عام مضى وبدأ عام وتبادلنا التهاني والتبريكات والتمنيات بانه سيكون عاماً افضل من سابقه ، وسنة خير وبركة ، وحملت كل تهانينا مفردة العام الجديد NEW YEAR وهنا لا بد لي ان اذكر جملة كنت قد قرأتها ولا اعرف حتى من هو قائلها ، تلك الجملة هي :
( ITS NEW YEAR , IF YOU ARE NOT NEW ITS ONLY A YEAR ) أي هي سنة جديده ولكن اذا لم تكن جديداً فهي مجرد سنة .
السنة الماضية حفرت تجاعيد في وجه الحياة التي كنا نعيشها ، فقد انجبت وباءً غير من كل الأنماط المعيشية وخرائط الحياة، بدءاً من العلاقات الأجتماعية الأفقية وحتى الروحية والعقائدية ، والمجتمعية وسلوكيات العمل وإعادة برمجة نمط التفكير وانجبت عوامل تحكم جديده تربعت على عرشها تقنيات الأتصالات .
تغير العالم وتكور واصبح البيت هو محور تلك الكرة ، فللنجاة من الوباء يجب ان نبقى في المنزل ولغرض العمل ؟ أصبحت الاعمال تدار من المنزل والدراسة ؟ أصبحت في المنزل ، يمكنك ان تبقى في منزلك والعالم هو من يأتي اليك . في الخارج وحش يتربص بك ولا مأمن الا في كهف تغلق بابه بصخرة صلدة عملاقة ، وسينقل لك فارس مدرع وجبات طعامك وكل احتياجاتك حتى اختفاء الوحش .
هذا الفارس المدرع هو الأنترنت الذي سيكون حبلك السُّري الذي ينقل لك كل ما تحتاج ، غذاؤك ، عملك ، درسك ، علاجك ، اخبار الآخر ، صحف وجرائد ، صور واخبار حية بنقل مباشر ، لم تعد مكاتب الشركات الكبرى طوابق في ناطحات السحاب بل تقلصت حتى أصبحت مجرد حواسيب وشاشات عرض يتولى ادارتها مديراً تخلى عن مكتبه الفخم وبدلاته وربطات عنقه وحذاءه الملمع وتسريحة شعره وعطره المميز وبدأ عهداً جديداً ليدير شركته من قبو المنزل بشاشات عرض وحاسوب وكوب من القهوه يرتشف منه وهو يرتدي البيجاما والروب ! هل تأثرت الأدارة ؟ الجواب كلا ، بل تطورت ببرامجيات اكثر سرعة وشبكة اتصالات اعلى سرعة ودورة تدريب بسيطه عن الإدارة الرقمية .
قرأت في صحيفة كنديه ان هناك شركة هندسية كانت تستأجر طابقين في احدى ناطحات السحاب في فانكوڤر بمبلغ ٦٤ الف دولار للطابق شهرياً ، بدأت عامها الجديد بانهاء عقد الأيجار والأكتفاء بغرفة واحده فقط لاستمرار المراسلات على عنوان الشركة .
غايتي من المقال هو التجديد ، فبالنسبة للشركة الكندية هو عام جديد اما بالمقارنه بمن بقي على حاله فهو مجرد عام .
هكذا تأقلمت دول السقف مع المتغير وتطورت وتجددت فيحق لها ان تستخدم عبارات التهنئة بالعام الجديد اما وطننا المبتلى وشعبنا المتراجع فلا عام جديد له ، قد يغيروا ارقام التاريخ وقد يغيروا مفكراتهم وروزنامات جدرانهم ولكنهم لن يغيروا اكثر من ذلك فلن يختلف العام ٢٠٢١ عن سابقه الا بتطور اشكال الشقاء لشعب ناله بجداره .