9 أبريل، 2024 4:51 ص
Search
Close this search box.

السلطان وشاعر الزمان‎

Facebook
Twitter
LinkedIn

جار الزمان واصبح في المملكة سلطان كسول أضَر بفساده المملكة وضواحيها فقطع الخيرات واحرق البساتين وقطع السبل في وجه ساعيه وعاث هو وحاشيته في ترف الحياة على حساب جوع الشعب .
 صحى الناس من نومهم ورأوا عتمة دارهم وانقطاع الكهرباء وسوء الطعام وتلوث المياه فثاروا على السلطان .
فجمعوا منهم حكمائهم وحشدوا الابناء لتكون هبتهم عارمة تهتز لها اركان السماء , سمع السلطان بما يحاك ضده فالعسس يجمعون له الاخبار من  كل مكان فأعد الشعراء وألب الخطباء وزرعهم وسط الفيضان لينشدوا له امام خصومه .
 و بدأت الثورة وتعالت الهتافات بسقوط السلطان وتجمع البشر من كل حدب وصوب بغضب عارم وعيون ملتهبة تقدح شرزا واصوات ترتفع مطالبها لتصل قصر السلطان .
فبرز الشعراء وامتطوا صهوات شعرهم كالابطال لينشدوا ولي نعمتهم في سوق عكاظ :
ايا ملك الزمان اعطينا الامان ومائة دينار لنقول فيك ما شاء الشعب , ماذا ؟
ايها السلطان اعطينا المسمار لندق الحقوق بالاخشاب . ما حل بالشعراء ؟
ايها الحاكم اعطينا الحبال لنرفع المشانق في وجه السراق والنهاب .
جارت علينا الضغوط والحروب دهرا واليوم تجور علينا الاحزاب .
اين حرية الانعام  واين اعمار الديار واين ديمقراطية الاغراب ؟
حروفنا تصدح من اجل الشعب مبنية على الاموال والقافية والاعراب ؟
ضجت الاصوات كل يقول ما يريد , منهم من بدأ يلوم نفسه ومنهم من ضجت به الاصوات فأصبح يبكي من الضحك , وقرب ساقية يقف احد المنظمين وقد اخذ منه السكر مأخذه , فأصبح يسب ويلعن الشيطان الذي علمه لعبة الشرب , واخر يلعن المحيط بعد ان استعمره التجار .
ومثل كل مرة معروفة نهاية الثورة والزعماء امنون من الاعتصام , اتابع من بعيد هذه المسيرات المليونية وفي نفسي حسرة فبدل من اسقاط النضام شجعوه وبدل من نشر الحرية فرضوا الدكتاتورية .
امسكت سيكارتي وانا العن نفسي حين زرعت فيها الامل لربما ستنجح هذه المرة ويسقط السلطان ويأتي بدل منه ملك يحكمنا بالعدل , ولكن من نخدع سلطان جائر ام مهزلة ساخرة , اي جور فرضت علي هذه الافكار .
وبدأت انشد من حزني حكاية شعرية قلت في مطلعها :
اين من فرض الامان      واين من سمى بالعنان
ونفسي تجيب : عندما حل الدمار        وشائت الاقدار             اصبح حاكمنا الحمار
 
ايها الشاعر اين شعرك قلت لست بشاعر وانما اضحك على نفسي واتلاعب بالكلمات من اجل ان يبقى السلطان على كرسيه , ثم ما دخلك انت يا فلان , اجابني وبصوته بحة , انا مسؤول العسس وقد اعجبني شعرك وسأرويه للسلطان .
دعاني السلطان لحديقته الخضراء وحين رأني مقبلا اشار اعطوه الف دينار , اغمضت عيني من شدة الفرح وقلت ها قد اثريت بشعري , فتحتها اذ الجلاد يقف فوق رأسي وبيده السيف قاطعا , ينزل نحو الرأس كالمقصلة . واطفئت روح شعري وحياتي لهيبها , والويل لمن يضع الامل في روحه ليزول السلطان>

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب