل وليس تبديلها !
بين طريق التفاؤل والتشاؤم طريق آخر اسماه الروائي الفلسطيني الراحل ” التشاؤل ” في عنوان روايته ” الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد ابي النحس المتشائل ” فلاحظوا احباط العنوان ومفرداته، الغريبة والاختفاء والنحس والتشاؤل !!
فيا رب اختر لنا أوسط الحلول قبل الانسدادات القادمة التي قد لاتفلح الصفقات السياسية والمالية في فتح ابوابها او حتى كوّة في هذا الظلام المريع !!