6 مارس، 2024 3:21 ص
Search
Close this search box.

السفير مهنة الكياسة وحسن التقدير

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

رب منه في
السفارة مهمة مشتقة من كلمة سفر(نصب السبن وجر الغاء) القوم أي توسطهم لدى قوم اخرين، بعد أن سافر قاطعا المسافات لتمثيل أهله مفاوضا بشأن مضالحهم حاملا رسالتهم في شأن من الشؤون المشتركة ، ومهمة السفير عرفت في عصور ما قبل الميلاد ، ولكنها كانت سفارة مؤقتة تقتصر على مهمة محددة ، ولكن تطورت مهنة السفارة منذ قيام مؤتمر ويستفاليا لتأخذ تدريجيا بأسلوب التمثيل الدائم ، غير أن اعتراف مؤمر فيينا عام 1815 بسيادة الدول اوجد مفهوم الدبلوماسية الحديثة القائمة على مبدأ التمثيل المتبادل الدائم للدول لدى الدول الأخرى ، واراد الملحق السابع من مقررات المؤتمر يقيام السفارات بين الدول والأخذ بمبدأ تعيين السفراء ودرجات التمثيل الدبلوماسي الأخرى ، وأقام شروطا عامة يجب توافرها لدى الشخص المرشح لمنصب السفير ، منها الكفاءة والقدرة على تمثيل البلاد وإدارة شؤون السفارة ، ومنها ايضا حسن آلسلوك والتحلي بصفات محددة تؤهل الشخص لأن يكون دبلوماسيا ناجحا ، وان يكون السفير يجيد لغات أجنبية ، وان لا يكون رضيع زق او زير نساء كما يقول الدكتور هشام الشاوي في درس الدبلوماسية في جامعة بغداد سابقا ، ويشترط القانون السوري كما يوضح الدكتور فؤاد شباط في كتابه الدبلوماسية ص 125، أن يكون الدبلوماسي سوريا أصلا، وان لا يكون متزوجا من امرأة أصلها من غير البلاد السورية ، وان يكون ذا مظهر لائق وسيرة حسنة ، والسيرة الحسنة صفة يطلبها القانون العراقي والقانون المصري والواجب توافرها في الدبلوماسي ، والسؤال بعد كل هذه المقدمة ، هل تأخذ وزارة الخارجية العراقية بهذه المعايير عندما تقدم على تعيين السفراء المعتمدين لدى دول العالم .؟ االجواب على مايبدو ، لا ، لأن هذه الوزارة منذ وزارة زيباري الإولى وما قبلها وما بعدها هي شأن الوزارات الأخرى وزارة محاصصة لا تأخذ بالمعايير الدولية في اعتماد السفراء ، والدليل الحال المفجع لسفاراتنا ومستوى اداءها المخييب للامال ، وما سلوك السفير العذاري الا تحصيل حاصل .
أن تغليب الطائفية والعنصرية والحزبية على الكفاءة العلمية وعلى الأحقية القانونية لاصحاب الاختصاص كان وراء حشو وزارة الخارجية بمن هو عالة على الدبلوماسية وبمن هو عامل فشل لأغلب بعثاتنا في الخارج ، اضافة إلى كونها محلا لاظهار بلدنا بغير مظهره وتاريخه الدبلوماسي العريق .
أننا لا ندعوا في مقالنا هذا لإصلاح وزارة الخارجية بقدر ما ندعوا لإصلاح من هم غير مناسبين لقيادة بلد مثل العراق كانت وزارة الخارجية فيه تنازع مدرسة كامل ليلة المصرية في الشؤون الدولية .
أننا لا نود أن نذكر قادة الكتل بالدكتور فاضل الجمالي ومن بعده الدكتور هاشم جواد ، لكن نود أن نذكرهم فقط أن ما قام به سفيرنا في عمان يؤشر إلى مدى ضحالة الكثير ممن يمثلونا في الخارج فتبت التعيينات وتبت المخارج .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب