مر الزمان على الخليفة وهو يصور لنفسه، انه يعيد أمجاد أجداده، ويحلم في إعادة حكم الإمبراطورية العثمانية، على الأراضي الإسلامية، لذلك بدا بالعراق الجريح، واجتاح أراضيه في ليلة سوداء، وهو يتبختر بعد أن اسقط طائرة روسية مقاتلة، لكن الصفعة التي تلقاها على وجهه، وضحت سوء نية صفحته التاريخية، فجعلت من اوردغان وخسارته كبيرة، التي كان يتصور أن يقف معه حلف الناتو، ويدعمه بقوة، ليخفف عليه الرد الروسي القاسي.
لم يكن لحلف الناتو، موقف قوي لدعم تركيا، وإنما كلام شفوي، وكذلك الأمريكان الذين دفعوه بضرب المقاتلة الروسية، فقد ورطوه مع روسيا، واليوم أصبح رجب كأخيه صدام، تسيره الانفعالات، وعلاقاته الخارجية السيئة، مع الجوار، خير دليل على ذلك، وبدأ بعدوانه على سوريا ثم العراق، وحتى مع شعبه ومع القومية الكوردية، فسلبه لحقوقهم، لهو عار يلاحقه ويلاحق حزبه، أن الإسلام عند اوردغان أخاف العالم وخصوصا الأوربيين، لذلك يرفضون دخوله الاتحاد الأوربي الذي يحلم به.
الإسلام يحفظ حقوق الجوار، فأين الإسلام من اوردغان؟ بعد أن دمر سوريا بتدخلاته السلبية ضد هذا الشعب العربي، ومن ثم مساعدته عصابات داعش وجعل تركيا، ممرا أمنا لقياداتهم، وعناصرهم، ودعمهم بالسلاح والتدريب، والاستفادة من سرقة النفط العراقي والسوري، وشرائه من داعش بأرخص الإثمان ومن ثم بيعه ليستفيد هو وحزبه من هذه العملية المحرمة شرعا وقانونا، فسرق شعبه، وجيرانه، وهذا الأمر منافي للأخلاق والدين.
لم يكتف الخليفة اوردغان، بكل السرقات والدماء التي سالت في سورية والعراق، جاء ليحتل الأراضي العراقية،ونزلت قواته في بعشيقة، شمال الموصل، ويبرر لنفسه تبريرات مضحكة، طموحه وغروره دفعه إلى الهستيريا، بعد أن فقد المصدر المالي الداعشي، وغلق المنافذ الثلاث التي دمرتها روسيا، وتوقف تهريب النفط إلى تركيا ومن ثم بيعه في الأسواق العالمية، أصابه الهلع وأراد أن يثبت للعالم انه قوي، ليجعل له موطئ قدم في الأراضي العراقية.
الأتراك الغزاة، ومن ورائهم الأمريكان يحاولون فرض سيطرتهم ونفوذهم على ارض العراق، من جديد لتقسيمه، بدعم أموال سعودية وقطرية وإماراتية، داعش أدواتهم على الأرض، والحشد افسد مخططاتهم، وسيقطع يد اوردغان.
في الختام؛ السلطان اوردغان يريد إنعاش ذاكرته بحلم الدولة العثمانية، فبدأ باحتلال العراق، ونهايته ستكون في أرض الرافدين.