18 ديسمبر، 2024 8:47 م

السلام من اجل الازدهار؟. ام الاستسلام لهدف التصفية؟

السلام من اجل الازدهار؟. ام الاستسلام لهدف التصفية؟

اعلنتا، إمريكا والبحرين، قبل ايام، في يوم الاحد الماضي، في بيان مشترك عن اطلاق المرحلة الاولى من صفقة القرن في جانبها الاقتصادي وتحت عنوان” السلام من اجل الازدهار”. وتم حسب البيان او سوف يتم دعوة الحكومات في المنطقة العربية والسلطة الفلسطينية والمجتمع المدني والشركات الى اخره .. للمشاركة في الورشة الاقتصادية التى سوف تعقد في المنامة، عاصمة البحرين.صفقة القرن التى لم يكشف اي بند من بنودها حتى هذه اللحظة. من المؤمل ان يتم الكشف عنها بعد انقضاء شهر رمضان وتشكيل حكومة الكيان الصهيوني. مما يثير الريبة والشك في هذه الصفقة التى ولدت ميتة، حتى قبل الاعلان عنها، هو ان التلويح بها او ما تم تسريبه من بنودها بقصدية واضحة لجس النبض، توائم مع عملية تطبيع بين الكيان الصهيوني وبين دول الخليج العربي، والتى كانت في البداية تجري بسرية ومن ثم جرت بصورة علنية. بالاضافة الى ما يجري في الاردن من خلخلة وارتباك واضطراب منذ زمن، للتمهيد في احداث تغيير في طبيعة الحكم ومرجعية الدولة..لكن الاهم هو ما قامت به امريكا ترامب قبل الاعلان عن الشق الاقتصادي الاول من صفقة القرن:

1- الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الاسرائيلي ومن ثم تم نقل سفارتها الى القدس… واعتبار ضاحية ابو ديس عاصمة للفلسطينيين

2- تقليص المساعدات الامريكية المقدمة الى الاونروا، وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بمقدار 300مليون دولار من اصل المبلغ البالغ 365. بعد اشهر وبقرار من ترامب تم الغاء المساعدة بالكامل. مجلة فورين بوليسي، اشارت الى ان اكبر مستشاري ترامب وصهره، جاريد كوشنير، وبعض اعضاء الكونكرس، يخططون او يريدون الغاء صفة لاجيء فلسطيني اي الغاء الاونروا ومن ثم وبالنتيجة الغاء حق العودة..

3- في وقت لاحق تم الغاء المساعدة المالية الامريكية والبالغة 300مليون دولار، سواء المباشرة او غير المباشرة عن السلطة الفلسطينية…

4- بعد اشهر تم الغاء المساعدة الامريكية المالية والبالغة 25مليون دولار عن المستشفيات الفلسطينية الستة.

ورشة العمل الاقتصادي وكما جاء في بيان الاعلان عن بدء انعقادها في المنامة، في ال 25-26من الشهر القادم؛ هو احداث تنمية اقتصادية في المنطقة العربية ومن بينها فلسطين، لتوفير حياة افضل للفلسطينيين وشعوب المنطقة. وتوفير الاموال والاستثمارات لهذا الغرض، بعد صياغة او وضع الاطار الاقتصادي لهذه التنمية. هذا يعني ان تلك المشاريع سوف تكون في فلسطين المحتلة وفي الضفة الغربية وقطاع غزة وايضا في اراضي دول عربية اخرى، تحادد فلسطين او على مقربة منها. هذا الامر يعيدنا الى ما كان وقد اعلنته او سربته الصحف الاسرائيلية في وقت سابق، قبل سنتين، واستمرت تلك الصحف في فضح وبغاية مقصودة، مايجري وراءالباب المغلق بين دول الخليج العربي وغيرها من دول المنطقة العربية، في التخطيط لمشاريع وهي بالتاكيد مشاريع للتطبيع وتصفية القضية الفلسطينية؛ شبكة من السكك الحديد تربط اسرائيل” حيفا” ودول الخليج العربي وغيرها في فم الخليج…وتربط ايضا هذه الشبكة، مضايق تيران بالبحر الاحمر. لقد مرت القضية الفلسطينة خلال اكثر من ثلاثة ارباع القرن بمشاريع ربما كانت اكثر سخاء وعمل مما يُحضر الآن له، لكنها، لم تجد طريقها الى العمل والتاثير على مسار المقاومة الفلسطينية وقد وضعها الشعب الفلسطيني على رف الاهمال حتى دفنها الزمن وغبار الرفض. الورشة الاقتصادية التى سوف تنعقد في الايام الاخيرة من الشهر القادم، حتى لحظة كتابة هذه السطور المتواضعة، وافقت على حضورها، السعودية والامارات ومن المؤكد بقية دول الخليج العربي،سوف تعلن عن حضورها،لاحقا. السعودية وفي بيان الحضور لوزارة الاقتصاد، باركت عقد ورشة العمل الاقتصادي هذه، ووصفتها بانها فرصة لأحداث تغيير واضح وتغير عيش الفلسطينيين وغد افضل لهم ولبقية شعوب المنطقة العربية، وفي السياق عينه، حذت الامارات حذوها..السلطة الفلسطينية رفضت الحضور رفضا قاطعا كما جاء على لسان مسؤوليها، وبقية فصائل المقاومة الفلسططينية في غزة والضفة وفي جميع مناطق الشتات والمهاجر، ولم أقرأ بقدر ما وسعني الوقت او ما امكنني الاطلاع عليه،لأي كاتب فلسطيني او مدون فلسطيني حتى الآن، مباركة او قبول بهذه الورشة المريبة جدا..بل على العكس؛ كان، ليس الرفض المطلق فقط بل الاستهجان بها وتوصيفها بالتوصيف الذي تستحق، هذه اللعبة الامريكية الاسرائيلية ومع الاسف الشديد، الخليجية ايضا..السؤال الذي هو من يطرح نفسه علينا بقوة، ماعلاقتها في تاجيج الاوضاع في المنطقة العربية، وهل هي لأسثمار هذه الاوضاع العربية وهذا التراجع العربي وما الهدف منها اي من هذه الورشة؟!.. وفي هذا التوقيت المعقد والخطير والحامل باخطر المخرجات للوضع العربي الرديء وجواره القريب.. وهل هي لصناعة السلام المشرف والعادل كما يروجون، عرابوها، بالتاكيد هي لتصفية القضية الفلسطينة. الحديث عن التخليق بالاقتصاد، لفضاءات سياسية للتنمية والسلام في اوضاع مضطربة وساخنة، لهو ضحك على العقول. تؤشر او تشيرتقديرات الواقع لنا او ما تقولها لنا مجريات الاوضاع في المنطقة العربية وجوارها القريب والساخن، ان هذه اللعبة ترتبط، ارتباطا عضويا مع هذا الذي يجري في منطقتنا وجوارها القريب. ان الفوضى والاضطرابات والتهديدات المتقابلة، سواء باشعال فتيل نيران الحرب بالانابة او بشكل مباشر او بالعقوبات الاقتصادية والاصرار على الايغال بها وبقسوتها في الجلد واللحم، او في زيادة كمية الحطب في نار الحروب التى لم تزل الى الان يستعر فيها لهيب المعارك، في اليمن وفي سوريا وفي ليبيا او في غيرها وباشكال مختلفة ..ان جميع هذه الحرائق، تم اشعالها وزيادتها، كثافة ودخانا بفعل الفاعل الامريكي والاسرئيلي والخليجي، كي تمرر هذه الصفقة، الميتة، اصلا، من فوق سحب دخان المعارك وايضا، من بين ارعاب لحظة انتظار الاخرى، لناحية، التهديد بها.. من غير المجازفة حاليا بالاقدام عليها..لشد الانظار والاعلام لكل هذا، وصرف الانظار عن مايجري لتسويق هذه الصفقة الامريكية، الاسرائيلية، الخليجية. في الخلاصة نقول ان كل هذا سوف ينتهي الى الفشل وتنتصر الشعوب ولو طال زمن الانتظار..