فقدت الأوساط الدبلوماسية والثقافية العراقية واحدا من أبرز كوادرها منذ الخمسينات الدبلوماسي والشاعر الكبير والروائي والإعلامي الأستاذ أرشد توفيق إثر أزمة صحية ألمت به سريعا،وودعنا الى مثواه الأخير، بعد أن ترك سجلا حافلا بالعطاء الثقافي والمعرفي والقيمي ، يكاد يكون هو من يبقي ذكراه خالدة على مر العصور.
الأستاذ ارشد توفيق من محافظة نينوى ، وكان قد تقلد مهاما ومواقع إعلامية ودبلوماسية عديدة منها : مدير عام الأذاعة والتلفزيون وسفير العراق في كوبا ومدريد ودولة الإمارات العربية المتحدة ..وصدرت له العديد من الأعمال الشعرية ورواية بعنوان” نصف سماء “.
وكان شقيقه الأستاذ أمجد توفيق قد رثاه بكلمة قصيرة معبرة عن حزنه الكبير لفقد أخ غال له مكانة كبيرة في نفسه ، قال فيها..
مات أرشد ..
إنطفأ أجمل قمر في سمائي
رحل أخي أرشد إلى ملكوت الرب
وترك لي أحزان العمر الذي يتفتت ككرة ثلج تهوي إلى قعر سحيق .. لم أكن أدرك أن للذكريات
كل هذا الثقل ، لم أكن أعرف أن في مقدورها أن تجعل قلبي يغلي ، في غليانه تصبح كلمة العذاب كرما ، وفي غليانه يطلق القلب سهاما تستقر في كل خلية ، في كل جزء يتحسس الألم ويخفق في قياسه ، فيصبح الألم وسيلة عبور إلى معنى قديم جديد قوامه : إن الذكريات تمتلك من القوة والثقل والحرارة ما يمكنها من صهر أصلد الصخور ..
وفي هذه المناسبة الأليمة والمصاب الجلل نتقدم الى شقيقه الروائي والإعلامي والكاتب الكبير الأستاذ أمجد توفيق وشقيقه أكرم توفيق وبقية أشقائه ولأسرته الكريمة بخالص التعازي وبالغ المواساة ، متضرعين الى الباري عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويلهم أهله وذويه وكل مقربيه ومعارفه الصبر والسلوان..إنا لله وإنا اليه راجعون.