7 أبريل، 2024 2:27 م
Search
Close this search box.

السلم الأهلي .. صلاة  موحدة

Facebook
Twitter
LinkedIn

ما الذي يجعل  نموذج الصلاة الموحدة  سلاحا للاحتجاج  بيد  المتظاهرين..؟؟ هذا النموذج من التأكيد على اللحمة الوطنية بين العراقيين بما يجعل السني والشيعي يقفون جنبا الى جنب  كمعلم وطني للاحتجاج على الأصوات النشاز التي تذكرت بعد قرون من السلم الأهلي التي  تمثل في  أواصر اجتماعية  جعلت عشائر العراق تمثل جميع الطوائف بل  اندمجت فيها حتى القوميات،اليوم أخذت  تظاهرات الانبار التي تتوسع  دائرتها لتشمل محافظات نينوى وصلاح الدين  وبعض  مناطق كركوك وديالى، ليس لكونها تطالب بحقوق أهل السنة من سلطة  يحتكرها الشيعة، بل لأنها  تسمع صوت الغضب العراقي  من نتائج  تغيير سياسي انتهى إلى فوضى ليست خلاقة على طريقة المحافظين الجدد الذين قادوا غزو العراق وهدموا معبد  دكتاتورية صدام حسين  فإذا  بمعابد جديدة تشيد همها الوحيد سرقة أموال الشعب في مظاهر واضحة للفساد الإداري والمالي، وفشل ذريع في  تجاوز  القيادات  الحزبية  لأجنداتهم المعارضة  وتسويق  أجندات وطنية تنادي بالقبول الأخر، فإذا  لم يكن رجالات المعارضة بأخلاق الفرسان  كما يصفهم الكاتب العراقي  حسن العلوي ، لتجاوز اثام  نظام صدام حسين، فان واقع الحال انتهى الى ثقافة شعبية تروجها هذه الأحزاب لتقسيم العراق الى سنة وشيعية وأكراد وتركمان  وأقليات، وضعت في مضمون نظام الحكم ومحاصصة امتيازاته  دستوريا ، وهو ما يحتاج الى وقفة  حقيقية ليس  للإصلاح  بخيارات الانتخابات المبكرة او الجلوس على  طاولة التفاوض من جديد لعقد اتفاقيات لا تنفذ ،كما حصل لاتفاقية اربيل  التي  شكلت حكومة الشراكة الوطنية الحالية  وفقا لها ، بل لإعادة كتابة الدستور انطلاقا  من مبدأ المواطنة  وليس محاصصة  المكونات الطائفية  والقومية ، بنموذج  حكم الأغلبية الشيعية  التي انتظرت أحزابها  14  قرنا  لاستلام السلطة من السنة بعد مبايعة الخليفة الاول  تحت السقيفة !! والمطلوب اليوم انصياع الأقلية  السنية  لنموذج حكمها  بولاية الفقيه !! مقابل معارضة متزمتة من أحزاب أهل السنة لقبول اي قيادة شيعية للحكم بكونها تمثل نفوذا إيرانيا  في وقت تمثل أغلبية الأحزاب السنية مصالح إقليمية متعارضة مع المصالح الإيرانية وكل  ذلك يجري على حساب مصلحة المواطن العراقي الذي لا ناقة  له  في  تعارض المصالح الإقليمية ولا جمل فيما يقترفه قادة الأحزاب من آثام المحاصصة المقيتة .
عراق اليوم، يحتاج الى قادة همهم الأول معيشة الإنسان، ونموذج الصلاة الموحدة  الأخذ بالازدياد في تظاهرات  واعتصامات العراقيين الرافضين للطائفية المقيتة،يدلل على إن عراق جديد بلا سلم أهلي يؤكد  مبدأ الاستراتيجي الألماني  كارل فلاتوفيتز، بان الحرب  تبدأ حين يعجز الساسة عن الآتيان بالحلول السلمية، وتجاوز  ساسة عراق اليوم  الحلول السلمية تعني حربا أهلية وتقسيما لبلاد الرافدين، وإعادة كتابة الدستور بمضامين الصلاة الموحدة ، تعني  الانطلاق للحوار السلمي من قاعدته الشعبية  فهل ينجح العراق في  إنجاب قيادات سياسية وطنية لا تأتمر بأوامر إقليمية او دولية  .. سؤال  تتطلب  الاعتصامات  والتظاهرات إن تجيب عليه ؟؟ .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب