23 ديسمبر، 2024 4:07 م

السلطة هي الهدف والتشيع هو الوسيلة !!‎

السلطة هي الهدف والتشيع هو الوسيلة !!‎

إن مبدأ الغاية تبرر الوسيلة مبدأ اعتمد منذ القدم, وليس وليد اللحظة أو انه مبدأ مبتكر, فبالرجوع إلى التاريخ تجد الكثير ممن استخدم هذا المبدأ من أجل أن يصل لكل طموحاته ورغباته وغاياته وأهدافه, ولعل التاريخ الإسلامي بصورة عامة, والتاريخ الشيعي بشكل خاص, من أكثر التواريخ التي حملت في مابين سطورها أحداث عن شخصيات ودول وحركات اعتمدت على هذا المبدأ وعملت به.

لكن الغرض ليس لخدمة الإسلام أو مذهب التشيع أو خدمة الإنسانية, بل من أجل خدمة المصالح الشخصية النفعية الضيقة, كالحصول على المنصب والسلطة والحكم, باسم الدين وباسم التشيع, فهذا التاريخ ينقل لنا الكثير عن ظهور دول وشخصيات وحركات, اتخذت من عنوان التشيع سترا وغطاءا لها من أجل الحصول على الحكم والتسلط على رقاب المسلمين, وما يدل على ذلك هو الاختلاف الواضح والتام بين المنهج والسلوك العملي الخاص بتلك الدول وبين المنهج والنظرية والسلوك لرموز مذهب التشيع – آل البيت عليهم السلام – بمعنى أخر, إن هؤلاء المتسترين تحت عنوان التشيع تطبيقهم مخالف لما يحملونه من عنوان ومن نظريات ومنهجية وسلوكيات وأساسيات مذهب الحق, مذهب آل البيت, مذهب التشيع العلوي الامامي ألاثني عشري.

والشواهد كثيرة على ذلك فذاك المختار الثقفي الذي اتخذ من التشيع سترا له لكنه في الحقيقة ابتعد كل البعد عن اصل التشيع, ترك الإمام السجاد عليه السلام وتوجه بالولاء والطاعة لشخص أخر ” محمد بن الحنفية”، وأسس دولة له في الكوفة لمدة 18 ثمانية عشر شهرا تقريبا وقد ناء بجنبه عن الإمام السجاد, فإن كان بالفعل هو يريد خدمة المذهب لماذا لم يعلن الولاء والطاعة وسلم الحكم للحاكم الشرعي وهو السجاد؟!, فقد رفع شعار يا لثارات الحسين وجعله وسيلة وسلم يصل من خلاله للحكم.

ومن الشواهد الأخرى هي الدولة العباسية التي حملت أيضا شعار الثأر لآل البيت عليهم السلام, لكن هي الدولة التي أقصت وقتلت اغلب الأئمة عليه السلام, وأيضا الدولة العلوية، و الإسماعيلية، والفاطمية، والزيدية, والقرامطة, والكثير الكثير من الدول والحركات التي حملت عنوان التشيع من أجل الحصول على الجاه والسلطة والحكم, مستغلة المظلوميات التي تعرض لها آل البيت, فوجد العذر والسبب والوسيلة من أجل تحقيق الهدف وهو السلطة والحكم, ولا يهم إن كانت الوسيلة مقبولة أو غير مقبولة شرعا وأخلاقا, فالمهم هو السلطة.

وبالرجوع لأهل الاختصاص, من باحثين ومحققين في التاريخ الإسلامي, وخصوصا إذا كانوا يحملون عنوان الزعامة الدينية ” المرجعية ” نجد إن كل ما طرحناه هو حقيقة واقعية مر بها مذهب التشيع, حتى صار هذا المذهب ممقوتا ومُبغضا عند أغلب المسلمين, والسبب هو تعاقب تلك الدول المنتحلة له, ولعل خير من نستشهد بكلامه هو المرجع المحقق السيد الصرخي الحسني الذي بين حقيقة تلك الدول والحركات والأشخاص في سلسلة المحاضرات التحليل الموضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي, وكذلك في جملة من الخطابات والاستفتاءات واللقاءات والحوارات الصحفية, وأخرها الحوار الذي أجرته معه صحيفة الوطن المصرية بتاريخ 21 / 2 / 2015 م, فقد وضح في جواب على سؤال الصحيفة عن سبب تخوف العالم من التشيع بقوله …

{ … – بالتأكيد السياسيون والانتهازيون يتخذون الإسلام والطائفة والمذهب للتغرير والاِرتزاق والاستئكال والتسلط وتخدير الشعوب والاستخفاف بها وسلب مقدراتها وحتى الوصول بها إلى الانحراف الفكري والأخلاقي، وهذا لا يختص به مذهب دون آخر بل لا يختص به دين دون آخر ولا تختص به قومية دون أخرى، وأما تسليط الضوء على المذهب الشيعي في هذه المرحلة فهناك أسباب، ومنها أن الأحداث والفتن معظمها يقع في العراق ولأن أهل السياسة والدين المعاصرين هم الأسوأ في العراق على طوال التاريخ.

– يعني أن الشيعة الانتهازيين منتحلي التشيع جلبوا السمعة السيئة على مذهب التشيع، فلا بد أن يتخوَّف العالم الإسلامي والعربي من هؤلاء وأمثالهم فإن المذهب الشيعي وأئمته تخوفوا من هؤلاء وحذروا منهم ومن فِتَنِهِم، فالإمام على بن موسى الرضا عليهما السلام قال ” إن ممن ينتَحِل مودتنا أهلَ البيت مَن هو أشد فتنة على شيعتنا من الدجال”…}.

وبشكل مختصر, يمكننا أن نصل إلى نتيجة وحقيقة ثابتة هي إن عنوان التشيع أصبح وسيلة وأداة لكل من يبحث عن الجاه والسلطة والحكم, ليس من أجل خدمة الدين المذهب والإنسانية بل من أجل مصلحته الشخصية الضيقة, فعنوان التشيع وسيلة والسلطة هدف.