25 مايو، 2024 7:07 ص
Search
Close this search box.

السفير ضياء الدباس .. صورة المجلس الأعلى الأسلامي

Facebook
Twitter
LinkedIn

الأحزاب والحركات السياسية ليست أسماء وقيادات وحسب. بل هي شخصيات تنتمي لها وتعتلي مناصب تحت مسمياتها وتمثلها في مستويات المسؤلية والتصدي للوظيفة العامة.
 والمجلس الأعلى الأسلامي العراقي والذي يتزعمه السيد عمار الحكيم كوليا للعهد بالنسبة لعائلة الحكيم التي أسست هذا المجلس في جمهورية إيران ليكون ممثلا سياسيا للقوى الأسلامية المعارضة لنظام صدام أنذاك. وبعد التغير الذي حدث عام 2003 وسقوط نظام البعث، كان للمجلس الأسلامي العراقي  دورا كبيرا في عراق مابعد صدام واستطاع ان يفرض هيمنته على مساحات واسعة من خارطة الدولة العراقية، ممثلا بالأشخاص الذين ينتمون له.
 وبعد فترة ليست بالقصيرة أنحسرت شعبية المجلس الأسلامي العراقي بسبب السلوك الغير مسؤل من قبل عدد كبير من أعضائه الذين تبوءوا مناصب مهمة أنذاك، ولم يقدموا للجمهور العراقي سوى خيبات متكررة وسوء إدارة وتخبط وشخصيات هزيله أعتاشت على اموال الشعب وأستحوذت بشكل مريب على مقدراته لصالحها ولصالح حفنه ممن يقفوا بجانبهم.
 وبعد الفشل الذريع في انتخابات مجالس المحافظات والأنتخابات العامة في عام 2010. الكل كان يتوقع أن يبادر المجلس الأسلامي الأعلى الى أستيعاب الدرس وإبعاد الأشخاص الذين لا هم لهم سوى مصالحهم الذاتية والذين يمتازون بالترفع عن الناس واستصغار الأخرين واعتبارهم أقل درجة منهم.
غير أن الواقع يشير الى عكس ذلك تماما، بل أزدادوا أيغالا في التمادي بأستصغار الناس والسخف من عقولهم وما السيد (ضياء الدباس) سفير االعراق في جمهورية مصر العربية إلا دليلا عمليا على ما نقوله.
 والسيد الدباس الذي رشحه المجلس الأسلامي الأعلى لشغل منصب سفير العراق سابقا في جمهورية الجيك واليوم ومنذ ستة أشهر تقريبا يشغل منصب سفير العراق في جمهورية مصر.
والسيد ضياء الدباس جاء الى مصر التي فيها جالية عراقية كبيرة وفيها مراكز مهمة للقوى سواء السياسية او الإعلامية او الثقافية بنظرة، هي فلسفة المجلس الإعلى الأسلامي نفسه والتي هي فلسفة مبنية على عدم الأهتمام بأبناء العراق قدر الأهتمام بالشخصيات التي لها صلات بالمجلس الإعلى وقدر الأهتمام بتسويف مطالب الناس والإلتفاف عليها، بل وحتى تلك النظرة الشوفينية التي يمتازون بها اعضاء المجلس الأسلامي، المبنية على التعالي والنظر للأخر من فوق.
 ونحن لا نريد ان نكون كمن يستبق الأحداث ويكتب عن احد بجهالة. فقد أنتظرنا هذا السفير (المجلسي) ستة أشهر كاملة لتبيان مدى جديته في التعامل مع العراقين المتواجدين في القاهرة كأبناء وطن هو يمثله.
 وأنتظرنا وبادرنا في أكثر من أتجاه، غير أن السيد السفير ضياء الدباس أثبت بالدليل القاطع أنه متشبع حد الأدمان بذلك الترفع الفارغ والتعالي والتكبر الذي يؤدي بمن يحمله الى الهاوية.
 فالسيد ضياء الدباس أستلم أدارة سفارة كانت بعهدة السيد السفير (نزار الخيرالله) وهو من الشخصيات التي أمتازت بالتواضع والأخلاق الرفيعة والتعاون مع العراقين أيا كانت مشاربهم. وقد ساهم ذلك في أن يكون للسفارة العراقية في مصر دورا كبيرا في تقريب وجهات النظر بين العراقين الذين يعيشوا في جمهورية مصر، بل سارت الأمور الى ابعد من ذلك اذا اقيمت في فترة تسنم السيد (نزار الخيرلله) العديد من الندوات والفعاليات سواء المجتمعية او السياسية او الثقافية او الإعلامية لأيصال الصوت العراقي الى العالم العربي من خلال القاهرة وهي التي تعتبر من مراكز القوى والأنتشار والتواصل في العالم العربي.
 بينما عمد السيد السفير الجديد (ضياء الدباس) الى تكريس أدبيات المجلس الإعلى الأسلامي والتي تنص في مضامينها على: الريبة والشك من العراقين، والعمل على أبعادهم بشتى الطرق عن الأقتراب من مؤسسات الدولة، لكي يتسنى للدباس وغيره أن يمارسوا تكبرهم وعنجهيتهم بحرية تامة. غير أن السيد السفير ضياء الدباس نسى أو تناسى أن القاهرة مدينة تحوي جالية عراقية كبيرة وفيها كتاب وفنانين ومثقفين وسياسين وحقوقين واقتصادين وطلبة، وأنهم يعوا تماما أهمية وقيمة الشخص الذي يجب أن يكون سفيرا ناجحا في القاهرة .
 لقد أثبت السيد ضياء الدباس أنه وفيا لمباديء المجلس الأسلامي العراقي التي على ما يبدو أنها لا تريد أن تتغير أو تتطور، بل وتزداد أيغالا في الأبتعاد عن ابناء العراق سواء في داخل العراق او في خارجه.
 ومن منطلق الأمانة الوطنية وحرصا من على مصالح ابناء العراق التي ضحى ويضحي من اجلها ولتجربتنا المريرة مع رجالات المجلس الأسلامي العراقي التي تثبت يوما بعد أخرى مدى تقهقرهم وتراجعهم وتخلفهم عن طموحات وأمال الشعب العراقي ومن أجل هذا وأكثر فأننا نحذر ابناء العراق من الوعود المعسولة التي يسوقها الأن المجلس الأسلامي الأعلى قبل الأنتخابات العامة من أجل الظفر بمناصب مهمة في الدولة العراقية تدار بطريقة السيد ضياء الدباس ورفاقه.
 فالوطن أمانة الشرفاء وابناء العراق لايستحقوا لا من سفير المجلس الأعلى ولا من غيره تلك السلوكيات التي فيها من التعالي عن ألام الناس الشيء الكثير. آللهم آني شاهدت وسمعت ورأيت آللهم فأشهد آني بلغت.

• كاتب وفنان عراقي يقيم في القاهرة
(عضو المكتب التنفيذي لأتحاد الفنانين العرب)

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب