23 ديسمبر، 2024 4:31 ص
يبدو السنة كمكون وكنخب فاعلة في حال ضياع لم يكونوا يألفونه أو يتصورونه على الإطلاق. وبعد أن كانوا يملكون الزمام وهم اتباع المذهب الغالب منذ نشأة الدولة العراقية الحديثة حتى سقوط نظام صدام حسين تحولوا الى أتباع مذهب مغلوب غير قادرين على التحرك إلا في نطاق ماترسمه قوى محلية وإقليمية وعلى الصعد كافة.
وكان الحضور العنيف لقوى دينية متطرفة في المشهد العراقي بدعوى حماية المكون المغلوب على امره سببا في تحول اكثر إيلاما من السابق فقد سيقت الإتهامات للسنة واصبحوا محل شبهة بإرتباطهم بجماعات عنف منظمة تعمل على إسقاط العملية السياسية وكان عدد من ابرز سياسييهم عرضة لتهم دعم الإرهاب ومنهم من سجن ومنهم من غادر الى الخارج كطارق الهاشمي المقيم في كنف الرئيس رجب طيب اوردوغان الذي ينتمي وإياه الى حركة الإخوان المسلمين وأحمد العلواني المسجون ورافع العيساوي الذي غادر هو الآخر.
شخصيات سنية برزت في مشهد الأحداث خلال سنوات قليلة كانت مؤثرة كخميس الخنجر الذي يبدو الأكثر نشاطا في تحريك الطيف السياسي السني ودفعه الى إتخاذ تدابير معينة لمرحلة مابعد داعش تتيح التأسيس لمرجعية سنية فاعلة على مستوى السياسة لمواجهة إستحقاقات الحكم وبناء الدولة وإعمار المدن المدمرة والمطالبة بإستحقاقات سياسية وإقتصادية للفترة المقبلة وقد عقدت مؤتمرات عدة في جنيف وأنقرة وعمان واربيل لكنها لم تفلح حتى اللحظة في إيجاد تلك المرجعية المطلوبة.
في اربيل عقد مؤتمر وفي بغداد قابله آخر وكان ثالث رافض قد عقد وإتضح أن الطيف السني منقسم على ذاته أكثر من السابق فرئيس البرلمان سليم الجبوري اعلن عن تجمع سني في بغداد بينما كان خميس الخنجر يعلن نفسه زعيما للمشروع العربي المضاد وإختار ظافر العاني نائبا له ليتضح إن الخنجر يسير في ركب معارض بقوة لمشروع التفاهم السني الشيعي الذي يتمثل بخطوات الجبوري وشخصيات دينية كمفتي السنة ورئيس الاوقاف.
السنة يعانون. فهم في ضياع سياسي وتنافس على السلطة ومنهم من غرق في دوامة الفساد وآخرون يخيرون انفسهم بين قطر والسعودية وبعضهم يميل لتفاهمات مع منظومة الحكم بينما يطلق آخرون تصريحات رافضة ومنددة وحتما فإن السنة كمكون وكقادة ليسوا بخير وربما يحتاجون الى مزيد من الوقت والجهد لتحقيق مطامحهم في التأسيس لمرجعيتهم وإعمار مدنهم وكسب ثقة الطرف الآخر المشكك والطامح…