23 ديسمبر، 2024 3:32 م

السماوة بادية الشعر .. حضور فاعل في قاعة الجواهري

السماوة بادية الشعر .. حضور فاعل في قاعة الجواهري

السماوة مدينة خطت على مدى التاريخ ملامح خالدة من حضارة عريقة امتدت لقرون عديدة .
وحينما نتحدث عن السماوة ، هذا يعني انه حديث يعود الى 7000 سنة ومنها 5000 ق.م ، وذلك لاتصال هذه المدينة بمدينة اوروك الاثرية ، مدينة الاكتشافات الاولى والحرف الاول والعجلة وتاريخ التمدن للإنسان الاول على هذه الارض بعد الطوفان .
وبعد ان زحف نهر ” إنليل” المقدس عن محيط أوروك عن شرق المدينة ، إلى غربها ظهر نهر الفرات فتشكلت السماوة ، ومن نافلة القول ان تسمية السماوة تعني الارض العالية المستوية القريبة من السماء ..
السماوة متخمة بالتاريخ وضاربة بالعمق في صحرائها دفن السموأل بن عاديات الشاعر اليهودي ، وايضا في صحرائها تعلم المتنبي الفصاحة والبلاغة ، وكانت إحدى محطات عمر بن أبي ربيعة حيث كتب قصيدته الشهيرة وادي الغضا ومازال هذا الوادي حد اللحظة يحتفظ بتضاريسه الاولى رغم تقادم السنين عليه .
في يوم السبت 7-3 حضرنا في اصبوحة ادبية ليس تقليدية في قاعة اتحاد ادباء العراق ..حضور جميل لمجموعة شباب من محافظة السماوة وهو يخطون بثقة مسيرتهم الادبية في قاعة الجواهري التي وقف فيها كبار شعراء العرب والعراق .. وايضا كانت محطة لوسام الموسوي وعامر الشيخ وزين العابدين الطائي .. بغض النظر عن جودة الاصبوحة لكن كانت مبادرة مهمة تسجل للاتحاد العام لأدباء العراق المركز العام في أن يحتضن ويعرف يبدو لي جديدا بأدب العراق بمدنه وقراه ..
وهذا السماوي عامر موسى الشيخ اجبر حواسي أن تندفع الى أن استمع اليه وهو يحدثني عن مدينة اسطورة كلام نابع من قلب يحب مدينته واهله ويعتز بهما اعتزازا توضح من خلال نبرات ووثوق حديثه .. الذي اخبرنا عن :
أم موسى هذه الام السماوية التي ارتبط اسمها بحقبة نضالية مهمه من تاريخ العراق حين أحتضنت خيرة مناضلي العراق وهي في اقصى مدن العراق السماوة وهذا دليل حضاري على حيوية هذا الشعب .. أم موسى احتضنت سلام عادل تحت جناحيها كأنه ابنها .. صورة لانسانة عكست وجه الطيبة ونكران الذات لمدينة السماوة كلها ..
وعندما نستذكرها ايضا .. فلا ننسى جسرها الخشبي الذي دمره الاشرار في عام 1991 واستشهد اكثر من اربعمائة مواطن ومنهم المدرس سامي سباهي هذا اسم لم يغادر ذاكرتهم لأنه ارتبط بمقاعدهم الدراسية التي افنى فيها هذا السباهي حياته لخدمتهم .. مات سامي لكن لم يمت لأنه اصبح في رمز كما اصبح هذا الجسر الشهيد شاهدا على قبح المتشدقين بالديمقراطية والانسانية .. الآف العراقيين ماتوا بسبب عدوانية غير مبررة .. عندما ذكر رقم 400 انسان.احرقوا.تذكرت اكثر من الف انسان ايضا احترقوا بوابل صواريخ ذكية جدا نالت من ملجأ العامرية في بغداد .. يا لسخرية القدر رحلوا دون أن يطالب أحد على اقل تقدير أن يذكرهم في موسوعة الجرائم المنسية ..
يبدو أن الشعر متحرك بنماء في هذه السماوة المدينة التاريخية الحلم ..
فهي مدينة الشعر فمنها انطلق شاعر الانسانية الراحل كاظم السماوي ومنها انطلق العلامة الراحل الشيخ عبد الحميد السماوي رادا على طلاسم ايليا ابي ماضي على قصيدة ” لست أدري ” بمطولة من رباعيات شعرية فلسفية شعرية عميقة أتت بعنوان ” فوق اثباج الطبيعة ” مذيلا الرباعيات بـ ” ليس يدري ” ، ومنها اطلق الروائي صباح الشاهر والشاعر يحيى السماوي وآخرون كثر قدموا ابداعا عنوانه الانسان أولا وآخرا ..
هي دعوة أن نذهب نحن الى ادب المحافظات نحتفل فيه هناك مع مبدعيها ..
تحية للشعراء الشباب عامر ووسام وزين العابدين ولجميع مبدعينا وهم يسطرون رغم قلة الامكانيات وضعف الاهتمام .. حروف من وهج .