22 ديسمبر، 2024 6:36 م

السلوك بلا حد فاصل داخل المدرسة و خارجها

السلوك بلا حد فاصل داخل المدرسة و خارجها

وجهت وزارة التربية بضرورة ضبط السلوك داخل المؤسسات التربوية وتفعيل دور المرشد التربوي في اهتمام مفاجئ للحفاظ على الصحة النفسية للطلبة جاء في محله بعد اغفال طويل لهذا الجانب الذي يدخل في صلب العملية  الدراسية التي هي ليست تلقين فقط وانما تنمية للسلوك الجيد والحضاري , فهما الشقان للعملية التربوية لهما نفس الاهمية والضرورة واذا بطل احدهما بطل الاخر من دون مبالغة .

الإدارات المدرسية في العموم معنية  بنشر ثقافة تحسين سلوكيات الأفراد والتصدي لجميع الممارسات العدوانية داخل المؤسسات التربوية  وخاصة التنمر بمختلف أنواعه وما يرتبط به من أضرار وخيمة، نظرا لوقعه السيء في نفوس المتعرضين له ومدى تأثيره على شخصياتهم وثقتهم بأنفسهم، مشددا على إنزال أقسى العقوبات بحق المتنمرين .  كان هذا فحوى التوجيه التربوي واذ نؤكد على العناية الفائقة بسلوكيات الطلبة ومتابعتها خارج الحرم المدرسي الذي لم يتطرق اليه التوجيه  وايجاد الوسائل المناسبة الى ذلك لأنه يسهم في الاعداد القويم للطلبة ليكونوا اعضاء نافعين من جميع الوجوه الاجتماعية والاخلاقية , ويساعد غلى تمكينهم من الاهتمام بدراستهم .

الحقيقة كان للأسرة التربوية دورا مشهودا في اعداد الطلبة  للمستقبل من خلال المراقبة وتخصيص جزء من الوقت من قبل مرشدي الصفوف والمرشدين التربويين  ومجالس الاباء واعطاء الاهتمام الكافي بالدروس  وموادها  التي تعني بالأخلاق الحميدة والانسانية والتصرفات التي تبني شخصية الانسان الايجابية والسوية والمتسامحة في الحياة والمحبة للخير والمتعاونة من اجله .

ليس من الصعب اعداد برامج ارشادية وتوعية على المستويات  والمراحل الدراسية كافة تمكن التلاميذ الطلبة من حل مشاكلهم في داخل المؤسسة التعليمية وخارجها , بل والمشاركة الايجابية في المحيط الاجتماعي والابتعاد عما هو ضار ومؤذ لهم ولغيرهم وتعليمهم اعمالا جماعية طوعية مفيدة تنعكس في شؤون حياتهم اليومية .

نحن بحاجة الى الانطلاق من المدرسة في مثل هذه الاعمال , وايضا الى ان يكون  نبذ العنف في العلاقات بين الافراد واشاعة القيم النبيلة  والعادات السليمة والصحيحة بين طلبتنا وتكون حافزا لهم لتكريسها في اسرهم ومحيطهم الاجتماعي .

التوجيه جاء معبرا عن حاجة لطلبتنا  ليكونوا حاملا للقيم  والسلوكيات المثالية بعد ان غاب السلوك الصحيح بدرجة كبيرة , واصبح امرا يثير الدهشة والغرابة اذا ما لمسناه ورأيناه  في اوضاع سيادة العنف والقيم البالية والعادات المقيتة في بلدنا .