27 ديسمبر، 2024 11:41 ص

السلطة : قراراتٌ وآراءٌ عسيرة الهضم .!

السلطة : قراراتٌ وآراءٌ عسيرة الهضم .!

a : إطّلع الرأي العام الرأي العام العراقي على المرات العديدة التي كرّرت فيها وسائل الإتصال الأجتماعي اضافةً الى وسائل الإعلام < وفي تلك الإعادة المكرّرة رسالة تعبّر عن الدهشة على الأقل .! > , وكان ذلك هو رفض المحكمة الأتحادية للدعوة المقامة على رئيس الجمهورية جرّاء تكليفه السيد عبد المهدي بتشكيل الوزارة , بسبب احتفاظه بالجنسية الفرنسية وهذا ما يمنعه الدستور . ما أثار استغراب الجمهور أنّ قرار المحكمة استند على الدستور عبر نقطتين ملفتين للأنظار , فمن جهةٍ أشار القرار أن الدستور أشار الى اهمية صدور قانون بهذا الصدد لكنّ القانون لم يصدر بعد طوال هذه السنين .! النقطة الأخرى التي تستفزّ كلّ قرائها وتوتّر اعصابهم بأعلى درجةٍ من التوترّ أنّ قرار المحكمة أشار بأنّ الدستور لم يحدد ما هي المناصب السيادية والأمنيّة المحظور تبوؤها لمن يحمل جنسيةً أخرى غير العراقية .!! فهل هنالك منصب أعلى من رئيس الوزراء .؟ أم المقصود ضبّاطٌ ما في شرطة النجدة وسواها .!

الأنكى من الأنكى في كلّ هذا والذي تجاهلته واغفلت عنه كافة الجهات الرسمية والإعلامية أنّ السيد عبد المهدي وفي مؤتمره الصحفي الأسبوعي ” قبل نحو اسبوعين ” , وفي ردّهِ على سؤالٍ لأحد الصحفيين في المؤتمر , أجاب أنّه لا يمتلك جنسيةً ثانية غير العراقية .! ولا تعليقَ لديَّ على ذلك واتركه لن يهمّم الأمر .! فالموضوع فيه من الخطورة التي تهزّ كيان ايّ دولة مماثلة , بالرغم من عدم وجود دولة ممائلة للعراق في كلّ الأصقاع والبقاع!

b \ قناة mbc عراق : ننوّه اولاً أنّ قناة ام . بي . سي لها فروع في القاهرة وبيروت والمغرب وفي بعض الدول العربية الأخرى , ونُنوّه كذلك اننا هنا لسنا بصدد الدفاع عن انشاء وافتتاح هذه القناة ولا حتّى إطلاق صواريخٍ نقديةٍ عليها وعلى العاملين فيها ومؤسسيها .

إذ من المنطق عدم اطلاق الأحكام المسبقة على هذه الفضائية الجديدة قبل مشاهدة ومراقبة ومتابعة ما ستبثّه لفترةٍ ما من الوقت , كي يجري تشييد وبناء مواقفٍ محددةٍ منها , ثمّ يقيناً لايمكن إنكار دور الإعلام في التأثير النفسي والفكري على الرأي العام بالرغم من أنّ الإعلام لم يعد محصوراً بشبكاتٍ ومحطاتٍ واذاعاتٍ محددة كما في سابق الزمن القريب .

  وفقَ ما ذكرته ادارة mbc فأنّ برامج هذه القناة سوف تنقل الى الجمهور العربي في مختلف دوله تفاصيلاً متنوعة عن الفن والدراما العراقية بجانب ما تنجزه الحركة الثقافية العراقية في ميادين الأدب وصنوفه  والنتاجات الفكرية الأخرى , كما وفقاً لما ذكرته ادارة هذه الفضائية فأنّ برامجها المقبلة ستغدو بما يلائم المجتمع العراقي والعربي بتقديم برامج كوميدية ودرامية متنوعة وبما يناسب الأسرة العراقية , ولا شكّ أنّ هذه فرصةً لم تكن متاحةً لتسليط اضواء الشهرة على فنانين عراقيين أمام الجمهور العربي, بجانب تشغيل أيادٍ لكوادر فنية وادارية وهندسية عراقية واختصاصاتٍ اخرى ايضاً .

النقطة الحسّاسة والتي تبدو وكأنها مصابة بمرض الحساسية الجلدية او سواها , هي أننا استمعنا خلال الأيام الماضية الى ملاحظاتٍ وآراءٍ نقدية “وبعضها حادّة وأخرى أشدّ من ذلك “

وكلّ اصحاب تلك التصريحات والمواقف المسبقة هم من أقرب الأقرباء سياسياً الى حكّام ومالكي وقادة السلطة , وفي الحقيقة فأنّ اندفاع هؤلاء السادة ضد القناة – المولودة الجديدة فأنما يستند ويرتكز فقط لكون مجموعة mbc مملوكة للسعودية , وهنا تتفاعل إعتباراتٌ مذهبيةٌ ما بالأضافة الى العلاقة المأزومة مسبقاً بين طهران والرياض وما يفرزه ذلك من تبعاتٍ تفرض نفسها على الشأن العراقي

  ثُمّ أنّ الخشية الأستباقية من التأثير الأفتراضي للسياسة الأعلامية لهذه القناة على الرأي العام العراقي لا بدّ أن يدفع بأتجاهِ تساؤلاتٍ عجلى عن : لماذا التشكيك مسبقاً بالأستسلام الفكري للمجتمع العراقي لهذه الفضائية الجديدة وسيما بعد 15عاماً من إعلام احزاب الأسلام السياسي بصحفها واذاعاتها وقنواتها الأخرى .! بجانب تجريد الفكر المجتمعي العراقي في استقلاليته في التقييم والأنتقاء وحريته ايضاً .!

ثمّ يأتي التساؤل الآخر : فهل ستضحى او تمسى ال mbcالجديدة اكثر وأشد تأثيرا من قناتي العربية والعربية الحدث , وقناة الجزيرة قبل الخلاف السعودي – القطري  .! , وآخر ما نودّ اختزاله بهذا الشأن فهل ستختلف نشرات اخبار هذه القناة مع كافة القنوات الفضائية العربية الأخرى , مهما جرى من تضخيمٍ او تصغيرٍ لبعض الأخبار المتعلقة بالعراق وجارته الشرقية .؟ , لكنّ الأهم من كلّ ذلك فهل الشعب العراقي المبتلى بأزماتٍ تتلو ازمات داخلية وحياتية سيستعد وسيفرّغ نفسه للوقوف او الجلوس أمام شاشة الفضائية الجديدة وكأنَ لا قنواتٍ اخرى غيرها .

ونكرّر مرّةً اخرى أنّ كافة التصريحات النقدية الحادة التي صدرت وسوف تصدر بهذا الشأن هي سياسية بحته ومن زاويةٍ شديدة الخصوصية , ولا شأن لها بالفن والثقافة والإعلام  .!