18 ديسمبر، 2024 8:22 م

السكوت على الخطأ أسوأ من ارتكب الخطاء نفسه..

السكوت على الخطأ أسوأ من ارتكب الخطاء نفسه..

أسوأ الناس في نظري، هم أولئك الذين يخطؤون ولا يعترفون بخطئهم ، حيث يصعب كثيراً التعامل مع هذه الفئة ،علينا أن نعمل مهما كانت درجة الإحباط التى نشعر بها أو يريد أن يشعرنا بها غيرنا.
وألا نقف مهما كانت الظروف المحيطة بنا وألا نسكت على الخطأ فالسكوت على الخطأ أسوأ من ارتكب الخطاء نفسه. بعد ان أصبح الامل كأنه حلم مفقود لن يتحقق، كم منا من يخرج من بيته متوجها الى العمل او أي مكان اخر سواء يسير في الشارع او يركب سيارات الاجرة او يلتقي مع الاصدقاء، وهو يرى وجوه الناس مهمومة، وتحمل الحزن والكأبة وفقدان الابتسامة، وكأنهم اتفقوا جميعا على هذه الحالة ،وهذا الشعور رغم كونهم لم يتفقوا، والعجيب في الامر اذا دار حديث بين مجموعة من الناس، ستجد محاور الاحاديث لاتتعدى حال البلاد وحال المواطن ،دون ان يتوصلوا الى نتيجة او بصيص امل بالخروج من الماسي والنكبات بل ينتهي الحديث على خيبة واحباط يقضي على كل بارقة امل.
مَن يصدّق أن في عراق دجلة والفرات و النفط والمليارات فقراء؟!
ومَن يصدّق أن أكثر شوارعنا عند هطول قليل من المطر لا مثيل لها، ولا حتى في قرية افريقية نائية نهكها الفقر، وقتل الجوع مواطنيها؟!
ومَن يصدّق عندنا في العراق ملايين النازحين والمهجرين والمهاجرين يموتون جوعا اوبردا او تحترق الخيام ويموتون تحتها؟.!.
ومَن يصدّق نحن في القرن الحادي والعشرين وابنائنا في مدارس من طين او يدرسون بالعراء ؟.!.
ومَن يصدّق عندنا افواج من العاطلين من الخريجين وغيرهم .!،
ومَن يصدّق ان في كل يوم نفقد اكثر من مائة شهيد وجريح على يد مجرمين محترفين لا تهمهم السيطرات العسكرية والامنية بل يتجاوزون عليها بالمفخخات والها ونات والرشاشات اضافة على عمليات الخطف والقتل في وضح النهار دون ان تتمكن هذه السيطرات من القبض على المجرمين.
ومَن يصدّق مئات اللجان التحقيقية التي شكلت عن جرائم ضد الانسانية وجرائم قتل وسرقات وفساد وصفقات وعقود وهمية لم تعلن نتائجها منذ اكثر من عشر سنوات ولا زالت بين الادراج او حرقت بتماس “كهربائي “دون محاسبة مرتكبيها ومحاكمة المفسدين وتقديمهم للعدالة.؟!!
و مَن يصدّق ان تجد مسؤول يذهب لحج بيت الله الحرام في كل عام وهو يتعمد الى قطع ارزاق الناس والتعدي على حقوقهم وسبل عيشهم وحقهم واستحقاقهم ؟.!.
ومَن يصدّق ان هذا المسؤول كان شحاذا او محتالا او مزورا اوسارقا.!
مَن يصدّق أن مشكلتنا في العراق هو الاختيار الاسوء للمسؤولين على اساس حزبي وطائفي وليس على امانة ونزاهة وقدرات وطنية تخدم الوطن والمواطن .!
لكن المؤسف أنك تجد مسؤولاً يعتقد أن ما يقدمه للمواطن هو مكرمة، أو صدقة.!، أو مساعدة من جيبه للناس.!، وأن الحقيقة التي لابد أن تصل للراي العام وللمسؤول الاول بالدولة هي بأن لا شيء يأتي للمواطن بسهولة، وأن بعض المسؤولين يُعذِّب فيه، ويضيق عليه!! وإلى متى؟ هؤلاء المنتفعون هم أدنى مخاليق الله في أي زمن، وفي أي مكان!! تراهم أول المهنئين، وأول الخائنين، وهم أول الكاذبين، كما تراهم أول المنسحبين من هذه القائمة او الكتلة التي فقدوا منافعهم فيها ليلجئوا الى قائمة متصدرة للمشهد ليحصلوا على عقود وصفقات ورشى وامتيازات، كما أنهم ، أول المستفيدين، وآخر المفيدين!! فهل يستطيع أمثال هؤلاء ان يقدموا للشعب وللوطن ما يدعو للأمل ورسم البسمة والتفاؤل على وجوه الناس؟.! لا أعتقد ذلك. والله لا اعتقد..!