على الرغم من بذل السلطة وأحزابها ودولتها العميقة كل الوسائل في تشويه وقمع وتشتيت المظاهرات إلا إن كل ذلك باء بالفشل حتى الذين أكدوا أن رئيس الوزراء باقي ولن يستقيل حتى إكمال ولايته وكان يتحدث بثقة المتمرد على إرادة الشعب هو الآخر تراجع مدفوعا بزخم شباب التظاهرات الذي يستمدون قوتهم مرة بتكاتفهم ومرة أخرى بغباء من يستفزهم أو يستخدم أساليب خارج إطار المعطيات ، بمعنى أن إدخال أنصار الأحزاب كان خطوة غير موفقة بكل المقاييس واستخدام العنف المفرط كان حافزا جديدا للشباب، والذي يراقب المشهد عن كثب ويجلس لمتابعة بيانات السلطة وأنصارها يجد التخبط واضحا وجليا ومرتبكا في ذات الوقت.
خيار التشويه للمظاهرات انتهى وتكراره مجرد محاولة بائسة ومضيعة للوقت والدفع للصدام هو خيار يعول عليه المفلسون بيد أن تداعياته لا يمكن التكهن بها حتى وان جاؤوا بمنجم سياسي يقرأ الأحداث ويشغل كل مجساتهم المعطلة.
أما سيلماني قاسم فانقلبت لديه الأمور حتى أن أحد المصادر المقربة من إيران يذكر بأن الجنرال متواجد في بغداد لا لحل العقدة بل للابتعاد عن غضب طهران ، بمعنى أنه الآن في المساحة التي أسقط فيها ملف العراق للبحث حل يلمم ما يمكن جمعه من ذلك الملف، ويمكننا القول أن فقدان البوصلة يسطر على خصوم المظاهرات وكلما زادوا من الضغط على المتظاهرين وعملوا على تسقطيها حملت شعار السقوط إلى الأعلى .