لم تسقط الموصل لوحدها فحسب بل سقط الكثير سقوط مدوي , البعثيون وعلي حاتم سليمان وخميس الخنجر وكذلك سقوط سياسة المالكي ونستطيع اضافة بعض رموز الدين المتلحفين بالعمامة والجبة .
الذين راهنوا على القاعدة في الماضي رموز متطرفة امثال عدنان الدليمي وحارث الضاري وطارق الهاشمي انتهوا سياسياً لكنهم مازالوا يغازلون اطراف عديدة , واليوم رموز اخرى ساندت داعش وسقطت بنفس البئر الذي سقط به اسلافهم , كلاهما اعتمدوا على الفتنة والتطرف وظنوا انها الحصان الرابح في الصراع الدائر على السلطة .
سياسة المالكي على مضي ثمان عجاف لم تنتج سوى الفساد والدمار , بلد محتل , خزينة خاوية , تفجيرات حصدت الارواح , نزاعات وخصومات مستمرة مع كل الاطراف, انهيار المؤسسة العسكرية , هو الاخر راهن على الفتنة والتطرف واعتمد سياسة فرق تسد مع كل الطوائف والاحزاب والكتل السياسية الاخرى .
كما ان سقوط الموصل اسقط المتسلطين على الدين , انهم سلاطين الفتاوى والداعين الى قتل وتكفير الاخر, مؤيدي الفتوحات التي تجلب المال والنساء وتدمر وصايا النبي محمد صل الله عليه وسلم وعلى آل بيته الطاهرين المستمدة من الدين الاسلامي الحنيف
ليت سقوطهم هذا ضرهم لوحدهم بل اضر شعب كامل , شباب قتلوا , عوائل نازحة , نساء مسبيات , ثروات قومية اهدرت وخسائر مادية بالبنى التحتية , انهم دمروا وطن كانوا يدعون النضال من اجله, قصور النظر في الرؤيا والتعنت بالرأي وحب السلطة والهيمنة على الاخر هو من دفعهما الى التمادي وكذلك عدم احترام الانسان العراقي البسيط الذي لا حول له ولاقوة كان ينتظر الخير والامان والاستقرار فلم يجد سوى البؤس والخيبة هذا اذا مازال على قيد الحياة ان لم تقتله المفخخات .