11 أبريل، 2024 6:43 م
Search
Close this search box.

السنّة في العراق وسنوات المحنة؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

لا أعرف لماذا لا يريد أن يفهم  البعض مابين سطور التظاهرات في المناطق الغربية بل قل وحتى المتظاهرين ومن يقف خلفهم لا يجرأون على الافصاح  والاجهار بالمطالب الحقيقية ؟وجل المطالب المرفوعة اليوم لا تمثل الحد الأدنى من المتبنيات السنية الغير مرئية .
فيما مضى وتحديدا قبل 9/4/2003 كان شيعة العراق يرزحون تحت ظلم حقيقي وقمع تعسفي وأرهاب سياسي وديني وطائفي وعلى مدى 40 عام أي منذ الأنقلاب الذي أطاح بالزعيم الركن عبد الكريم قاسم رئيس وزراء العراق 1958_1963)  يعتبره الذين عاصروه من الشيعة لا سيما الطبقة الكادحة”العمال والفلاحون والكسبة والمنخرطون في السلك العسكري” الحاكم الوحيد الذي أنصفهم من بين الحكام الذين سبقوه أو تلوه في حكم العراق وينحدر عبد الكريم قاسم من عائلة”سنية الأب وشيعية الأم”وهذا التنوع العائلي دفع قاسم ألى أنصاف الشيعة لدرجة أثارت أستياء كبار الضباط السنة في الجيش وتأليب النخبة السياسية  عليه وربما ساهم هذا الأمر في التعجيل من نهاية حكمه القصير والذي عاش خلاله الشيعة تحت كنف حكمه أيامهم الذهبية؟ وبنهاية الزعيم وحكمه بدأت حملة رهيبة لقمع الحريات الدينية الشيعية وأبعد وطرد الالاف من وظائفهم ووضع خط أحمر على تدرج الضباط الشيعة الى المناصب القيادية العليا في الجيش وأستثني من ذلك البعثيين الشيعةوفي فترة حكم صدام حسين”1979_2003″تعرض الشيعة الى حملة ممنهجة من الأعدامات والتهجير والابعاد والطرد من الوظائف والكليات على خلفية الانتماء لحزب الدعوة والحزب الشيوعي ودكت المحافظات الشيعية بوحشية وقسوة عند تفجر الأنتفاضة الشيعية ضد حكم صدام حسين  بعد حرب الخليج عام 1991وأرتكبت القوات العسكرية والامنية جريمة دفن الألاف من الشيعة وهم أحياء و عرفت فيما بعد ب”جريمة المقابر الجماعية”ولم تنتهي عذابات ومعانات الشيعة ألا بأنتهاء حكم صدام حسين على يد القوات الاميركية التي غزت العراق عام 2003 وفي الوقت الذي كان الشيعة يتعرضون لحملة ممنهجة في التقتيل و التقبير والتهجير كان أبناء السنة يتحكمون بأزمة الأمور ويسيطرون على أرفع المناصب والوظائف ويتمتعون  بالأمتيازات ويحظون برعاية ودعم صدام حسين وأبناء عمومته من أصحاب القرار السياسي والعسكري أنذاك؟وهذا الظلم والحيف الذي أصاب الشيعة دفع أحد ساستهم ألى القول:
الشيعة مضطهدون منذ1400عام “من أبو بكر وحتى البكر” وهي أشارة وألتفاته تحمل من المغزى والمعاني التأريخية الشيء الكثير  غير أن    البعض  يجد فيها الكثير من المبالغة والمغالات؟
وبين ليلة وضحاها ينقلب الحال ويقفز شيعة السلطة  الى سدت الحكم ويجد السنة أنفسهم في الحال الذي عاشه الشيعة من قبل “التهجير والاجتثاث والاعتقال والتهميش وكأنهم كانوا في حلم تحول فجأة الى كابوس أذ تبخرت المناصب وضاعت السلطة والنفوذ والامتيازات وهذا الواقع كان من الصعوبة تقبله من قبلهم  ولم يجد الكثير منهم سوى خيار التمرد وحمل السلاح ضد الاميركان والسلطة الجديدة وفقا لقاعدة “ما أخذ بالقوة لا يسترجع ألا بالقوة؟ فهم يعتقدون أن النخبة السياسية الشيعية أبتلعت الثروات  ولم تترك لهم ألا  فتات المائدة وأحتكرت المناصب  وأجتثثتهم بذريعة الانتماء لحزب البعث  مع أن الكثير من البعثيين الشيعة  لم يتعرضوا للأجتثاث وتقلدو مناصب عسكرية وقيادية وسياسية ووزارية  ويرون في ذلك أزدواجية صارخة  وتناقض فاضح وواضح؟ فهم لن ولا يرضوا بغير أستعادة “الملك الضائع من أيديهم” أو على أقل تقدير تقاسم السلطة مع شيعة السلطة وأن سنوات المحنة  التي تلظوا بجمرها منذ 2003 يجب أن لا تستمر أطول من ذلك ويؤرقهم مجرد التفكير بالسيناريو الذي تعرض له الشيعة طيلة 1400 عام أو 40 عام كحد أدنى؟ أي لا يعيد التأريخ نفسه مرة أخرى ولكن معهم هذه المرة ؟هذه الحقائق والمتبنيات غير الرسمية التي يحملها المتظاهرون يحاول البعض أغفالها أو القفز عليها أو على الأقل تفادي الاصدام بها في هذه المرحلة العصيبة من تأ ريخ العراق ولكن عاجلا أم أجلا سيتم طرحها بشكل جريء وليس  بشكل خجول كما يحدث اليوم.
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب