23 ديسمبر، 2024 9:39 م

السكراب السياسي وسكراب حديد الدولة

السكراب السياسي وسكراب حديد الدولة

وصف القيادي في ائتلاف دولة القانون النائب حسن السنيد تصريحات رئيس القائمة العراقية اياد علاوي والتي جدد فيها مطالبته بسحب الثقة عن رئيس الحكومة نوري المالكي بانها اصبحت جزءا من /السكراب/ السياسي ، بحسب تعبيره.منتقدا دعوة علاوي لسحب الثقة عن المالكي ، واعتبرها لا تمثل حتى رأي كتلته..!!
     ولانني استعرت  عنوان مقالتي من وصفه الدقيق  هذا الذي يكاد  ينطبق على معظم  تصريحات القادة السياسين المرحليين من  الاخوة الاعداء  تحت مسمى  الشراكة  السياسية  ،  فان توصيفا.. بمثل هذه  الصيغ  في الاستعارة والتشبيه البلاغي  ،إنما  هو مصطلح يدخل عالم السياسة العراقية ، من باب الصدأ الذي علا كل  سقوفهم الثانوية  وفاض قيحا مرضيا زنجاريا ..
وهذا هو الهراء السياسي الذي بدى يطغى على واجهة الاحداث اليوم وتداعياتها وافرازاتها المتمثلة بتبادل اللكمات والقبلات معا . والكل واضع خنجره في حزامه ينتظر يوما يذبح خصمه من الوريد الى الوريد بعدما اكملوا ذبح شعبهم على مذبح شهواتهم ..
  وعلى ذكر السكراب لابد من الاشارة ان بعض المصطلحات او التوصيفات التي طغت اليوم ترجع في اصولها الى عهد قريب وهو العام 2004..واقصد السكراب  الذي باعه وزير التجارة في حكومة اياد علاوي بقرار حدد له سعر الطن ب50000 الف هذا القرار  افقد البلد ثروة طائلة بيعت برخص التراب وربما اقل منه ..
وكان بينها دبابات ومدرعات ومدفعية تم تفصيخها واعتبرها تجار ومافيات  حديد خردة او سكراب ، وقد ابكى منظر دبابات تي 72 التي بيعت كل واحدة منها بسعر 5000 دولار تحت نص قرار  بيع السكراب  بعدما جردت من مدفعها وبعض دروعها ، وهذه  واحدة من الجرائم بحق الوطن .. التي دفع ثمنها الشعب من دمه لكي تقف يوم نحتاجها دفاعا عن عن العراق ..تلك وغيرها يجب ان تفتح ملفاتها حتى يعرف من يريد ان يعرف اين ذهب الكثير من سلاحنا  ومصانعه ..وتحت اي واجهة والى اين ..؟
. ومن يطلع من كثب  على  على ماقاله  السيد حسن السنيد وهو يشغل رئيس لجنة الامن والدفاع في مجلس النواب، يدرك جيدا ان  ما بادر به من حملة هجومية  ، لها علاقة بهذا الماضي وان ما تفوه به ، هو رسالة تذكير ونذير ،خوله بها رئيس الوزراء الذي يمتلك الكثير من الملفات التي امنتها له المخابرات العامة والاجهزة الامنية ذات الاختصاص التي يهيمن عليها كقائد عام للقوات المسلحة ،
وهكذا  شن حملة شعواء على اقطاب العراقية وتحديا رئيس القائمة  الدكتور علاوي بعدما افلح الاول في تشتيتها وشرذمتها الى عراقية بيضاء واخرى سوداء وثالثة حمراء والحبل على الجرار .. فيما تماسكت طائفيا كتلة دولة القانون الى حد بعيد  بسبب عمق الخندق الطائفي والاسباب معروفة  صارت للجميع ،..
 الا من جرة اذن فعلها المالكي مع حليفه حسين الشهرستاني بعدما خدعه الاخير في ملف الكهرباء واثار عليه اهل الجنوب  وهو الذي يعول عليهم في معركة الانتخابات المقبلة .. اذن هي كلمات منتقاة ضمن حملة تسقيطية يمارسها الاقطاب والاذناب لاتخضع لقيود او سقوف  وخطوط حمراء  ، حمل بها  بشدة السنيد على الخصم  علاوي واصبحت المعركة الان قاب قوسين واكثر من السباب  ووالتنابز بالالقاب..؟..
        ومن يراجع ارشيف الاحداث العراقية تحديدا منذ ثماني سنوات بدءا  من عام 2005 يدرك جيدا ان الصراع اتخذ مسارات بالغة في الشدة والتصدي وردود الافعال التي تجاوزت الشارع العراقي والقت باحمالها في دول الجوار وبذلك دولت القضية العراقية ، سواء ما يتعلق منها بالصراع الدموي على السلطة او ما يتعلق بالقانون 140 والمناطق المختلف عليها ،
      واي   مراجعة  متانية في تسلسل الاحداث وادوار الصراع القائم من حول السلطة في العراق  بين ائتلاف العراقية ودولة القانون ، تطلبت منا ان نعقد وبانفاس وطنية لاتمالي هذا على حساب ذاك  بحثا  عما يلاصق جذور هذا الصراع ، يجد ان تلك التصريحات هذه ليست الا علامات حمى  ترتفع درجات حرارتها هذه الايام بشكل فجر ردود افعال قاسية  سواء عبر هذه التصريحات او ما يدور في الخفاء من حرب شوارع ومفخخات واختراقات امنية .وتسقيط سجون الدولة وهيبتها..!!.
      ماذا طلب علاوي من جديد  حتى اثار اثار حفيظة نواب حزب الدعوة ..؟ من يتابع الاحداث الواردة من بغداد يجد ان زعيم القائمة العراقية  الدكتور اياد  ، دعا رئيس الحكومة نوري المالكي الى الاستقالة الفورية ، كما دعا ، التحالف الوطني ، الى اختيار بديل لرئاسة مجلس الوزراء ، مطالبا مجلس النواب بالعمل على دعم هذا المقترح. وثنى عليها من على موقع التواصل الاجتماعي /تويتر/ ” بدعوة  مجلس النواب للعمل على دعم مقترح اقالة رئيس الحكومة وأن يساهم في الاشراف على انتخابات نزيهة وحرة وهذا برايه هو سيقود العراق الى شواطئ الامان..
       واعود الى العنوان المزنجر ..!!  مستدركا تلك  استعارتي من السيد السنيد ، بعدما اثخن البعض بالبعض الآخر جراحا وتوصيفات واتهامات وصلت للعظم  ، ولكي اوضح اكثر لابد ان نفتح ارشيف هذه العلاقات والاتهامات واجواء عدم الثقة المتبادلة بين الفرقاء السياسيين .. وهي اتهامات صارت اليوم ملامح سياسة نقد وتجريح  تطال  حتى المجلس الاعلى والتيار الصدري ،علنا وفي السر ..في دوواينهم ومجالسهم تدور الاتهامات  حول ثورة  الشك  التي تلقي ظلالها الثقيلة على الحكم الحالي في العراق. وسط هواجس صار يعبر عنها الجميع بدون تردد من مخافة اي يتحول  النظام النيابي الى نظام دكتاتوري رئاسي مقبل .؟
     وحتى لانغوص كثيرا في عمق هذه المشاكل ونفقد جزءا كبيرا من اوكسجين رحلة العودة الى السطح ..فضلت ان اخوض بالقلم العريض ..؟ خلال رحلة الشك بين السيدين المالكي وعلاوي  من منظور الثقة غير المتبادلة والتي ولدت عمياء بعد الرئاسة الاولى المالكي  لمجلس الوزراء ومادار من شكوك حول نتائج الانتخابات وصلت نتائجها الدموية والتسقيطية الى الانتخابات الثانية البرلمانية في اذار من عام 2010 وهي الانتخابات التي برز فيها ائتلاف العراقية فائزا باغلبية صوتين ما اهله استحقاقه الانتخابي ان يشكل الوزارة هذا ما يقوله النظام الديمقراطي …
.ولكن توجيهات قيل ان ايران وامريكا فرضتها ،هي من غيرت  المعادلة والامور راسا على عقب، بانشاء تحالف الكتل الكبيرة فكان مجموع مقاعد التحالف الوطني هي الاكبر قياسا لائتلاف العراقي الفائز ، لاكنه مع ذلك تم سلبه استحقاقه هذا بعملية سياسية مدعومة اقليميا ودوليا وفاز المالكي مرة اخرى .. وهو بصدد ان يثلثها إن قِدران يخرج سالما من هذا الصراع ..
ولكي لايعرقل ائتلاف العراقية الاوضاع او يعقدها على المالكي …ُاقنع علاوي او اجبر على قبول حل وسط ،باعتماده  رئيسا  اعلى لمجلس  السياسات الستراتيجية ما سيسمح له ان بمراقبة واحصاء انفاس  رئاستي الوزراء والجمهورية ، وبذلك لن يستطيع المالكي ورئيس الجمهورية النائم حاليا في غياهب الموت في برلين ان يحركا ساكنا دون علمه ..

    وهو كمين دستوري وضع له ..باحكام وسقط فيه  علاوي ما اضطره للتازل عنه مثلما تنازل عن رئاسة الوزراء …. دون ان يراجع ناخبيه ..؟ وصدق الرجل وعودا منحت له وخدع علاوي مثلما خدع الاخرون بسياسة باطنية يجيدها البعض من  صناع القرار اليوم .. وهنا اطلق علاوي توصيفه المشهور خفافيش الظلام ..وللعلم ان خفافيشنا الحقيقية عاجزة عن الطيران في سماء بغداد ،لانها تخشى ظلام بغداد..وظلامية هولاء اللئام..!!

لم يترك كلا الجانبين بعظهما البعض دون محاولة  النيل من احدها للاخر في كل المناسبات وكان ان استجمع علاوي ثقل علاقاته بالاكراد وبالتيار الصدري واصدروا ما يسمى ببيان اربيل ذي النقاط التسع  الذي رفض تطبيقه السيد المالكي او امتص زخمه فافرغه من محتواه ،وانتهى الامر بالدعوة لسحب الثقة عن المالكي التي انتهت مانتهت اليه من واقعة الغدر التي نفذها نواب رئيس الجمهورية المتوفى حاليا سريريا ،ما اسقط اي امل في سحب الثقة عن المالكي
وظل الوضع  متذبذبا الى اليوم بين الائتلافين ..عبارة عن  مد وجزر وقبلا وخنجارا في الخصر  والظهر وذاكرة مملؤة حتى المخيخ تلبدت فيها بادرينالين  عدم الثقة والتراجع عن تطبيق الكثير من بنود الاتفاقات الثنائية ..وماتت  الى الابد ..كما مات غيرها ،ماتت المصالحة وقبرت في اكثرة من مقبرة سياسية ودفنت معها مواثيق الشرف واتفاق مكة وكل القوانين التي يفترض ان يقرها نواب فاشلون ، وصوليون ناهزون للفرص ..
    وحل العنف الموجه متسيدا الواجهة وصارت الاختراقات الامنية ،حدث عنها بلا حرج ..حتى وصل الحال ان يتهم رئيس الوزراء بعض شركائه بانهم عصابات ومافيا ومن ثم جاءت حادثة الهروب الكبير لتصيب الوضع الهش بالطعنة النجلاء .. وما عاد اليوم بعد سيل من الاتهامات الا ان يقف الجميع  في مواجهة صعبة يستجمع كل فريق انصاره والميتة قلوبهم غلوا ليوم كريهة قادم  ….
.والى ذلك التاريخ علينا ان نسمع ونرى اختراقات امنية  وجرائم شرف سياسي وتبادل اتهامات وتسقيطات سياسية ومحاولات يائسة من الطرفين كل وثقله السياسي وعمقه السوقي عراقيا واقليميا وعربيا ودوليا لانتزاع ما يمكن انتزاعه من نقاط لكي يمرغ انف الاخر في تراب القضية العراقية التي وصلت كل قناعات المحللين للشان العراقي انها لن تنتهي إلا  الا بانعقاد انتخابات جديدة، لابد ان  تكون انتخابات حرة لان الفريقين فقدا الكثير من الدعم الوطني وزخم الاندفاع الاولى عند المثابة الوطنية ..
هذا المنتظر ان لم يراجع الجميع  غير المؤمن بقضايا شعبه وامته ،وضعهم وينسحبوا باحترام من الحياة السياسية فقد ثبت انهم ساسة فاشلون لامجال لهم  في العيش بين شعب العراق ..
ياشعب العراق وياأيها المتقاعدون المتألمون  من الجوع وسياسة التجويع ..لاتختاروا هولاء  اصحاب المصالح ممن عطلوا قانونكم واقروا قانون تقاعدهم الذي لايستحقوه..هولا حينما يحين اجلهم ،واجل انتخابات عام2014  .
.امسحوا عليهم بجرة قلم وبصمة اصبع ورفسة قدم.. والى مزبلة التاريخ .. وهذا مصطلح هو الاخر ولد في ستينيات القرن الماضي ولازال ينطبق توصيفا على من  أذل شعبه وخان كل الامانات ..
[email protected]