إهانة تلو الإهانة وبمناسبة وبدون مناسبة ,تلك التي يوجهها دائمآ المسؤولين الإيرانيين بمختلف مستوياتهم ومناصبهم ومسمياتهم وبدون أي تحفظ يذكر أو حتى خجل من فضحهم أمام العالم لعبيدهم في الحكومة العراقية بالأخص والمجتمع العراقي بالعموم ,ولن تكون هذه هي الإهانة الأخيرة، وبما ان هناك من رؤساء الأحزاب والكتل والحركات السياسية والميليشيات المسلحة والمسؤولين من يدين بالولاء الكامل والشامل وبدون أي مناقشة أو حتى اعتراض أو أي نوع من أنواع التحفظ لإيران ولاية الفقيه من الناحية العقائدية والدينية والطائفية!.
أخر هذه الاهانات وليس أخيرها ما تناقلته وسائل الإعلام قبل يوميين، وبما صرح به العميد أيرج مسجدي المستشار الأعلى لقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بأننا:” سنشارك رسميا في معركة الموصل المرتقبة ضد تنظيم الدولة الإسلامية”. وأضاف في تصريحه ان:” إيران سوف ترسل مستشارين وخبراء عسكريين لدعم القوات العراقية لتحرير الموصل”. وقبلها كان لديه تصريح حول احداث مدينة الفلوجة بأن:” الفلوجة وحلب تشكلان خط النضال الامامي بالنسبة لأمن ايران القومي” وكذلك تصريحه الاخر الوقح بقوله :” نحن ننفي بأن المراد من معركة الفلوجة هو إنقاذ أهلها، كما أعلن ذلك في وسائل الإعلام العراقية ,وأن الدفاع عن الحرمين الشريفين في العراق (مرقدي الحسين وعلي بن أبي طالب في كربلاء والنجف) من أساسيات عقائد الشيعة، وعندما نرسل قوات الحرس الثوري إلى العراق وسوريا، فهو لأجل الدفاع عن الحدود الإيرانية أيضا”. مثل تلك التصريحات للمسؤولين الإيرانيين لتكون ضوء اخضر لميلشياتهم في الحشد الشعبي لغرض تبرير الجرائم الطائفية البشعة التي يتم ارتكابها بحق المناطق التي تخضع لسيطرة تنظيم داعش ,وبالتالي انتشارهم الكثيف فيها بحجة الخوف من رجوع تنظيم داعش ستكون نتيجة حتمية لتحجيم واخضاع سهل وبدون أي اعتراض للعرب السنة ومحافظاتهم ومدنهم حتى لا يكون لهم دور سياسي مؤثر في العراق ورسم سياسته في المستقبل!؟.
أن التدخل الإيراني سياسيآ وعسكريآ وأجتماعيآ وطائفيآ بالعراق بهذه الصورة المفجعة الوقحة والصمت الحكومي المخزي على هذا التدخل الواضح والصريح وعلى أرض الواقع يعكس مدى وخطورة ما وصلت إليه تكريس الهيمنة الطائفية الإيرانية كليآ على جميع مقدرات الحكومة واحزابهم الموالية لولاية الفقيه ومحاولة منهم لجعل العراق وشعبه ما هو إلا مشروع استراتيجي مستقبلي لتصدير ولاية الفقيه الى دول الخليج العربي وشمال إفريقيا!؟.
سعادة السفير السعودي ببغداد السيد ثامر السبهان كانت لديه مداخلات واراء سياسية عديدة حول ما يجري في العراق ومن منطلق حرصه على بقاء العراق موحد وغير متشظي والتأكيد على عمقه العربي ,ومنتقدا في الوقت نفسه التدخل الإيراني الذي يحاول بغطاء طائفي ديني زائف ان ينفذ سياسته واجندته الاستراتيجية في العراق ,ولكن اصبح السفير السبهان يقف حجر عثرة امام هذه التطلعات الإيرانية ,ويكشف في الوقت نفسه زيف وخداع وحقيقة محاولة الهيمنة الإيرانية وابتلاع العراق , وهو يقول ما لم يستطيع أحد أن يتفوه به من مسؤولين وسياسي العراق ,وينطلق كذلك من الحرص على وحدة العراق ,وما يفكر به حتى بعض السياسيين الشيعة في الحكومة ,ومن الخوف من ابداء آرائهم الصريحة تجاه التدخل الإيراني وخوفا من عملية اغتيالهم , لذا أصبح بمرور الوقت السيد السبهان “صوت من لا صوت لهم” وكان رايه الواضح والصريح بما يسمى بـ (ميليشيات الحشد الشعبي) وتصريحه الصحفي الإعلامي في احد لقائته السابقة :” ان قوات الحشد الشعبي غير مرحب بها من قبل اكثر العراقيين ورفض الكرد وأهالي محافظة الانبار دخول قوات الحشد الشعبي الى مناطقهم يبين عدم مقبوليتهم من قبل المجتمع العراقي وللانتهاكات التي حصلت في عدة مدن واخرها ما جرى في مدينة المقدادية”. وهي حقيقة واقعة على الأرض ومنقولة للعالم بالصوت والصورة وموثقة إعلاميآ ولا يستطيع أي شخص أنكارها!. السفارة السعودية ببغداد تسارع إلى أرسال المساعدات الغذائية والدوائية إلى المناطق المنكوبة ويتم عرقلة إيصال هذه المساعدات الإنسانية بكل وسيلة غير إخلافيه لإيصالها إلى مستحقيها! ولكن نرى في الجهة المقابلة والمتمثلة بالسفارة الإيرانية ببغداد تسارع إلى أرسال مختلف أدوات الموت والدمار من الأسلحة الفتاكة إلى ميليشياتها لغرض إدامة طاحونة الموت والدمار للعراقيين!؟.
على ضوء تلك التصريحات النابعة من معاناة ومأسي المناطق المنكوبة , سارعت قوى التحالف الشيعي وميلشياتها في العراق وبإيعاز وأوامر من المسؤولين الإيرانيين بشن حملة شعواء مسعورة ومبرمجة للمطالبة بطر السفير السعودي
بالعراق وبمختلف قنواتهم الإعلامية وتبنتها بعد ساعات وزارة الخارجية لغرض طرد السفير السبهان من العراق او استبداله بسفير اخر! ولكن في الجانب الاخر لم نرى او نسمع ولو همسآ من هؤلاء جميعهم حول ما يصرح به القادة والمسؤوليين الإيرانيين حول تدخلاتهم العلنية والصريحة وعلى أرض الواقع بمثل ما تم فعله مع سعادة السفير السبهان، ولتبين لنا مدى الخضوع والخنوع المخزي لهؤلاء في الحكومة لنظام ولاية الفقيه، ووصل الأمر بتحكمهم حتى بآرائهم السياسية!؟.
الحالة المخزية والمتردية لما يسمى بــ (القيادات السنية) وتشظي ولاءاتهم ليس لطائفتهم وإنما لدول الجوار من الإيرانيين والأتراك والامريكان والسعوديين وحتى التنظيمات الإرهابية وحالات الفساد المالي والإداري والبحث عن غنائم مناصبهم السياسية الحكومية بين ركام ضحايا ومدنهم ومناطقهم ومحفظاتهم المدمرة والانقسام الحزبي والسياسي فيما بينهم انعكست بصورة مباشرة على أوضاع مواطنين تلك المناطق المنكوبة!.
الحقيقة التي يحاول البعض عمدآ أنكارها وأذا وصلت فعلآ قوات سعودية عسكرية للمشاركة الفعلية بمساعدة الجيش العراقي في حربه على إرهاب تنظيم داعش ,فأن هذه القوات حتمآ ستكون محل ترحيب ليس في المحافظات والمدن والمناطق السنية فحسب ,وإنما ستكون محال ترحيب حتى في المحافظات الجنوبية والوسطى من العراق!؟.
comsabagalbaghdadi@gmail.