23 نوفمبر، 2024 12:23 ص
Search
Close this search box.

السمفونية الخامسة لبتهوفن بين رومانتيكية الحس وكلاسيكية البناء

السمفونية الخامسة لبتهوفن بين رومانتيكية الحس وكلاسيكية البناء

مما لاشك فيه ان هذا العمل له شهرة كبيرة جدا بين الاوساط الفنية والادبية  بل وحتى على المستوى العام, فليس هناك متذوق للموسيقى العالمية الا و عرف وسمع بالسمفونية الخامسة المسماة (القدر) للموسيقار الكبير لودفيك فان بيتهوفن, فان تحدثت الى اي شخص عن الحركة الاولى القوية ذات الضربات البطولية تقفز الى الذاكرة مباشرة لكثرة ما استعملت هذه الحركة في العديد من الاعمال الفنية سواء المرئية منها اوالسمعية .
يعد هذا العمل السيمفوني من الاعمال الكلاسيكية البحتة من حيث البناء الموسيقي السمفوني فضلا عن الخلفية التي كتب بها بيتهوفن هذا العمل وما انطوت عليه من الصراعات النفسية الداخلية المركبة ولا نغفل الجوانب البطولية التي كان بتهوفن معجبا بها انذاك ابان فترة بروز القائد الفرنسي المشهور نابليون على وجه الخصوص,انعكس هذا في موسيقى بتهوفن في بعض اعماله الخالدة . ولكن من يستمع بدقة واصغاء تام وتامل لهذا العمل بالذات من خلال حركاته الاربعة والموزعة حسب التوزيع الكلاسيكي المعهود  تتجلى له جمل موسيقية وتونات غاية في الرومانتيكية تاخذ المتلقي الى عوالم حالمة يظهر فيها بيتهوفن عبقرية نادرة في المزج بين المدرسة الكلاسيكية من جهة وبين المدرسة الرومانتيكية وهذا من خلال الجمل المتهادئة المسترخية المليئة بالاحساس والتعبير تتجلى فيها لواعج وعذابات فناننا الكبير الذي عانا ما عاناه في حياته, الحزن والالم بجابنب لحظات النصر والفرح كلها تتجسد من خلال هذا التداخل الرائع والحس المرهف.
العمل هو مجموعة من حالات الزهو البطولي والالق الانساني, المجد والبطولة هما عنصران اساسيان في مجمل العمل الذي كتبه الموسيقار بيتهوفن, لقد مزج العمل الموسيقي السيمفوني هذا بانحناءات موسيقية ونغمات من الروعة والهدوء موفرة الاسترخاء العاطفي بعد جولة من لحظات البطولة والجدية  والايقاعات العالية المتسارعة ليحلق بنا بعيدا لنتأمل صورا وحالات عديدة, الامر الذي يصل احيانا الى درجة الهدوء المطلقوهذا ما  عبرت عنه  مجموعةالا لات الهرمونية والنفخية التي بالكاد يسمع صوتها لترتفع تدريجيا لتكشف عن حالة من الانسيابية الحالمة والتي تظهر جليا في الحركة الثانية من العمل .
ان عبقرية بيتهوفن واعماله لا يمكن ان تنسى وتختفي من ذاكرة الاجيال لقد ترك هذا الرجل فنا انسانيا راقيا عظيما . فهو تربع على عرش الابداع المطلق وهو في ذروة عقدة صممه وما اعماله الا تراثا عالميا من العبقرية والابداع ستبقى خالدة عبر الزمن فما اروع هذا الفنان كتب لنا اجمل الاعمال الموسيقية ولم يكن بمقدوره ان يسمعها , وهنا اقول حقا انه احد اساطين النغم و عبقريته نادرة لا تتكرر .

أحدث المقالات

أحدث المقالات