نحن العرب سنة وشيعة نحب بعضنا ونتزاوج فيما بيننا , ربنا الله وديننا الإسلام ونبينا محمد (ص) وكتابنا القرآن الكريم.
نحب الرسول وآله وصحبه أجمعين , ولا نفرق بين أحد منهم في الدين.
نحن الذين حملنا راية الإسلام, وفي أرضنا تحققت حضارة القرآن, وتجسدت مكارم الأخلاق وتمام البنيان.
نحن العرب , سنة وشيعة لا فرق بيننا , ولا يمكن لأية قوة في الأرض أن تفصل الدماء السنية عن الأوردة والشرايين الشيعية , أو تفصل الدماء الشيعية عن الأوردة والشرايين السنية.
وبمذاهبنا ومدارسنا جميعا نرتقي ونرفع راية الإسلام , ونقوي أعمدة خيمة الدين الحنيف , ونصنع الوجود العربي الإسلامي الساطع المنيف.
نحن العرب, سنة وشيعة, تجمعنا عروبتنا وتأريخنا وديننا ولغتنا , وصلة الرحم والتفاعل المتينة فيما بيننا, ولن نسمح للآخرين أن يمزقوا وحدتنا ويدمروا وجودنا , ويعبثوا بنا وبثقافتنا الدينية والإجتماعية المتألقة بوجودنا وتنوعنا.
وما يجري ويدور في بلادنا ووسائل الإعلام , إنما هو من أجل تخريبنا ومحاربة الدين بواسطتنا, الدين الذي بدونه لا قيمة لنا ولا علاء يسودنا.
نحن العرب سنة وشيعة , نحب البصرة والنجف وكربلاء والموصل , والرمادي وصلاح الدين وسامراء وجميع مدننا الأخرى , ولا يمكن لأحد أن يمنعنا من هذا الحب , وأن يضع بيننا وبين التعبير عن الحب لوطننا الشامخ الرحيب , أو يفصلنا عن بعضنا ويقطع أوصالنا ويجعلنا كالهباء المنثور.
نحن أخوة في العروبة والوطن والدين والتأريخ والحضارة والإنسانية , ولن تتمكن قدرات الأشرار من شق صفوفنا , نعم لن تتمكن!!!
وما يدور كعاصفة جهل في فنجان اليقظة والعزيمة والتلاحم , والإنطلاق في بلد سيسوده الأمن والحب والأمان.
فالسنة والشيعة أكثر من إخوان , كجسد واحد إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى , وهم متصاهرون فيما بينهم , ومتفاعلون مع بعضهم البعض, ولا يمكن للسني أن يعيش بسعادة دون أخيه الشيعي, ولا للشيعي أن يعيش بسعادة دون أخيه السني, وتلك حقيقة التفاعل الذي لن تستطيع أية قوة ودسيسة التفريق بينهما.
وجميعهم يذهبون إلى النجف وكربلاء وسامراء وبلد , ويزورون مراقد أهل البيت ويتجولون في بغداد ويأمّون المراقد وبيوت العبادة الأخرى , ويفرحون بالتفاعل الأخوي الإسلامي الرائع ما بين العقائد والمذاهب الأرضية , ويعبرون عن عقيدة التحمل والصفاء والنقاء والتفاعل الخالص لله تعالى , ويترجمون معاني الدين السامية بأروع ما يكون عليه السلوك الإسلامي المتنور.
نحن أخوة وأحبة, الود يجمعنا والوطن وطننا جميعا, ولن يفرقنا ويهشم عروبتنا ويحطم مبادئ ديننا الطامعون , فنحن لسنا مغفلين ولسنا جاهلين , بل في غاية يقظتنا ونذود عن ديننا ووطننا بكامل وعينا.
وتجمعنا العروبة ولن نتنازل عنها مهما توهمتم وأطلقتم من تسميات مشوهة لها وللدين.
هذه طبيعتنا وثقافتنا ومسيرتنا عبر التأريخ , وما يحصل لا يمت بصلة إلى الطبع والخلق العربي على الإطلاق , فهو دخيل وثقافة بشر آخر لا يعرف العرب , فتمسكوا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ولن ينال الطامع إلا الخسران.
إن الذي يجري محاولات شرسة مدبرة , تريد بكل طاقات توحشها وحقدها أن توقع بين الأخوة والأحبة, وأن تفرق العائلة الواحدة إلى أشتات , وأبناء الدين الواحد , وتدفعهم لقتال دينهم وكتابهم ورسولهم وجميع أئمتهم , بقتلهم لبعضهم البعض, ليقولوا هذا هو الإسلام وهؤلاء هم المسلمون.
ولا بد لنا أن نؤكد حقيقتنا الناصعة البرهان, فنحن مسلمون ولا فرق بين شيعي وسني , وهذا التفريق ليس من ثقافتنا وديننا فنحن أبناء دين واحد.
ودم المسلم على المسلم حرام , فلا يمكن للمسلم أن يهدر دم أخيه المسلم.
“أيها الناس أن دماءكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم , كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا…ألا هل بلغت أللهم إشهد…”
“أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد وكلكم لآدم وآدم من تراب , أكرمكم عند الله أتقاكم..”
نحن أخوة , فتحاضنوا وتحابوا , وتخاطبوا بقلوبكم ومشاعركم العربية النبيلة الصافية الطاهرة, ولتنقشع غيوم الهوان والخداع والتضليل والإيقاع ما بين القلوب المتحابة الطيبة الرحيمة.
أهتفوا أيها العرب بسنتكم وشيعتكم , نحن نحب بعضنا ولا يمكن لسكاكين الغدر والباطل والضلال أن تتمكن منا.
نحن لسنا كعكة يسهل تقطيعها , نحن شعب حضارة ومجد وتأريخ ناصع , ولن نكون إلا كما كنا أبدا أبناء وطن ودين واحد.
بعض السنة والشيعة أصحاب الكراسي والتطلعات الفردية والفئوية والتحزبية , هم الذين أشاعوا ثقافة دخيلة على المجتمع , وراحوا يتصيدون بالماء العكر , ويلهبون عواطف البسطاء ويستثمرون في مشاعرهم , التي يؤججونها بخطبهم المنكرة العصماء , ويحشدون أبناء الوطن الواحد والدين الواحد والعروبة الأبرياء , ضد بعضهم وهم يتنعمون بمغانمهم ويستحوذون على حقوقهم وأموالهم ويحرمونهم من أبسط الخدمات , ويرفعون رايات الدين والدين منهم براء!!
إن ما حصل يجب أن يوقظنا من الغفلة ويعيدنا إلى مسيرتنا المتفاعلة , فكم فينا من جميع الأطياف متزاوجين فيما بينهم؟!!
علينا أن نرعوي فلا نكون وسيلة وأداة لتدمير الدين الإسلامي بهذا البهتان , الذي يقدمه على أنه من أبغض الأديان!!
أيها المسلمون إن الدين هو المستهدف بجوهره , والعرب جوهر الدين , فإذا تفتتوا وهانوا تفتت الدين وهان!!
أيها المسلمون العرب , الرسول عربي , القرآن عربي وجميع الأئمة الأطهار عرب , فأدركوا عروبتكم , لأنها عماد دينكم ونبراسه المنير , ولا تكونوا من المغفلين!!!
“هي العروبة لفظ إنْ نطقت به ……فالشرق والضاد والإسلام معناه”
فعلينا أن نستحضر ما يجمعنا وننكر ما يفرّقنا.
*هذه المقالة منشورة في عام 2006 ووصفت بأنها خيالية أو مثالية , ولكن الحقيقة الفاعلة في أعماق المجتمع الإنساني , أن المشتركات تنتصر على المُفرّقات , والتأريخ غني بالشواهد
والأدلة , التي تؤكد بأنها طارئة وستنتهي بزوال ظروفها السياسية , المساهمة بتأجيجها والإستثمار فيها.
أللهم إجمعنا ولا تفرقنا , ولا تجعلنا من المغفلين , أنت القادر القدير , بعزتك يا أرحم الراحمين.