قال ألآمام علي “ع” : ” الى الله أشكو من قوم يعيشون جهالا ويموتون ضلالا ” والذين ماتوا في عهد ألآمام علي “ع” وهم ضلال هم الخوارج ومن نهج نهجهم , واليوم نعيش في بحر من الجهالة مع أمواج من الضلالة تمثلها داعش التي أصبحت أمتدادا تاريخيا للحقبة ألآموية التي ظهر فيها خالد بن عبدالله القسري الذي عين واليا على الكوفة فقال للمسلمين : ضحوا بأضاحيكم وأنا سأضحي بالجعد فذبحه لآنه من أتباع اهل البيت عليهم السلام , ولخالد بن عبدالله القسري موقفا يعبر عن سلوك أرهابي متقدم تاريخيا من يطلع عليه يعرف لماذا تقوم عصابات داعش بما تقوم به من أعمال منافية لكل شريعة وخلق ودين , وما قام به خالد بن عبدالله القسري وللعلم كانت أمه مسيحية , فقد طلب من مساعديه أن يحصوا له عدد المساجد والمنائر في الكوفة , فبعد ماقاموا بعدها قالوا له خمسين مسجدا ومنارة , فقال لهم : اهدموا المنائر لآنها عالية تشرف على بيوت الناس فتكشف عوراتهم مما يجعل المؤذن يطلع على عورات الناس؟
وهنا أريد للقارئ والمتابع أن يركز معي : والي من ولاة بني أمية الذين حكموا بأسم ألآسلام كما يحلو لعصابات داعش وألارهاب التكفيري أن تدعي اليوم وتريد للمدعو ” أبو بكر البغدادي ” الذي تسميه بعض الصحافة الغربية ” شليموت اليهودي ” لآنه تدرب عند الموساد ألآسرائيلي عندما كان سجينا في معسكر بوكا في البصرة عام 2006 ولو لم تتم معه بعض ألآتفاقات ومنها تجنيده لصالح المخابرات ألآمريكية وكل عمل أستخباري أمريكي لآسرائيل نصيب منه , وللذين يشككون بمثل هذا ألآستنتاج لهم مطلق الحرية فيما يعتقدون , ولكن ليجيبونا : كيف تقوم أسرائيل بمعالجة جرحى عصابات داعش في مستشفى زئيف في صفد وقد أصبح هذا ألآمر معروفا وتتناقله فضائيات العالم وصحفه , ولانريد أن نذكر البعض بمشهد فرح العصابات التكفيرية في سورية وهي تهلل فرحا لقيام الطائرات ألآسرائيلية بضرب مواقع للصواريخ السورية بالقرب من دمشق عام 2013 , وأذا كان البعض يشكك بصحة ذلك مدعيا أن صور الفديو مفتعلة فله ذلك على طريقة الشك والعناد الذي كان عليه ” ألخ ماهو ” كبير كهنة معبد أمون الفرعوني أيام يوسف الصديق أذ عندما قام يوسف بدعاء ربه لتشفى زليخة من العمى وشفيت أمام مشهد الجميع أنكر ذلك ” ألخ ماهو ” وقال : أنها لعبة متفق عليها ولم تك زليخة عمياء حقيقة , ولكن عندما عادت زليخة من الشيخوخة الى شابة بقدرة الله الواحد ألآحد القادر على كل شيئ قدير , سكت ألخ ماهو ولم يعترف بالمعجزة لآن الرجل كان على درجة كبيرة من سواد القلب وفساد الضمير الذي جعله يظل مصرا على عناده وكفره , وحالات مشابهة لحالة كبير رهبان معبد أمون لازالت موجودة عند بعض الناس من الجهل والعناد ولذلك وجدت داعش مناخا مناسبا لنشر أفكارها المريضة وسلوكا المنحرف الذي وجد مناخا حاضنا نتيجة عداوات شخصية وعقد طائفية وأحقاد عنصرية وخلافات حزبية وعشائرية ومشاكل أقتصادية وأمنية وأجتماعية كلها تجمعت لتخلق رصيدا ومبررا لكل شاغب وفرصة لكل غوغاء وهذا هو السبب الحقيقي لما يحدث اليوم في العراق وسورية والمنطقة والمستفيدة منه أسرائيل والتي تعتبر في علم الجيوسياسة من عوامل زعزعة المنطقة وعدم أستقرارها منذ أن أصبحت فكرة في مؤتمر هرتزل نهاية القرن التاسع عشر والى أن أصبحت مشروعا في وعد بلفور عام 1917 الى تحقق ألآحتلال عام 1948 الى أستكماله عام 1967 الذي قال عنه الشاعر محمد عبد المحسن شعابث :-
” مابعد عار حزيران لنا عار ” ورغم ألآنجاز الجزئي عام 1973 ألآ أن أنور السادات بخطوته الطائشة أدخل ألآحباط وألآنكفاء في العالم العربي الذي أستسلم لترحيل مقاومة فتح الى تونس ظنا منهم أن جذوة المقاومة لم تعد موجودة , لكن فجرا للمقاومة الجهادية المؤمنة قد أضاء أفق ألآمل بولادة حزب الله اللبناني عام 1982 والذي توفرت له قيادات نوعية نادرة من أمثال السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب والقائد الشهيد عماد مغنية والقائد صاحب العقل المنظم والفكر ألآستراتيجي السيد حسن نصر الله الذي حقق أنتصار عام 2000 بأنسحاب الجيش ألآسرائيلي من لبنان ثم كان أنتصار حرب تموز عام 2006 الذي هز أسرائيل وظهر جيشها مهزوما للمرة ألآولى في تاريخ أسرائيل العدواني وما تخبط الجيش ألآسرائيلي اليوم في حرب غزة ألآ نتيجة الخوف والتردد الذي أصبح ملازما له منذ مقبرة دبابات الميركافا في بنت جبيل اللبنانية على أيد أبطال المقاومة ألآسلامية .
أن ألآنتصار الذي حققته المقاومة ألآسلامية في مساندة الجيش السوري الذي ألحق الهزيمة بعصابات ألآرهاب التكفيري في معركة القصير التاريخية ثم في معارك القلمون من يبرود والنبك ورنكوس وعرسال الورد الى جرود عرسال مما جعل الحدود اللبنانية السورية مؤمنة من عصابات التكفير التي ظلت شاردة مختفية في المغاور وهاربة في الوديان لاتلوي على شيئ , ومن هنا ظهر الموقف ألآستراتيجي لآيقاف زحف عصابات داعش الذي خلق رعبا لدى بعض الناس نتيجة عدم المعرفة بطبيعة المواجهة مع داعش والتي أصبحت حرب وجود وهذا ما أعترفت به أخيرا أمريكا عندما رأت الصحفي ألآمريكي ” فولي ” يذبح بطريقة يندى لها الجبين ومثيرة للرعب وألآشمئزاز ولذلك حركت طائراتها لتضرب عصابات داعش غرب العراق .
أن الحجاج بن يوسف الثقفي الوالي ألآموي من الذين أسسوا السلوك ألآرهابي بعد خالد بن عبدالله القسري حيث قال الحجاج مخاطبا المسلمين في مسجد الكوفة : ” أني أرى رؤسا قد أينعت وأني لقاطفها ” وعندما نجمع مقولة خالد بن عبدالله القسري في ذبح ” الجعد ” وفي هدم منائر مساجد الكوفة الى مقولة الحجاج ألآموي الذي يعتبر الرؤوس مجرد بضاعة للقطاف , وعندما نشاهد اليوم ماتفعله عصابات داعش في الرقة في سورية وفي دير الزور السورية عندما ذبحت ” 700 ” من عشيرة الشعيطات السورية وكيف قامت بذبح أئمة المسااجد في الموصل وقتل ” 1700 ” عسكري في معسكر تكريت , وسبي نساء ألآيزيديين وتهجير وقتل الشيعة والسنة والمسيحيين في الموصل واالحمدانية وتلعفر , عندما نجمع كل ذلك يكون أمامنا مسلسلا للرعب والدمار والقتل على الهوية وتخريب المنشأت ليس له مثيل في تاريخ ألآنسانية , لذلك يصبح من الطبيعي أن نضع هذه لصورة المرعبة ومن يقف ورائها أمام المسلمين والعرب أولا وأمام العالم ثانيا لنجعل ألآرادات الخيرة تتلاقى على مشروع التوحد لآنهاء داعش من الوجود وأستئناف حياة ألآستقرار والسلم