18 ديسمبر، 2024 7:58 م

السلطات العربية والمناطقية وحقيقتها

السلطات العربية والمناطقية وحقيقتها

الثورة الحالية في العراق ثورة الاول من تشرين الاول ثورة شعبية حقيقية كاملة غير منقوصة اثبتت وقائع ظاهرة للعيان معروفة , لكن الطامعين المستعمرين وذيولهم يعملون على طمس وتلويث وتشويه هذه الحقائق , وتدل ايظا هذه الثورة وهذا الرفض المستميت لواقع الحال المزري الذي يعيشه شعب العراق منذ زمن بعيد وخصوصا منذ بداية الاحتلال الامريكي المجرم للعراق عام 2003 . احتلال بلا مبرر وغير شرعي في كل المقاييس يدل على الوعي العالي للشعب وادراكه لامكانياته الاقتصادية والمالية والحجم الكبر لثرواته الطبيعية , ودارك تماما لحقوقه المهضومة والتي لا تتناسب اطلاقا مع هذه الامكانات ويدرك تماما بانها تسرق بتحايل وتغطية استعمارية مكشوفة وبدون خوف ولا حياء ولا وجل . تسرق باسم الدين احيانا وباسم الديمقراطية واحيانا بكليهما . هذا الشعب واصل الى مستوى عالي من الثقافة السياسية والاقتصادية والادراك ومعرفة تفاصيل هذه الوسائل التي اكل عليها الدهر وشرب . مااتت به وروجته الدوائر الاستعمارية واذنابها ومرتزقتها المتمثلة في الولايات المتحدة واسرائيل وايران تعاضدهم الرجعية العربية مبني على اسس باطلة كاذبة شبع العالم منها ادّعوا استبدال الدكتاتورية الفردية بالديمقراطية و استبدال الاستبداد بالحرية لكن ما لمسه الشعب وعاشه طيلة ستة عشر عاما اقسى وامر واكثر اذا وامضى ضررا . استبدلوها بالدكتاتورية المذهبية واشاعوا العنصرية القومية واسوء بكثير مما كانوا يدعونه ويطبلون له , حتى وصلوا الى مبتغاهم في الوصول الى السلطة و تدمير شعب العراق وتمزيق نسيجه الاجتماعي وتخريب بنيته التحتية وبعثرة وسرقة خيراته . بدعوى التجديد والفوضى الخلاقة والشفافية والدين والحرية والديمقراطية . يالها من كذبة كبيرة حاولوا تضليل العالم بها . جاهلين تماما بقدرة شعب العراق على ادراك مآربهم وتآمرهم هذا . هم يعتقدون بانهم عند تدميرهم وقهرهم للشعب سوف يخلفه جيل يتناسى التاريخ المجيد للعراق وتاريخهم المشين الدوني في العراق والمنطقة العربية والعالم , ولا يدرك حقيقة ما يدعونه ويلعبون عليه . وحقيقة هذه الثورة الحالية هي امتداد للثورة العراقية منذ بداية الاحتلال الغاشم الى اليوم متخذة اشكال واساليب مختلفة واجهها المستعمر المحتل بعنف شديد القسوة غير مسبوق و خلف الوسائل الغير معتادة كمصادر للتصفية والقتل والترهيب غير مطروقة على مستوى المنطقة والعراق مثل ” داعش ” واتخاذها كوسيلة مثالية للقتل والتدمير والتهجير والتصفية . وبالمال العراقي دون ان يخسر شيء , و هذه الحالة تدخل في مفهوم ونظرية ” الكلفة الصفرية ” التي تعمل بها الولايات المتحدة . حقيقة الديمقراطية التي يسوّقونها على شعوب العالم ذات الوعي المحدود وما اتو به من كذب وتزوير وفساد . شعب العراق يعرف الديمقراطية الصحيحة ومارسها منذ 1921 م ويعرف تفاصيلها ومظامينها . الولايات المتحدة واتباعها يحاولون فرض مفاهيم القرون الوسطى لبدايات الديمقراطية وبأن ” صندوق الاقتراع هو الاساس في المساواة والعدالة الاجتماعية ” هذا هو المهم عندهم ولا تهمهم حالة الاستغلال والفساد والتردي , على اساس انها نتيجة طبيعية للحالة الاجتماعية المعاشة انذاك . صراع ديني وطبقي صراع بين العوام من الشعب والكنيسة وبين كليهما والحاكم , يستندون على هذه الاسس في ديمقراطيتهم الكاذبة المزيفة ” المضحكة ” والشعب العراقي يدركها تماما يعرف الصحيح من الخطئ . ونسو او تناسوا بان عدالتهم التي يعتقدونها في ديمقراطيتهم التي يحاولون فرضها على الشعب هي اصلا موجودة وبشكل ارقى في دين الشعب ” الاسلام ” ارقى واوضح مما يعتقدونه ويتبعونه ويحاولون تعميمه . كذلك مفهوم العدالة الموجودة في الاسلام اوضح واقوى من عدالتهم . وحتى مفهوم الديمقراطة بمضامينها وجوهرها كانت متداولة منذ بداية الرسالة الاسلامة السماوية ” وامركم شورى بينكم ” . كانت نتيجة كذبهم واستغفالهم للعالم ووعي الشعب العراقي العالي بمراميهم المشبوهة التآمرية المنحطة ثورة الاول من تشرين الاول الفاضحة للامريكان والصهاينة والاسرائيلين والنظام الايراني وادواتهم المشبوهة الدونية . الثورة في العراق اججت وكانت السبب في انتفاضة الشعبين اللبناني والايراني . قلناها منذ سنين بأن التغيير والثورات في المنطقة حتمية وذكرنا ذلك في مقالنا السابق وقبل الانتفاضة في لبنان وايران لان التوقعات والاستنتاجات مبنية على اسس علمية ومنطقية . وستستمر هذه الثورات حتى زوال اسبابها . المتمثلة في انهاء السطوة الاستعمارية والهيمنة الدكتاتورية .. التمثل كوظيفة سياسية مدرج من بنية الجسم الاجتماعي نفسه والحكومات الغير ديمقراطية تتجاهل هذه الحقيقة , كل منظّري الحقوق الطبيعية للبشر يؤكدون على ان السلطة المدنية هي شأن بشري و الاعتراف بالفرد كصورة اجتماعية مركزية والحد من السلطة والتسلط بات يتأسس بوضوح على الدفاع عن الحقوق الذاتية للفرد لكن مانراه بان الكثير من الانظمة وخاصة العربية والمناطقية والعالمية المتخلفة يعتقدون بانهم انظمة خارجية لها قوامها الخاص المستقل عن ارادة البشر وواضح ذلك في ايران والعراق ومصر واليمن ولبنان و المنطقة عموما ويصرون على تجاهلهم و لا يدركون ” بان السلطة السياسية لا تتقدم على رفاه الافراد ” هذه المسلّمة البديهية مذكورة حتى في الرسالات السماوية الاسلامية والمسيحية واليهودية . تعترف بها اوربا والولايات المتحدة الامريكية وكل من يتعامل بالديمقراطية لكننا نراها في بلدانهم وينكرونها على بقية الشعوب لا بل يشجعون على الدكتاتوريات العالمية والعربية ويتوددون لها ويحافظون عليها بغية تطويعها لخدمة مصالحهم الخاصة .