10 أبريل، 2024 3:07 ص
Search
Close this search box.

السلطة لا تغير الاشخاص لكن تكشف حقيقتهم

Facebook
Twitter
LinkedIn

بعد ان قضينا اثنا عشر سنة مع ممثلين المكونات في العراق والمحافظات والمبني اساسا على المحاصصة العرقية والطائفية وكان الحال يتطلب ذلك او ان ارادة العملية السياسية ارادت ان يكون النظام الاداري بهذا الشكل   اوانها وقعت بخطا غير متعمد لكن بعد مضي هذه السنين لن تنجح ارادة السياسيين ولم نقطف ثمارها نحو النجاح وكان الفشل حليفها في كل المراحل مع تدني الاوضاع سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وانعكس الحال على كل العراق. وبما ان السلطة لا تغير الاشخاص ولكن تكشفهم على حقيقتهم والديمقراطية تتقبل الراي والرأي الاخروايماني بان الصوت الهادىء أقوى بكثير من الصراخ لذا أعني في هذا المقال نصيحة لبعض ممثلينا وليس لي الحق على الاخرين ممن وقفوا دفاعا عن مكوناتهم حسب اساس البنية للمجالس والبرلمان.  وارى بان رأي الشارع  قد وصل الى قناعة تامة ان ممثليهم لم يعودوا مجلسا ممثلا بالقدر الممكن للتمثيل حسب رأيهم انما هو مجلس شيوخ حسب ما مكتوب على ابواب مكاتبهم لان مستوى قدرتهم على الادارة التمثيلية ادنى من المستوى المقبول لتمثيل مكونهم وذلك لاسباب متجذرة في حياتهم كونهم يحملون الطابع العشائري من تقاليد وسجايا مع احترامي وتقديري بالعادات والتقاليد العشائرية وتربوا وترعرعوا في القرى والارياف ولا اعني انهم لا يفقهون ولكن سايكلوجية الانسان تحتم عليه ان يؤمن بما يحمله وان كان تحصيله الدراسي بمستوى اهل المدن. وهذا لا ينسجم قطعا مع التحول الحضاري ولا يرقى الى مستوى التطور المجتمعي وهم اصلا لا يتواكبون مع الحالة المدنية للمجتمع كونهم يؤمنون بالموروث القبلي حتى وان كان خاطئا مما حدى بهم ان يتعاملوا مع المجتمع بمقاسات القبيلة والعشيرة والفخذ وانحدروا الى اقل من ذلك وراحوا يتعاملون على اساس العائلة وحقهم ان يتوارثوا حتى المجتمع بما يتلائم ونظرتهم وينظرون الى الاخرين انهم أقل منهم قدرا والمتعصب لا يغير رأيه ولا يغير الموضوع وهم يدركون جيدا ان طباع المجتمعات المتحضرة لا تنسجم وتطلعاتهم ولم يصلوا لمستوى من (اعتاد توزيع الورد ليبقى شيء من العطر فيه) لهذا كساهم النضوب والترهل الفكري نحو الابداع وعدم قدرتهم على ايجاد الصيغ البديلة اوالكفيلة التي تواكب المرحلة الجديدة ولم يجيدوا حتى لغة الدفاع عن مناطقهم المنكوبة رغم نخوتهم على الثأر حتى وان كان من اقرب الناس اليهم ولكن ادعائهم السطحي بالمدنيه الغير مقنعة لهم ضيعوا(الدبكتين) واصبحوا على قول(لا حظت برجيلها ولا خذت سيد علي) واليوم نحن  باشد الحاجة لمن يقف متحديا او راعيا للحقيقة ضد الارهاب والفساد وفيهم  الكثر ممن تضررت مناطقهم للتخريب والتهجير والعوز ولا نراهم قد لفوا اشمغ الفزعة او تمنطقوا بنطاق وقادوا سرب التحدي للدفاع عن ارضهم وانما لا زالوا متفرجين متكئين على من يموت من اجلهم على قول (لم اعد ارغب بشيء فقط انتظر انتهاء يومي بصمت)لذا لم يرف لهم شارب ويهتز لهم عقال. وهذا ما لا يريده مكونهم لان الايام اختلفت عن الايام التي انتخبوا فيها  ونادرون جدا من يبقون كما عرفناهم اول مرة وكانت تلك المرحلة تستوجب وجودهم واليوم اختلفت الموازين فلابد اذن ان تختلف الوجوه التي لا تتلائم والمرحلة الراهنة والعقلاء يقولون في المأزق تكشف الطباع والاخلاق إلا اننا تقمصنا دور الاعمى عندما رأينا زلات اشخاص لا نود خسارتهم ولكن كثرت الزلات ولابد من التغيير بمستوى يتلائم  والوعي الذي يرمي الى تحويل العراق والمدن بمن يكون بمستوى التحضر. وقد خطأت القلوب مرة لكن دفع العقل ثمنه سنوات.وبما ان الواقع الراهن تغيرت فيه المهام والمواطن بامس الحاجة الى من يقف بمستوى المسؤلية ويؤمن بما اقره الدستور من حقوق وواجبات وتطبيقها. لذا لم يعد لزوما لمن لا يرتقي بمهامه تجاه من يمثلهم من المهاجرين والنازحين او من تضررت ممتلكاتهم ومصالحهم لان الانسان الايجابي لا تنتهي افكاره والسلبي لا تنتهي اعذاره. وان والذي يرى في نفسه عدم القدرة عليه ان يسحب نفسه من أي علاقة تسلب منه راحة البال لان من حاسب نفسه ربح ومن غفل عنها خسر وان كانوا قد حسبوها بحساب الافضل والاحسن فهم على خطأ لان الشارع  يقول لم نرى او نسمع للكثير من السياسيين الجدد من ناظل او سجن او تهجر لا من قبل ولا من بعد وانما فيهم المزور والقجقجي والسارق ومن استلم الهدايا تلوى الاخرى ممن كانوا يتملقون لهذا او ذاك وشملهم شعار ( يالكاعده على الشط امنين ما جيتي غرفتي) أي الانتهازيين وعلى هذا الاساس لم تعد المحافظات بحاجة الا لمن يقدم لها الخدمة اللازمة واظن الذي بيده زمام الامور من هذه الشاكلة لا يمكن ان يبني بقدر ما يسرق. والشارع يشكر جهودهم التي قدموها رغم ما تضرر الشعب ورغم الاخفاق الذي حظوا فيه واظن ان الغياب افضل بكثير من حضور يزاحمه التجاهل ولكن لكل شيء نهاية ومن ظن الفوز بالحياة فقد جهل مفاجئة القدر وسيدنا الشافعي يقول (لاتأسفن على  خل  تفارقه……إلا  اذا  كان  طعما  للوفى  فيه).

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب