19 سبتمبر، 2024 7:20 م
Search
Close this search box.

السلام كما يجب أن يفهم

السلام كما يجب أن يفهم

ان التوسع في الكتابة عن السلام  الهدف الأساسي منه هو من أجل  الحدّ من مخاطر الإنتكاسات وعدم الغرق في النزاعات، والتوجه الى تعزيز التنمية وبناء السلام في المجتمعات المعرّضة للنزاعات ، ويعتبر التحليل العميق أمرًا أساسيًا لأي عملية من عمليات إدارة الصراعات، بدءًا من المنع ووصولًا إلى الوساطة والمصالحة بشكل خاص، ان في عالم الشرق الاوسط ..والمثال  المؤثر..، الصراع المستمر بين الكيان الاسرائيلي السارق لأرض شعب فلسطين المذبوح من الوريد الى الوريد ويقدم يوميا مئات من الضحايا شهداء والتهجير والتجويع اليومي و له عواقب بعيدة المدى على كل الشعوب و المنطقة كما تعيشها الان ، لقد أدى الصراع إلى عدم الاستقرار الاقتصادي والاضطرابات السياسية والاجتماعية في المنطقة لا بل العالم  بهت لا يعرف متى هي النهاية لهذه المأساة .

 يمكن أن ينشأ الصراع بسبب مجموعة واسعة من العوامل، بما في ذلك التوترات التاريخية ، والانقسامات العرقية،  والتفاوتات الاقتصادية ، وعدم الاستقرار السياسي و بالإضافة إلى ذلك ، يمكن أن تسهم العوامل الخارجية مثل التدخل الأجنبي واستغلال الموارد في الصراع و يمكن أن يكون لها عواقب وخيمة و أن تستمر لسنوات أو حتى عقود و من عدم الاستقرار و الشعور بتأثير الصراع بطرق عديدة و من المهم أن نلاحظ أن الصراع غالباً ما يكون متعدد الأوجه ولا يمكن أن يعزى إلى سبب واحد.

يعتبر في الغالب بناء سلام دائم في المجتمعات التي مزقتها الحروب هو من بين الأكثر التحديات صعوبة تواجهة السلم والأمن العالميين ، ويتطلب بناء السلام استمرار الدعم الدولي للجهود الوطنية من خلال مجموعة واسعة من الأنشطة – كمراقبة وقف إطلاق النار، وتسريح وإعادة دمج المقاتلين، والمساعدة في عودة اللاجئين والمشردين؛ والمساعدة في تنظيم ومراقبة الانتخابات لتشكيل حكومات جديدة   بعد توقف القتال واستقرار الاوضاع ، ودعم إصلاح قطاع العدالة والأمن؛ وتعزيز حماية حقوق الإنسان، وتعزيز المصالحة بعد وقوع الفظائع الماضية .

 السلام ليس دعوة للحكومات والدول أو لمن  يحمل السلاح فحسب بل  انما يشمل كل انسان يحب الخير للعمل من أجل التقليل من الصراعات والخلافات والعمل بشفافية على منع حصولها بالتعامل مع الأسباب الكامنة وراء الصراعات فيما بين المتقاتلين لادارة تلك الخلافات والنزاعات وهو أقل الطرق تكلفة لتجنب الوقوع في مستنقع ما يترتب عنها من عواقب وبالتحقيق بأسباب الصراعات باستخدام نهج متعدد الأبعاد يشمل: عدم المساواة؛ ومستويات التنمية البشرية؛ والإقصاء السياسي والاجتماعي والدعوة لمحو كل أشكال الضرر و الموجهة من قبل كل إنسان أينما كان، ليعيد النظر بنفسه وعلاقته مع أبناء جنسه ومع أرضه.

الشعوب والأمم على الأرض.والسلام هو مفهوم الحالة المثالية للسعادة والحرية بين جميع الشعوب وهذه الفكرة المتمثلة بعدم وجود عنف في العالم  وهي أحد الدوافع التي تحفز الشعوب على التعاون طوعًا، وبمحض إرادتها أو بحكم نظام الحكم الذي يعترض على حلها بالمحبة والسلام.

إن ترسيخ احترام سيادة القانون والاتفاقات البينية من الاطراف أمر أساسي لتحقيق سلام دائم في أعقاب النزاعات، وللحماية الفعالة لحقوق الإنسان، والتقدم الاقتصادي والتنمية المستدامة و  للجهات الفاعلة المحلية فهم عميق للصراع والعوامل الثقافية والاجتماعية والاقتصادية التي تدعمها. يمكنهم توفير رؤى قيمة للأسباب الجذرية للصراع ويمكنهم المساعدة في تحديد الحلول المناسبة ثقافياً ومستدامة.

إن المبدأ القائل بأن كل فرد في الدولة محاسب من قبل الدولة نفسها و يخضع للمسائلة أمام القوانين التي تصدر علنًا وتم إنقاذها على قدم المساواة والفصل فيها بشكل مستقل ، هو مفهوم أساسي يقود الكثير من أعمال المنظمات الدولية ، بما في ذلك الجمعية العامة للامم المتحدة ومجلس الأمن، وتردي أدوارًا أساسية في دعم الدول الأعضاء لتعزيز سيادة القانون،

وقد ورد لفظ السلام في آيات عديدة من القرآن الكريم، بمعان مختلفة، وهو اسم باعث إلى الراحة والطمأنينة، ومعناه أن الله سالم من كل العيوب والنقائص، والسلام أبلغ وأعم وأشمل من السالم،ما دام أن السلام السالم من النقائص والعيوب،قال تعالى في كتابه : ‘ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً'(البقرة 208). وقال تعالى ‘يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ’ (المائدة 16)، وفي قول رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم):(لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بوائقه) خير دليل على أصل شرعية الأمن الاجتماعي، حيث جعل عدم الأمن من وقوع الضرر سببا لنفي دخول الجنة، فكيف إذا تحقق الضرر والشر، وفي السنة النبوية وردت أحاديث كثيرة تؤكد علي أهمية أمن الإنسان، منها قول (صلى الله عليه وسلم): (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا) فالأمن على نفس الإنسان، وعلى سلامة بدنه من العلل، والأمن على الرزق، هو الأمن الشامل الذي أوجز الإحاطة به، وعرفه هذا الحديث الشريف، وجعل تحقق هذا الأمن لدى الإنسان بمثابة ملك الدنيا بأسرها، فكل ما يملكه الإنسان في دنياه، لا يستطيع الانتفاع به، إلا إذا كان آمناً على نفسه ورزقه.

المهم أن ندرك أن الصراع ليس أمراً لا مفر منه وأن هناك استراتيجيات يمكن توظيفها لمنعها أو حلها. قد تشمل هذه الجهود الدبلوماسية، أو مبادرات التنمية الاقتصادية، أو  على مستوى القاعدة. من خلال فهم الأسباب الجذرية للصراع في المناطق الرخوة التي يمكن اختراقها و يمكننا العمل من أجل خلق عالم أكثر سلمية وعادلة للجميع، المهم أن ندرك أن الصراع ليس أمراً لا مفر منه وأن هناك استراتيجيات يمكن توظيفها لمنعها أو حلها ، قد تشمل الجهود الدبلوماسية، أو مبادرات التنمية الاقتصادية ، أو  على مستوى القاعدة. من خلال فهم الأسباب الجذرية للصراع في خاصة في مناطق العالم الثالث التي في الامكان العمل من أجل خلق عالم أكثر سلمية وعادلة للجميع لوجود الاسباب  والمبررات فيها.

أحدث المقالات

أحدث المقالات