21 ديسمبر، 2024 8:11 م

السكّين في يدّ “اليتيم” عجباً ؟ نحن أصلاً  بلا رؤوس

السكّين في يدّ “اليتيم” عجباً ؟ نحن أصلاً  بلا رؤوس

مع انّي ضدّ أيّة ممارسة يروح فيها ضحايا لا ذنب لهم وإن كانت تصرّفاتهم معاكسة لتصرّفاتنا طالما لا تقترب من حدود تصرّفاتنا , ولكن في نفس الوقت احترام النهج المستقلّ بكافّة تفاصيله المسالمة أو المدافعة عن السلم الذاتي وبأعلى درجات الجهوزيّة القتاليّة أمر تنتهجه جميع الدول الّتي تحترم ذاتها وتريد أن تحافظ على قرارها السيادي مستقلّ وغير خاضع للتدخّل من أيّة جهة كانت وتحت أيّة ذريعة كانت ولو تطلّب الدفاع عن الحقوق الذاتية ليس فقط قطع الرؤوس بل تقطيع جسد كلّ من عزم التدخّل في شؤون الغير إرباً إربا وهذه من الحقائق الّتي تعيها جيّداً وغريزيّاً البعوضة أو الأسد الدجاجة أو النسر سمكة السلمون أو التمساح الاتّحاد السوفييتي او فنلندا , بل إنّ أميركا وفرنسا وبريطانيا إسرائيل وتركيا وإيران ليسوا مستعدّون لقطع الرؤوس إنّ مُسّت مصالح أحدهم “مثل ما يدّعوها” بسوء , ولو كانت بعداً عن حدودهم الجغرافيّة آلاف الأميال , لكنّ أحد منهم على استعداد لإفناء أمم بأكملها وطحن أجسادهم ونثرها في الهواء تذروها الرياح لو تجرّأ ومسّها , والأمثلة في ذلك عديدة ولا حصر لها , فالأسلحة الّتي تمتلكها دول مثل أميركا وإسرائيل وبريطانيا وفرنسا ذات دمار كوني هي قطعاً ليست للاحتفالات بأعياد الميلاد أو بالالعاب الأولمبيّة يا سادة يامن ترون “الكعكة في يد اليتيم عجباً” كما يتمثّل ذلك المصريّون , يا من انتشرت أعاجيبكم بداعش وهي تقطع الرؤوس وتحرق الجثث فرحتم تنعتونها بأبشع عبارات اللذع والإقراف , راجعوا أرشيف دول الاستعمار القريب أو حروب الإمبراطوريّات البائدة فإن نسيتم ما جرى فتلك كارثة ! راجعوا ملفّات مجازر الحربيين الكونيّتين راجعوا حروب فيتنام والعراق والجزائر مسطّرة وبالألوان صوت وصورة .. كلّ الّذي أستطيع قوله أنّ أجدادنا الأوائل عاشوا وماتوا وهم مرفوعو الرأس , وبلا تكنولوجيا ترفيه , لا يقترب من رؤوسهم سكّين إلاّ ونحروا صاحبها بها فالترفيه بلا كرامة ظِلّ , ليسوا هم كما نحن اليوم نعيش ونموت مرفوعو السيقان لأنّنا بتنا لا نمتلك رؤوس نرفعها في حضرة القوّة المعاصرة , اسمحوا لي وعذراً لهذا الوصف , لكنّها الحقيقة المرّة الّتي لا يُعجبنا رؤيتها كي لا يهالنا بشاعة ما نرى .. كفى تظاهراً بتمدّن زائف خالٍ من الكرامة لا يليق بنا وبأمثالنا مهما تظاهرنا بعكس ذلك .