23 ديسمبر، 2024 10:47 ص

السنّة في بلاد ما بين النارين ؟, سأكون طائفي هذه المرة !؟

السنّة في بلاد ما بين النارين ؟, سأكون طائفي هذه المرة !؟

بالرغم من أننا كنا ومازلنا وسنبقى نترفع ونبتعد عن التسميات الطائفية المقيتة , وأن كاتب هذه الأسطر لا ينتمي لأي طائفة , بل هو مسلم بالفطرة , لكن هذه المرة .. إرتأى لنفسه أن يكون مدافعاً ومحامياً لشريحة واسعة وكبيرة جداً من أبناء شعبه تتجاوز أكثر من 80% من سكان العراق هم مسلمون على سنة الله ورسوله , وليس على شيعة الله ورسوله !؟, لأنه لا يوجد هكذا مصطلح في الدين الإسلامي الحنيف , فالمسلون في العراق عرباً وكرداً بشيعتهم وسنتهم  هم على هذه الشاكلة .. وأن العرب المسلمين في هذا البلد عبر التاريخ هم مسلمون سنة شاءوا أم أبوا , ولم يكن في زمن رسول وزمن الخلفاء الأربعة مسلمين شيعة .. أليس هكذا فهمنا وقرأنا الدين  الإسلامي منذ نزول الوحي !؟, أما شيعة إيران في العراق فهم لا يشكلون نسبة أكثر من 5% , والـ 15% البقية الباقية هم من الأقليات الدينية الأخرى مسيحيين وصابئة وغيرهم . وهذه هي الحقيقة التي لا يعلمها الكثيرين من أبناء الأمة العربية , يتصورون بأن جميع الشيعة في العراق هم من الأتباع والموالين لإيران وللمشروع الإيراني الجديد وهذا خطأ قاتل , والدليل الدامغ على ذلك هو أن جميع العشائر العربية الأصيلة العدنانية والقحطانية في العراق تجد فيها التنوع المذهبي للمذاهب الأربعة المعروفة .

إن ما يجري في العراق منذ عام 2003 وحتى كتابت هذه الأسطر , ما هو إلا عمليات إبادة جماعية وتصفيات حسابات تاريخية مع العرب بشكل عام والمسلمين بشكل خاص , منها ما هي موغلة في القدم ومنها ما هي حديثة العهد أي منذ حوالي 1350 عام , ومنها ما هي أحدث عهداً أي منذ 35 عاماً , ولا داعي للدخول في التفاصيل , فالحر والمتابع للشأن العراقي تحديداً تكفيه الإشارة وليقرأ ما بين هذه الأحداث .

للأسف لقد بلع العرب الطعم ووقعوا في شباك وحبال ألد أعداء الله والإنسانية منذ عام 1916 , والعراقيين بشكل خاص منذ عام 1991, عام استهداف وتركيع العراق , بذريعة وحجة تحرير الكويت كما نعلم , لكن الهدف الرئيسي هو شل قدراته وكبح جماح نهضته وإفشال وتعطيل خطته الإنفجارية الأولى التاريخية , وتجربته الرائدة والفريدة في المنطقة التي بدأها منذ عام 1972 عندما بدأ بتأميم ثروته النفطية , والتي دفع ثمناها غالياً , عندما بدأ الغرب والشرق بحياكة المؤامرات والتآمر عليه من كل حدبٍ وصوب بشتى الحيل والوسائل , حتى وجدوا له الحل الملائم والبلسم الشافي لعموم المنطقة , ألا وهو إسقاط نظام الشاه وإبداله بنظام الملالي الطائفي بزعامة الخميني الذي احتضنته المخابرات الغربية خصيصاً لتنفيذ هذا الغرض , عندما مكث في فرنسا منذ عام 1975 أي بعد توقيع إتفاقية الجزائر بين العراق وإيران مع الشاه آنذاك , وحتى إندلاع الثورة الخمينية عام 1979 , لتبدأ مرحلة وصفحة جديدة من الصراع الديني – المذهبي  والطائفي في الشرق الأوسط برمته , ولتبدأ مرحلة جديدة لدوامة العنف والفوضى الخلاقة الأولى التي دفعنا ومازلنا ندفع فاتورة ثمنها الباهضة اليوم , ومن أجل شغل وإبعاد شعوب المنطقة العربية والإسلامية عن قضيتهم المركزية الأولى ألا وهي قضية تحرير فلسطين وتحرير بيت المقدس من براثن الصهيونية الماسونية , وها هي أمة العرب اليوم بعد نجاح المخطط الجهنمي .. أي منذ مجيء الخميني وثورته المزعومة دفعت ومازالت تدفع أنهاراً من الدماء , ويقتل الملايين من خيرة أبنائها وقادتها , وتُنهب ثرواتها وخيراتها طوعاً وكرهاً في شراء الأسلحة الفتاكة ليفتك العرب والمسلمين ببعضهم البعض منذ أكثر من ثلاثة عقود ونصف , وأعدائهم يقفون فوق التل يترقبون , يتفرجون ويستمتعون بمشاهدة أحدث طرق التفنن بالقتل والتمثيل بجثث الأبرياء شنقاً وتقطيعاً وحرقاً وغرقاً , وما يجري من تدمير وحرق لدول بالكامل كما هو حاصل في العراق منذ عام 1980 وسوريا وليبيا واليمن منذ خروج الأمريكان من العراق عام 2011 , وتسليمه رسمياً لإيران تفعل به ما تشاء من عمليات القتل والخراب والتدمير , وقريباً سيطال هذا الخراب مصر وتونس لتلحق بركبهم , ولا نستبعد أو نستغرب أيضاً المغرب والجزائر وموريتانيا وحتى الأردن  , كي تكتمل ملامح خارطة الشرق الأوسخ الجديد .

يبدو أن المخطط يجري حسب الخطة المرسومة على قدم وساق , وهو جعل عرب العراق الأقحاح ( سنة + شيعة ) أقلية مهمشة ضعيفة لاحول لها ولا قوة بغض النظر عن تواجد سكناهم سواء كانوا يعيشون في البصرة أم في الناصرية , أم في بغداد أم الموصل أم الأنبار , وجعل شيعة إيران أو المستشيعين عبر سياسة الترغيب والترهيب للمذهب الصفوي الفارسي , الذي استطاعوا  أجداد خميني وخامنئي كعباس واسماعيل الصفوي على إجبار الشعوب الإيرانية إعتناق هذا المذهب الجديد الهجين والدخيل على مبادئ وقيم الدين الإسلامي الحنيف بحجة الولاء لآل البيت الأطهر عليهم السلام , والمتاجرة بدمائهم ونكبتهم , وهم بالتأكيد منهم ومن خزعبلاتهم  ودجلهم ونفاقهم براء , وعلى رأس هذه الإساءات .. سب وشتم أصحاب رسول الله وأزواجه أمهات المؤمنين ( رض ) , وغيرها من ممارسة الطقوس والعادات البوذية والهندوسية والمجوسية الدخيلة على العقل والأخلاق والقيم الإنسانية التي جاء بها وأرساها هذا الدين الإسلامي الحنيف .

كما يبدو أيضاً أن شلة الاحتلاليين وأتباع المشروعين التفريسي والصهيوني للعراق وسوريا خاصة والمنطقة عامة , ممن تمت شراء ذممهم بطريقة أو أخرى , أو ممن استغفلوا وضحك على عقولهم باسم المظلومية والحرية والديمقراطية وغيرها من أدوات الكذب والتزوير , عندما وعدوهم  ببزوغ فجر جديد سيطل على العراق والمنطقة من بناء واعمار وقيام الدولة الحديثة كما حصل لليابان وألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية , والتي صدق بهذه الوعود هؤلاء البعض منذ أن سنَّ أعداء العراق قانون ما يسمى تحرير العراق عام 1998 من قبل الكونغرس الأمريكي , وكيف تم استدراج البعض إلى هذا الفخ القاتل والمميت وعلى رأسهم أصحاب العمائم , فمنهم من نأى بنفسه مبكراً , ومنهم من قضى نحبه وتمت تصفيته في بداية الاحتلال كما هو السيد محمد باقر الحكيم , وغيره ممن جاءوا خلف غبار دبابات الاحتلال الأمريكي , ومنهم من مازال بكل وقاحة أو بغباء يكابر ويبيع عنتريات ويسوق للناس البسطاء والسذج الأكاذيب والأباطيل حتى يومنا هذا , ويصور نفسه بأنه يقف ضد الاحتلال الأمريكي ومشاريعه ؟, في حين هو لم يكن يحلم أن يصبح كناس أو زبال في العراق لولا الاحتلال الإيراني والأمريكي .

عرب العراق السنة في بلاد ما بين النارين , واقعين اليوم بين نار أمريكا ومنظماتها الإرهابية , ونار إيران ومليشياتها الإجرامية التي وصل عددها إلى أكثر من 45 ميليشيا , تفتك وتقتل وتنهب وتسلب وتخطف وتخرج الناس من ديارهم على مرمى ومسمع جميع شعوب ودول العالم , وبعلم وموافقة ومباركة أمريكا والغرب . اليوم وفي ظل ما يجري من مخاض عسير لولادة شرق أوسخ جديد تتم كتابة بنوده بدماء وأشلاء نساء وأطفال وشيوخ وشباب أبناء الشعب العراقي سنتهم وشيعتهم عربهم وكردهم ومسيحييهم وصابئتهم , وفي هذا الوقت بالذات يتم إلغاء دور الجيش العراقي تماماً , وإستبداله بالحرس الثوري الإيراني الجديد , والذي يتم تدريب وتسليح وتجهيز هذه المليشيات بأحدث الأسلحة , ويتم تخصيص أفضل انواع الأسلحة الممكنة لهذه العصابات الإجرامية بحجة أنها تحارب داعش !؟, ، في حين يتم  تزويد العشائر السنية بأسلحة فردية رشاشة فقط ومن طراز روسي على الأرجح ، دون تقنيات متطورة خوفا من انتقالها لـ»داعش» !؟؟؟.

إذاً الخطة واضحة واللعبة أصبحت مكشوفة ولا ندري ماذا ينتظر أخواننا العرب في الدول العربية المجاورة الذين سيأكلون عاجلاً أم آجلاً كما أكل الثور الأبيض , ولماذا لا يمدون يد العون والمساعدة لإخواهم العرب في العراق بشيعتهم وسنتهم  لكي يفشلوا هذا المخطط الإجرامي التخريبي , ويقفون موقف المتفرج إزاء التحديات والتهديدات الإيرانية التي بدأت منذ فترة بنصب قواعد إطلاق صواريخ سكود بعيدة المدى على الحدود العراقية السعودية الكويتية لأهداف وأغراض معروفة , وترسل آلاف الجنود المدجين بالأسلحة إلى داخل العراق وعلى حدود الأنبار والموصل بحماية ورعاية ومباركة القوات الأمريكية .