23 ديسمبر، 2024 6:07 ص

السفر وفوائد المعرفة

السفر وفوائد المعرفة

عندما تصل اسطنبول ولكبر مساحتها وكونها تقع في قارتين اسيا واوربا تراودك المخاوف مما تسمعه من الناس وكلمة دير بالك وكأنك ذاهب لغابة يحكمها الوحوش وقطاعي الطرق.. ولكن عندما ترى ارض الواقع تجد العكس تماماً..اناس يجمعهم طلب الرزق وهم الاغلبية ومن كل الدول في العالم..
تتعدد مذاهبهم واديانهم تعدد دولهم واعراقهم يجمعهم شيء واحد اسمه الانسانية.. المصطلح الذين نسينا معناه نحن معشر العرب… وظننا اننا افضل شعوب الارض فصدقنا ما ظننا به…
انا في وسط اسطنبول في منطقة تسمى اقصراي تقع في الجانب الاوربي فانا حاليا في قارة اوربا حسب ما تشير الخريطة.. وكنت اتوقع قبل وصولي الى هنا انني سوف ارى ضجيج الاسواق والسيارات ولكنني تفاجأت بالأمور طبيعية جدا… هذه المنطقة اغلب روادها من الدول العربية ولذلك لن تجد صعوبة في اللغة فاغلب المطاعم والفنادق اصحابها يجيدون اللغة العربية ويقدمون لك من الاكلات العربية المعروفة… العملة التركية ضعيفة نوع ما مقابل الدولار ولكن الاقتصاد قوي جدا وغير مهزوز رغم ضعف الاقبال على الاسواق…
ما يجلب الانتباه انك تجد الاسيوي والافريقي والاوربي في نفس الفندق وتسمع اغلب لغات ولهجات العالم…
اليوم كان الجو ممطر جدا وكنت ارى الفقاعات وقطرات المياه تنزل بغزارة جدا ولكنني لم ارى اي مياه في الشوارع لوجود مجاري تستوعب اكثر من ذلك…
وسوف اتكلم بايجاز هنا عن موضوع طريف حدث معي عندما جلست مع احد السواح الاجانب وسألته عن دولته وباللغة الانكليزية التي اجيد بعض مفرداتها ذكر لي اسم دولة لم اسمع بها نهائيا فقلت لنفسي وانا كاتب وقارئ للخريطة ربما يقصد مدينة لكنه اكد لي وقال ان تعداد دولتهم ثلاثون مليون شخص وهي تقع ضمن دول الاتحاد السوفيتي السابق ولديهم اقتصاد قوي جدا.. هنا صدرت مني الكلمات العفوية كم انت كبير ومعروف ياعراق وفعلا سألني عن اسم بلدي فأجبته العراق فتبسم وقال بم بم بم… والحمد لله الذي اعطانا الحضارة والثقافة والبم بم..
تحياتي لكم والى لقاء آخر اذا اردتم….