18 ديسمبر، 2024 8:33 م

السنوات العشرة الذهبية

السنوات العشرة الذهبية

يقال ذكر عسى ان تنفع الذكرى وعندما نذكر ليس لأنه نحن بصدد المدح وأنما اذكروا محاسن موتاكم لعلها ان تنفع الاخرين ان يهتدوا بالأولين ويكونوا خيرا منهم لان خير الناس من نفع الناس وليس من سرق الناس وأهلكهم
لم يمر العراق طيلة القرن السابق والحالي بفترة مضيئة رغم تناوب الحكومات والرؤساء والملوك والحكام الاجانب من انكليز وعثمانيين وعرب وبالعشرات .
من الذين تناوبوا على دفة الحكم من وصلوا الى دكت الحكم بالثورات الحمراء او البيضاء او حتى من حصلوا عليها دون عناء يذكر .
بسنوات ذهبيه يحسد عليها ابناء العراق والعراق ما بين الامم العربية والعالم المتحضر والتي ازهرت البلد واحيت فيه الروح الوطنية والحضارية والثقافة والأدب والأخلاق الكريمة والتطور السريع والاقتصاد المتنامي بالسرعة المذهلة والتعليم الاجباري والألزامي و تأميم النفط من ايدي الاجنبي الغاشم والقوة الامنية الحديدية بالنسبة للدفاع او للداخلية وكذلك العلاقات الخارجية مع دول الجوار والعالم و الامن المجتمعي ومجانية التعليم وأحياء الزراعة وتطورها بشكل مذهل وملفت للنظر وبالسرعة القصوى والاهتمام العالي والدقيق بالصناعة وتشييد المصانع بأنواعها الحديد والصلب والبترو كيمياويات والمصافي والأسمدة ومعمل الورق وغاز الجنوب متمثلا في أنجيكو والنيكاتا ومعامل الاسمنت والسكر وووووووووو الى اخر اصغر المعامل في التعليب والألبان ومعامل الدراجات والسيارات والمبردات.والمدافىء والثلاجات وكل ما يحتاجه البلد من مواد استهلاكية ومعمرة كهربائية او انشائية وكافة المواد الغذائية والألبسة والأحذية التي لاقت رواجا عالميا .
اضافة الى فتح كل المعاهد والجامعات الموجودة الان في العراق وارسال البعثات الدراسية واستقبال الطلبة العرب للدراسة في جامعات القطر وارسال بعثات تدريسية الى البلدان العربية من هم بحاجة ماسة الى مدرسين وخصوصا مدرسي اللغة العربية .
ناهيك عن كل العمران المدني الذي طرأ على البنايات والشوارع والوزارات والدوائر والساحات الرياضية والخدمية اما الجانب الصحي فأصبح في قمته ومجاني كذلك ازدهر النقل البري والنهري والجوي وخطوط المواصلات ما بين المناطق والمدن وأصبح الطلاب حالة منفردة في اجور التنقل في ايا كان البري او الجوي او في خطوط مصلحة نقل الركاب لهم الاولوية بالتخفيضات الى نصف الاجرة ويمنحون الملابس الموحدة في المعاهد والكليات ليتساووا ما بينهم وقتل التمايز الطبقي ومنح بعض المعاهد البعيدة منحه شهرية مستمرة مثل معهد النفط لكونه الوحيد في بغداد .
كذلك الاهتمام بالصرف الصحي وتحسين الجداول والانهار والاهتمام بقوانين المرور العامة والاتصالات البريدية .
انها كانت من اهم وابرز وافضل عشرة سنوات ذهبية يمر بها العراق وشعبه تحت حكم الرئيس الراحل احمد حسن البكر
حيث الامن والامان رغم انني تعرضت بها الى اعتقال ثم الى محاكمة في محكمة الثورة ادت بي الى السجن في ابي غريب لمدة سنة او بدفع غرامة قدرها مائة دينار ولعدم توفر المبلغ في حينه مكثت ثلاثة اشهراو اقل بقليل ثم دفعت المبلغ المذكور وخرجت من السجن باهازيج وفرح عارم من قبل الاخوة والاصدقاء .
وكنت مستحق ذلك لاني كنت على خطأ.ولو لم اكن طالبا في حينها …لم يرافق السجن الغرامة وهذا ايضا من اخلاق الرئيس .
ولكنه بعد ان تنحى الرئيس وهو مجبرا على ذلك من سدة السلطة بدات العجلة تتراجع الى الوراء وبدأ التسلط والدكتاتورية والتعسف يوما بعد اخر الى ان اصبحت الحياة لا تطاق .حيث كان الرئيس البكر اكثر عقلانية واعتدالا ممن اخلفه بسدة الحكم من حيث النضج السياسي والتصرف الاخلاقي مع الشعب نفسه ومع دول الجوار واحترام المواثيق والمعاهدات كذلك احترام الجوار والعلاقات الاجتماعية التي تربط بين ابناء الدول والانساب والمصاهرات .
ها انا اقول انها المرحلة الذهبية الذي مر بها العراق على مدى القرن الاخير .حيث انها مرحلة تشكر على تلك
المنجزات التي عبر بها الشعب العراقي الى مصاف الدول المتقدمة وأصبحت بغداد العاصمة قلعة بأنظار الاخرين والكل يتمنى ان تكون له مدينة اسوة ببغداد واللا نحن الى الان في اخر الركب .
وهذا بحد ذاته لايعتبر فضلا من رئيس الجمهورية وانما هو واجب مقدس و مفروض علية ان يعمل هكذا لانه مكلف بخدمة هذا الوطن والشعب امام الله والدستور والا ليتنحى جانبا عن هذا المنصب وان لا يتحول الى اداة قمع وتسلط تعسفي لاناس لا حول لهم ولا قوة .
رحم الله من عمل عملا فأتقنه ورحم الله امرء تسلم امور قوم فأنصفهم وكان راعيا لهم وخدمهم .