23 ديسمبر، 2024 1:19 م

السنة والشيعة والاكراد وتقاسم الازمات

السنة والشيعة والاكراد وتقاسم الازمات

اثناء استمراري بمتابعة مايدور على الساحة العراقية المسكينة وعلى مايقوم به البعض من الكتاب من نشر آراؤهم وتحليلاتهم حول الوضع العام استنتجت نتيجة غريبة لكنها واقعية مع الاسف تدل على فراغ اغلب العقل العراقي من مفهوم الوطنية والتدين الحقيقي ومخافة الله تعالى ,فكل يدلو بدلوه متعصبا لقومه وطائفته وعرقه ولايجد حلولا الا لجهته لانها مظلومة مضطهدة فالكردي يقول ان الاكراد ظلموا سابقا وحاليا ولم ياخذوا حقوقهم كاملة وعليه يجب المطالبة بسقوف عالية للمطالب لنيل حقهم الطبيعي والمشروع (رغم ماحصلوا عليه بطرقهم الاصولية وغير الاصولية) ,والاخوة من المكون السني يعتبرون انفسهم ممثلي المكون العربي هم فقط ولاغيرهم احد وايضا ظلموا واضطهدوا ونالهم من الحيف مانالهم وهم الان بحاجة الى معجزة لاسترداد حقوقهم لانهم هم يمثلون العرب في العراق والباقي جاؤوا من اماكن اخرى ,والاخوة في المكون الشيعي يقولون انهم الاغلبية في العراق ولم يحصلوا على حق الاغلبية لهم من تواجد في الجيش والشرطة والدوائر الاخرى وهم ايضا يتم ظلمهم كما كانوا في السابق لذلك يجب انصافهم واعطاؤهم حقوقهم .
هكذا اذن هي طبيعة الاوضاع في العراق ثلاثي يتقاسم البلد ولايشبع منه ويدعي انه ظلم واستضعف.
هنا احب ان اوجه سؤلا الى المكونات الثلاث هل انتم عراقيون تحبون الوطن ام انكم اناس مستاجرون من دول اخرى تريدون سلب البلد والنوم في العسل ؟ اذا كانت الاجابة بنعم هم عراقيون فيجب عليهم نزع لباس العرقية والطائفية والمذهبية والتوجه مجتمعين لبناء العراق واصلاح حاله ,وانا في ظل الفوضى الحالية والفساد الاداري والمالي والانهيار الامني المتعمد اشك في انهم يستطيعون القيام بهذا الامر بل على العكس سيستمرون في تفتيت اللحمة الوطنية وتجزئة العراق وتقسيمه وهذا مالايخدم احد سوى اعداء الوطن واليهود بالدرجة الاولى الذين ينتظرون تهديم العراق بفارغ الصبر ,واذا كان الجواب انهم يعملون قدر استطاعتهم فهذا كذب محض لانهم لم يعملوا للعراق ظاهرا ولم يتذكروا العراق سوى عند استلام الراتب الشهري والعراق هو البقرة الحلوب التي بنت لهم قصور وعمارات داخل البلد وخارجه وهي التي توفر لهم الرحلات الاستجمامية والاقتصادية الخاصة ليعمروا دار الدنيا ويهدموا آخرتهم الباقية .
اذن هذا الذي يجري حقيقة بلا غش ولاخداع ولاضحك على الذقون ,هنا اطالب اولا وقبل كل احد الكتاب الذين يدعون الثقافة ان يعودا الى ضمائرهم في تشخيص الحالة وان لاينجرفوا وراء ميول واهواء لاتمت للوطنية بشيء بل هي تجزيئية وتقسيمية مقيتة وان يعمل هؤلاء الكتاب على اشاعة روح التسامح والود والعقلائية بين مكونات الشعب والتي مع الاسف انساقت وراء شعارات وتوجهات هذه المكونات الانشطارية ,وان يبدا الكتاب حملة توعية وايضاح للشعب بمقدرات الفساد والفاسدين بلا رحمة ولاخوف من احد حتى نستحق ان نكون ارض اولياء ومهد اوصياء مؤمنة .
الرحمة لعراقنا الحبيب ولشعبنا الصابر المحتسب ودعاءنا الى الله عز وجل ان ياخذ حقنا ممن ظلمنا من ابناءنا اولا وممن تآمر علينا وتعاون مع الشيطان والارهاب من دول الاقليم والعالم وبالاخص امريكا القذرة واعوانها واحسابها.
اقول كلمتي واساله تعالى مخلصا ان يمن علينا بالامن والامان والخلاص من عبودية الاصنام انه سميع مجيب.