23 ديسمبر، 2024 2:08 م

السلاح والشرعية..

السلاح والشرعية..

قد تكون قضية انتشار السلاح في العراق احد ابرز المشاكل التي تواجه السلم الاهلي والمجتمعي الذي بات يعيش ازمة بسبب ضعف الحكومة ومنظومتها الامنية المخترقة من قبل العديد من الاطراف، وقد تكون المليشيات الطرف الاقوى الذي يتمتع بتسهيلات لا يمكن تخيلها في اي بلد يحترم نظامه وامنه وشعبه، فالعراق اثبت في اكثر من حادثة انه بعيد عن تلك الدول عندما سمح لمجموعة من المسلحين ان يسيطروا على زمام المبادرة في ملف يكاد يكون الاخطر على الاطلاق.

فالتصدي للارهاب مهمة الدولة وفقاً لقوانين الحروب التي خبرنا العديد منها خلال العقود السابقة، وبالتالي فالمرتزقة لن يكونوا حريصين على بلدهم خاصة اذا كانت عقيدتهم مؤدلجة بطريقة طائفية تريد ان توغل الاذى بالاخرين دون مراعاة لادنى حقوق للانسان او حق العيش في بلد يفترض ان يحافظ على ادنى معايير التعايش السلمي المفقود في عراق اليوم.

وبالرغم من ان الوضع حرج مع وجود صراع النفوذ الذي بات يدفع ثمنه المواطن بشكل سافر وتحت انظار الجميع، يظهر لنا اناس يعيدون لنا بعضاً مما فقدناه من ثقة وكرامة باتت تداس تحت اقدام من ارادوا للعراق ان يكون تابعاً لايران، وغيرها من الاطراف التي تسعى الى استمرار الصراع قائماً من خلال بث الفتنة والفرقة بين شعب ابى الا ان يبقى موحداً، رغم كل المحن وصروف الدهر التي اجادت علينا باهوال وضعتنا امام اختبار الولاء للغير او التمسك بعراق موحد مجروح.

وقد يكون اعلان زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر الاخير، دليلاً اخر على ان العراق لازال يجود علينا بالاخيار، فقرار تجميد عمل كتائب (سرايا السلام) في محافظة ديالى، الذي علله الصدر بسبب اندساس بعض الافراد الذين يسيؤون لسمعة هذه العائلة الكريمة، ولم يتوقف الصدر عند هذا الامر فحسب بل شدد على تطبيق قراره وتقديم اسماء المسيئين خلال مدة اقصاها 15 يوماً. (وفقاً لبيانه)

وبالرغم من تحفظات اطراف شيعية متطرفة على قرار الصدر، وترحيب اخرى تساند الاخير بتوجهاته، وقد يكون اول من ساند وثمن الخطوة، رئيس البرلمان الذي اراد ان يعطي زخماً دافعاً لتوجهات الصدر التي جاءت متوافقة مع تطلعات الجبوري ابن ديالى والعراق.

فجاء تثمينه كدعوة للحكومة بالعمل الجاد على حصر السلاح بيد القوات الامنية في جميع انحاء البلاد، وليس في ديالى فحسب، فالخطر محدق بالجميع والارهاب موجود وبصيغ مختلفة وتحت عناوين متنوعة تتطلب منا توجيه البنادق لاولئك الذين يريدون ان نعيش الخوف باصرارهم على فرض اجندات يابى رجال كالجبور والصدر الانصياع لها.

انتم لها فالمرحلة والتاريخ سيسجل لكم مواقفكم الشجاعة..