7 أبريل، 2024 9:01 ص
Search
Close this search box.

السلام المستحيل وفلسطين في احشاء إسرائيل

Facebook
Twitter
LinkedIn

في عام ١٩٤٧ اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها المرقم ١٨١/ د.ج والذي أصبح معروفا لدينا بقرار التقسيم ، وقد نص هذا القرار على أن تنشأ في فلسطين ، دولة يهودية ، ودولة عربية ، مع اعتبار القدس كيانا متمييزا يخضع لنظام دولي خاص ، ومن بين الدولتين المقرر فيامهما بموجب هذا القرار لم تظهر إلى الوجود إلا دولة واحدة إلا وهي إسرائيل . وعلى مساحة تبلغ ٥٧،٧ بالمئة من الأراضي العربية ، وتم التغاضي والتعتيم على قيام الدولة الأخرى إلا وهي دولة فلسطين ، وظلت هذه الدولة تكمن في احشاء اسرائيل بين الاعتراف بها تارة وبين التنكر لوجودها تارة أخرى ، غير أن للدولة المنسية شعب له صفات متميزة في المطاولة وحسن التدبير حتى انطلقت ثورته في الاول من يناير عام ١٩٦٥ ، من هنا ظهر المستحيل في سلام دائم تنعم به إسرائيل ،
أن إسرائيل تحاول دائما عزل المواقف السياسية عن التاريخ ، فهي ترى في ثورة الشعب الفلسطيني إرهابا لها وتنسى أنها تاريخيا قامت على أراضيه ، وهجرت ابنائه ، لذا فإن مناحم بيكن كما ينقل الاستاذ محمد حسنين هيكل في كتابه السلام المستحيل والديمقراطية الغائبة (ص70) أن الرجل في مفاوضات الإسماعيلية عام 1977 ركز في حديثه على نقطة واحدة ، قال فيها إن إسرائيل حاربت دائما حروبا دفاعية ، ويرد الاستاذ هيكل يقول في ذات الصفحة ، كانت كل حروبها حروبا هجومية ، ويستدرك بكن رئيس وزراء إسرائيل الأسبق أن عددا من أساتذة القانون الدولي –وهذه هي كتاباتهم كما يقول — يجيزون الاستيلاء على الأراضي إذا كان احتلالها نتيجة حرب دفاعية ( المصدر السابق ص71) واليوم تفند إسرائيل بذات الذريعة حربها الهجومية على غزة بذات الأعذار بعد أن ردت حماس على استيلاء المستوطنين على الأراضي الفلسطينية في الضفة والقدس الشرقية ، أو قيام وزير الدفاع الإسرائيلي بالتصريح ببناء المزيد من المستوطنات بعد إجبار أهل الأرض بتركها عنوة ، ومنذ عام 2016 ولغاية اليوم تم توطين أكثر من مليون يهودي في الضفة الغربية . وقد ركزت حركة (غوش امونيم) في مشروعها الاستيطاني على طرق ومسطحات الأراضي الممتدة بين نابلس إلى الخليل عبر القدس . وهكذا ينشأ الصراع ويتجدد بين أصحاب الأرض وبين المستوطن المحتل ، مما يدفع بالشباب الفلسطيني للدفاع عن أرضه ، وقد أضاف اليمين المتطرف الإسرائيلي في ظل حكومة نتنياهو عنصرا جديدا دينيا للصراع يقوم على الاستيلاء التدريجي على المقدسات الإسلامية بحجج تلموذية منها إعادة حائط المبكى . أو التوسع في إقامة الشعائر اليهودية داخل الحرم الابراهيمي .
أن توسع الاستيطان يقابله نمو في حجم الكتلة البشرية للشعب الفلسطيني داخل أحشاء ما أطلق عليه بالدولة اليهودية وفقا للقانون الاخير ، وهذا بدوره صار مكمن الخوف لليمين الإسرائيلي ، وأخذ ينفتح على المعتدلين لتشكيل حكومة طوارئ هدفها تدمير المقاومة من جديد ، والبدء عمليا بمشروع تغيير خارطة الشرق الأوسط ، ومنها التخلص من الكتلة الفلسطينية الكامنة في الجوف الاسرائيلي والعمل بتنفيذ مقترح نقل أهل غزة إلى سيناء بحجة عدم تعرضهم للحرب القادمة مع حماس ،
أن محاولات إسرائيل للحصول على السلام بقوة السلاح والمكر ، (بدعم امريكي غير محدود ) هي محاولات أعادت القضية الفلسطينية من جديد على طاولات المسؤولين في المجتمع الدولي والمنظمات الدولية بعد أن تم نسيانها منذ فشل مفاوضات أوسلو وتوابعها ، او بسبب غياب الاتحاد السوفيتي ومنظومة الدول الاشتراكية ، أو محاولاتها رمي الأثقال على الجيران من خلال الحرب على غزة الحالية عن طريق إعادة ذات السيناريو القديم القائم على التهجير إلى سيناء كما تقترح اليوم وربما إلى الأردن غدا ، وكل هذه المحاولات تصب في سياق التخلص من الكتلة البشرية الفلسطينية الشابة التواقة دوما إلى حمل السلاح حتى ولو غابت حماس أو الجهاد عن الساحة ، وهي تعلم علم اليقين أن السلام بعد كل هذه التجارب مع الفلسطينين والعرب بات مستحيلا إلا بظهور الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية …..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب