7 أبريل، 2024 2:52 ص
Search
Close this search box.

السلام على الشهيدين المغدورين بغدر الاصدقاء

Facebook
Twitter
LinkedIn

لست بصدد سرد تفاصيل جهادهما ونضالهما ومسيرتهما الحافلة بالمواقف البطولية … ولا اريد الخوض في محاسنهم واستذكارها … وابتعد عن السجال بمن يمدحهم ويذمهم … كل هذا مسجل في صحيفة اعمالهم ، لانه ببساطة عندما اتخذوا طريق الجهاد والنضال كان قرار منهم فهذا واجبهم الشرعي بينهم وبين خالقهم لابراء ذمتهم وليس فيه منه علينا ، فهم اعرف بما يترتب علهم من حكم الشرعي امام الخالق جل علاه .

اما سيرة محاسنهم ، اعتقد هذا الشيء مرتبط بخالقهم فهو من يعرف دفائن وسرر النفوس وما تخفي القلوب فليس فيه فضيله لانهم عرفوا الحق فسارو عليه .. وفي ما يتعلق بالمحب والذام لهم ، اجد ان هذا امرا طبيعيا ، فهذه هي صيرورة الناس وسايكلوجية النفس البشرية في ما يتعلق بالتهذيب للنفس او شيطنتها.

ومصداقا لما اوردت هو قول المصطفى رسول الرحمة والانسانية محمد ص واله الطاهرين مخاطبا الامام علي ع وقال له ( يا علي من رضت عنه الناس اجمع فأعلم انه منافق لان رضا الناس اجمع غاية لاتدرك )
وينقل في روايات الحديث بأحدى المناجاة للنبي موسى ع قال: الاهي خلصني من السن الناس . جاء نداء الباري عزوجل : ياموسى تلك صفه لم اخترها لنفسي .
ومن الواضح ان الله جل جلاله لم يستخلص لنفسه ولذاته الالهيه عصمة من السن عبيده … فكيف بشهدينا !؟
وكذلك هو حال جميع العظماء من رسولنا الكريم واهل بيته الاطهار رغم انهم سادات الارض وخلفاء الله سبحانه لم ينجوا احدا منهم من الطعن .

ما اود الاشارة له في ذكرى استشهادهما رضوان الله تعالى عليهما ما نراه اليوم ممن كانوا في الامس القريب بحياتهم مبغضين لهم ويعترضون على نهجيهما ..اليوم وبعد استشهادهما يتاجرون بأسميهما ويمجدون مواقفهما ويتباكون عليهما ويصادرون منجزيهما ويحسبوه لانفسهم !!.
ما جرى ويجري على الشهيدين استطيع القول انهم تعرضوا بحياتهم لغدر وبعد موتهم لخيانه ، فأن بعض تلك القيادات السياسية الحاكمة التي اعطت وعودا وقسمت وصرحت بالثار لدمائهم نراهم اليوم اصدقاء مع قاتليهم ، فيعتلون المنصات لاحياء ذكرى استشهادهم من اجل المتاجرة بشهادتهم مره اخرى كما تم المتاجرة في فترة حياتهم .
يكفيهم من الشرف الرفيع منزلة ، ومن والعلياء لهم منقبة ، حيث من كان يطعن بهم بحياتهم اليوم يعتلي المنصات ليمجد بشخصهم وبأستشهادهم ،

مثل هولاء كمثل افراد بني العباس حينما رفعوا شعار ( يالثارات الحسين ) وحين ما وصلوا للحكم نزلوا تقتيل بولد الحسين والعلويين .. حتى قيل ما فعلته حكومة بني امية بالعلوين عشر معشار ما فعلته حكومة بني العباس.
وانني اجد اطلاق صفة حكومة بني العباس عليهم هي غاية في الدقة في تقرير الوصف المناسب لهم ، فقد اجاد السيد مقتدى الصدر في دقه الوصف للموصوفين .

وما مسيرة الشهيدين الا نبراسا لكل الصادقين ، ففي حياتهم ونهجهم للجهاد خطا كمقاومين كشفوا من المتستر ليكون في صف المقاولين ، وبموتهم واستشهادهم كشفوا منهم هم المنافقين ، فأنهم لازالو بعطائهم وجهادهم مستمرين وما مسيرتهم العطرة التي سطروها بخضاب الاشلاء بالدم ما هي الا اروع ختام لهما ، فمبارك هذا الفوز بالجنة .
فهم مصداق لقوله تعالى ( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) التوبه 111
جسدو هذا المعنى حقا وحقيقة فمن يوجد خير من الله مشتري ؟ فكانوا نعم البائع لله تعالى ، فستبشرو خيرا ببيعكم هذا ، كما وعد الله ، وان الله لايخلف وعده .

وبما اننا في رحاب سيرة الشهيدين المهندس وسليماني قدست اسرارهم ينتابني تسائل لماذا ولغاية الان لم يكشف عن ملف اغتيالهما ؟!
ما هو السر المخفي عن عدم الخوض في كيفية اغتيالهما حتى من قبل السادة الذين يعتلون المنصات ويمتدحونهم ويمجدونهم ويتوعدون بأخذ الثار ، اوليس من باب اولى الكشف عن من تسبب بقتلهم من خلال تعبير المعلومات للشيطان ؟!
هل يعقل بوجود هذا الكم من الاجهزة الحكومية والامنية والاستخباراتية لغاية الان لم تتوصل الى العلاس الذي وشى بالشهيدين ؟!
وهل يحق لنا مجرد التفكير بأن نقول انها صفقه تمت بين بعض اطراف الحكومة وبين الشيطان الصهيوامريكي من اجل تسليم راسيهما مقابل منصبا او حصانه من عدم الملاحقه ؟!

الا تدفعنا كل هذه التساؤلات والشكوك وغيرها ان بحثنا كل اجزاء عملية الاغتيال ان نصل لحالة اطمأنان تفيد بأن هنالك صفقه بيع عقدت على رأس الشهيدين المغدورين ؟!

اضع بعض هذه الاستفسارات والتساؤلات في ما يتعلق بحادثة المطار لعل ياتي يوما وتنكشف فيه كل تلك الاسرار بعملية الاغتيال .

السلام على الشهيدين الاخوين المجاهدين الامناء ..
السلام على المضرجين بدم بعضهما حتى الاشلاء ..
السلام على من عاشوا بيننا عيش الغرباء ..
السلام على من بخس حقهم القريب لرضا الاعداء ..
السلام على من كان غسل جسديهما الدماء ..
السلام على المغدورين بغدر الاصدقاء ..
السلام على مهندس النصر والاباء ..
السلام على سليماني فارس المجد والنقاء ..
ورحمة الله وبركاته .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب