السفراء واشكالية تعيينهم

اعلنت وزارة الخارجية عن قيامها بتعيين السييد سعد جواد قنديل ، سفيرا للعراق في طهران ، بعد فضيحة سفيرها السابق لدى مقابلته الجالية العراقية هناك ، والسؤال المطروح الان من هو هذا الرجل . ؟ ما هي مؤهلاته ، ما هي وظيفته السابقة ، ؟ وهل يجيد لغة اجنبية ، وهل تم امراره بدورات تؤهله لقيادة البعثة الدبلوماسية العراقية في طهران؟ لماذا لا تعلن سيرته الذاتية ، اهو ترشيح احد الاحزاب الحاكمة ، ؟
ان البعثة الدبلوماسية اية بعثة ، ما هي الا امتداد للبلد في الخارج ، وانها ليست هواية لمن يهوى ان يكون دبلوماسيا يتمتع بالامتيازات ولا يملك مؤهلات ، ونود ان نذكر وزارة الخارجية والبرلمان والحكومة ، ان كلمة دبلوماسية ، مشتقة من الدبلوما (الشهادة) وهي كلمة يونانية تعني ان مبعوث اثينا ، حامل شهادة ، بملكات تمييزه عن الاخرين ، وله قابلية ادارة التفاوض ، وقدرة الكسب لبلاده ، ولقد وضعت الدول قواعد بأختيار السفراء ، اهمها ان يكون معبأ بالمعلومات العامة عن السلوك والتعامل الدبلوماسي والتي يقف في مقدمتها حسن الاستقبال وحسن الكلام ، وحسن الرد، لا كما رد سفيرنا السابق على جالية بلاده امام العالم ، لقد افشلتمونا في كل شئ ، الم يحن الوقت لان يكون بلدنا العريق في مصاف الدول .؟ الم يحن الوقت بعد كل هذه التجربة المريرة منذ السقوط لان نضع الشخص المناسب في الموقع المناسب .. الم يحن الوقت لمغادرة الحزبية الفاشلة الى. رحاب الوطنية الفاعلة ،
ان الدبلوماسية تعني وفق علم السياسة هي مهنة التوسط والقدرة على المفاوضة ، وان يكون الدبلوماسي قد تمتع بسرعة البديهة وان يعمل وفق منطق الكسب والخسارة ، وان يمثل بلاده بعلمية وجدارة ، وان يرعى مصالحها كما اسلفنا وفق مبدأ الربح والخسارة ، ولوزارات الخارجية في العالم معاهد واكاديميات تدرس علم السياسة ، وعلوم العلاقات الدولية ، والدبلوماسية ، ولا يدخلها الا لمن يحمل شهادة جامعية ذات صلة بالعلوم اعلاه او من حملة شهادة القانون ، وان يتقن احدى اللغات الاجنبية ومن اللغات المعترف بها في الامم المتحدة كلغة للتخاطب الدولي ، وحسب علمنا ان للوزارة مثل هذا المعهد ، نأمل ان يكون وسيلة لدفع السفراء واعضاء الهيئات الدبلوماسية الى الخارج ، لا ان يكونوا خريجوا الاحزاب التي هي نفسها لم تكن يوما مدارس…