23 ديسمبر، 2024 3:58 م

السلم الأهلي ومن يخالفه

السلم الأهلي ومن يخالفه

موقفان متناقضان مختلفان مخطئان؛ من يعتقد أن العراق ليس فيه مشكلة حقيقية، أو يُقرُّ مَنْ بوجودها، ولا يجد لها حلول ضمن الإطار العراقي؟!
إختلفت الإعتقادات؛ نتيجة طبيعة المتبنيات، والدائرة الضيقة التي تدور بها أفكار؛ متراجعة الى دائرة أضيق.
يعقتد الأغلب أن الحرب التي يخوضها العراق، ما هي إلاّ مخطط لتمزيق الوحدة، وفك الإرتباطات العائلية والقبلية والشراكة بالوطن، ويتصرفون بعكس إعتقادهم؛ بذريعة تهميش السنة، وللكورد حق تقرير المصير، والشيعة لا تنفعهم الشراكة؟!
تشير المعلومات، أن قرار التقسيم إكتمل تخطيطه، وتورطت بعض الأطراف السياسية بالإقتناع، وترويجه بدعوى الدفاع عن الطائفة وهويتها، وتقسيم الكعكة بالأفكار والأجساد المفخخة؛ ه من يضمن لتلك الأطراف؛ بقاءً أطول بالسلطة، وهيمنة الثوار على الإنبطاحين داخل الطائفة الواحدة، وتمهيد المعطيات من الخفاء الى الحديث العلني؟!
خرجت الولايات المتحدة الأمريكية؛ غير راضية من إنسحابها من العراق، ويؤيد هذا الموقف كل الدول المتحالفة معها، وفي تلك اللحظة قررت تبديل أستراتيجيتها، والإستغناء عن الشيعة؛ بسحب نفسها بهدوء وتعطيل الإتفاقيات الإستراتيجية، ومنع تجهيز السلاح في مواجهة الإرهاب؟! ومنع وجود التفاهمات، التي تشكل توليفة سياسية تضمن الإستقرار.
إنصاعت الأطراف التي تعتاش على الطائفية؛ لخطوط رَسمت المآرب الخارجية، وإتخذت من الاكاذيب والإشاعات وقلب الحقائق؛ كورقة رابحة، عند إكتمال التقسيم، بعد الرضوخ الى حقيقة إشعال الصراعات داخل المكون نفسه، وتبني نظرية المؤامرة والإتهام بالخيانة، والتشكيك بالتاريخ الجهادي؛ لدرجة أشاعة التفاوض مع الإرهاب، في حين هي لم تتخلص من مستمسكات إنتماءها؛ للبعث والإرهاب.
أن الإعتقاد السائد، ربما هو الأقرب للواقع، وأن السياسة الحالية ما هي إلاّ حصاد؛ لتراكم أخطاء السنوات الماضية، وتفسير التشريعات وتعطيل القوانين بمزاجية؛ خدشت الحياء الوطني بالعهر السياسي، الذي دفع الشعب الى نفق مظلم لا يستطيع الخروج منه، وقد تشوشت رؤياء، من كثرة الأكاذيب، وتصديق أو شراء ذمم بعض الطبقات المثقفة.
يتحدث الساسة عبر وسائل الإعلام، والإجتماعات الحكومية، عن الوحدة الوطنية، وأهمية دعم الحكومة التي تحظى بقبول دولي ومحلي، بينما تنفث قنواتهم وصفحاتهم الشخصية والظلية، بسموم يدس في عسل البكاء على المظلومين، وأن همهم الأساس تحقيق السلم الأهلي، ورفاهية أرقى من شعوب المنطقة.
عندما يسطير ساسة، على أمة لا يعرفون طعم وحدتها؛ فأنهم يضيعون لونها ورائحتها، وتصبح الدماء بديل لروافدها، وتتبخر الأجساد بحرائق المصلحية الضيقة.
لسنا شعب مختلف ونحن نقاتل مع أجل السلام والحياة، وأن الوحدة الوطنية هي معيار رفض مشاريع التقسيم، والتأكيد للعالم أن العراق شعب واحد؛ لايُريد التقاتل، وأن الدعاة للأقتتال سوف تدفن أحلامهم المريضة، إذا كنا صادقين فيما نقول: أن كل فعل كان من أجل السلام ومن يخالف دعوات السلم الأهلي، هو من يقف بجانب الإرهاب ومشاريع التقسيم؟!