22 ديسمبر، 2024 2:56 م

السنة …. واسباب الازمة  الحالية

السنة …. واسباب الازمة  الحالية

تعيش المناطق السنية اليوم ازمة اجتماعية وسياسية وامنية ضربت النسيج المجتمعي ودفعت ثمنها جميع شرائح  مجتمع المنطقة … صار منها ماصار….  حتى وصل الامر ان تتيه عقول العقلاء فلا صحيح القول يفهموه ولا حسن التصرف يعرفوه ..وكانهم في تيه عظيم قدره الله عليهم فلا مراجع دينية مجمع عليها لتؤثر بالقوم ولا سياسيون لهم الراي والكلمة العليا ولارموز اجتماعية كالشيوخ والامراء والوجهاء لهم التاثير على المجتمع خاصة وان هذه المناطق على العموم هي عشائرية

 وهم في ذلك يختلفون تماما عن ابناء جلدتهم من المكونات الاخرى الذين يشاركونهم في العيش تحت سقف بلد واحدة …فهم كلا وحسب خلفيته وحدة واحدة متماسكة حول اهداف مشتركة

ولهم قادتهم السياسيون الذين يعتدون بهم …وايضا لهم قادتهم الاجتماعيون من شيوخ عشائر ووجهاء لكلمتهم صدى في تغيير مسارات كثيرة ….ولهم مراجعهم الدينية المتفق عليها والمجمع على طاعتها

وهذا بالظاهر العام وقد تكون هناك اختلافات معينة داخل الصف الداخلي ولكنها تبقى داخلية ولا يمكنها ان تخرج الى خارج الحلقة الجامعة للكل ولا تضربها

هذا الاختلاف الذي تميز به ابناء المناطق الغربية عن غيرهم والذي تمثل في انهم لا يعتبرون لذوي الجاه من شيوخ ووجهاء وسياسيين قيمة اعتبارية يرتقون فيها على الجزئيات من اجل جمع الكلمة ووحدة الصف  او يجتمعون حول مرجعية بعينها ياخذون منها ويتاثرون بها ولا يخرجون عنها وان اختلفت الوجهات والقناعات   من اجل ان تبقى للامة كلمة واحدة فآثروا الفرقة على وحدة الصف والتفرقة والتشتت على الجماعة الجامعة للراي الواحد

وكأن لسان حالها  نجده في البيت الشعري لأحد حكماء العرب في الجاهلية وسيد قومه وهو الأفوه الأودى الذي يقول :

لا يصلح الناس فوضى لا سـراة لهم     ……     ولا سـراة إذا جهـــالهم ســــادوا

تهدي الأمور بأهل الرأي ما صلحت     ……     وإن توالت فبالأشرار تنــــــــقاد

إذا تــــولى ســــراة النــــاس أمرهم      …….    نما على ذاك أمر القوم فازدادوا

 

الفوضى  بلا سراة …تصدر الجُهال والاشرار ضياع البوصلة  هذه هي الحقيقة التي لا تقبل المراء والجدل:

وقد يسال سائل ماهي الاسباب التي ادت بهولاء ان يكونوا  فوضى لا سراة لهم ؟

نقول ان هناك صنفين من الاسباب :

 

1.     الاسباب داخلية (من داخل المجتمع نفسه) :

·        ان التغير الذي حصل عام 2003 كان بالنسبة لهم مفاجئا ولم تتهيء له الاستعدادات التنظيمية السياسية (احزاب تتشكل او تنمو بالخارج ولعشرات السنين وتحضى بالدعم الخارجي) والمجتمعية (منظمات  ومؤسسات ومثقفين) ودينة (رجال دين او مؤسسات دينية )

·        تتمثل في ان من طبيعة عقيدة المكون السني انه كثيرا ما يرتكز على تحكيم الذات على التاثير بالراي المجتمعي الجامع  خاصة في الاراء والمواقف السياسية او الدينية او الاجتماعية وهي ليس صفة قطعية عامة ولكنها تشغل مساحة كبيرة اذا ما قورنت بطبيعة المكون الشيعي من هذه الزاوية حصرا .

 

2.     واخرى خارجة (من خارج المجتمع السني):

·        تاثيرات المحيط السياسي العراقي ومصلحته في التنافس السياسي لكسب المصالح  الامر الذي يجعله قد يغذي هذه الفوضى (وهذا امر مشروع في عالم السياسة )

·        الاعلام الموجه سياسيا او احيانا القنوات ذات الاستراتيجية قصيرة النظر الذي يركز على زيادة وتعزيز التفرقة من خلال التركيز على الخلافات البينية بين الساسة او بين شيوخ العشائر او بين رجال الدين  ….واحيانا يركزون على عدم احترام الساسة او رجال الدين او القادة الاجتماعيين

·        المصالح الدولية التي تبحث عن دعم جهات على حساب جهات اخرى بدوافع مصالح خاصة

·        اعتماد ارض العراق عموما كارض لتصفية حسابات بين دول المنطقة فيما بينها من جهة وايضا مع الغرب من جهة اخرى …وعادة تاخذ المناطق الرخوة نصيبها الاكبر في ان تكون ارض حرام لهذه المعارك وعلى ذلك يترتب جهد اعلامي وسياسي كثيف على هذه المنطقة لادامة الشرذمة والتفرقة التي تخدم السياسات العليا للدول اللاعبة في المنطقة