23 ديسمبر، 2024 12:05 م

السفارة الأمريكية بين صواريخ مقتدى الصدر واتهام مليشيات إيران

السفارة الأمريكية بين صواريخ مقتدى الصدر واتهام مليشيات إيران

يتصور الأغلبية ان ما حصل يوم الأحد ٢٠ / ١٢ / ٢٠٢٠ من عمليات قصف بصواريخ كاتيوشا تعرضت لها السفارة الأمريكية ان القائم بهذا الفعل هو المليشيات الولائية التابعة لإيران، وسبب هذا التصور هو تكرار القصف السابق وتبنيه من قبل تلك المليشيات، لكن في الحقيقة ان ما حصل يوم أمس هو خلاف الواقع لان هذه المرة القصف حصل بتنفيذ عناصر من مليشيات مقتدى الصدر والدافع الحقيقي هو تصفية الخصوم بضربة امريكية وبالشكل التالي :
أولا: مقتدى الصدر يسعى للحصول على رئاسة الوزراء ومن يقف حائل بينه وبين هذا المنصب هو القوى السياسية الشيعية الموالية لإيران بكل صنوفها السياسية والعسكرية، فلابد لمقتدى من إزاحة هذا العائق أو أكبر العوائل ان لم يكن الوحيد بنظر مقتدى.
ثانيا: يضاف إلى الهدف السابق ، إن مقتدى الصدر يشعر بعدم الارتياح لوجود المليشيات الولائية حيث أنها الآن هي المنافس الوحيد له في السيطرة على الكثير من الموارد المالية كالمنافذ الحدودية والموانئ، وحتى يتفرد بكل تلك الأمور لابد من التخلص من منافسيه.
ثالثا: شعور مقتدى بأنه اصبح المهيمن والمسيطر على كل الدولة العراقية من خلال جناحه السياسي وكذلك مليشياته وعصاباته دفعه إلى السعي إلى تصفية المنافسين له على تلك الهيمنة، فهو يسعى إلى أن يجعل العراق عراق الصدر .
رابعا : استغل مقتدى الصدر حالة التوتر الحاصل بين إيران ومليشياتها الولائية وبين امريكا خصوصا حالة التأهب الأمريكي في هذا الوقت بسبب الخوف من القيام المليشيات الولائية بقصف السفارة في ذكرى قتل سل…يما..ني ، فقام مقتدى بضرب السفارة حتى يضرب تلك المليشيات بحجر امريكا.
خامسا: ما يؤكد ما قلناه أعلاه هو سرعة البيان الذي نشره في تويتر بعد عملية القصف وبسرعة كبيرة بحيث لم يتعدى الفارق الزمني بين القصف ونشر التغريدة أكثر من نصف ساعة بل اقل بكثير، وكذلك لغة التغريدة من تملق الأمريكان وحماية سفارتهم من قبل مليشياته والدعوة لدعم الحكومة في مواجهة السلاح المنفلتة، وطرح نفسه كداعم ومساند للحكومة !.
سادسا: ما يؤكد ما قلناه أعلاه هو تبرء كل المليشيات من تلك العملية على خلاف المرات السابقة.
ملاحظة : مقتدى الصدر أدرك أن ايام إيران معدودة ومنتهية وهذا ما جعله قد فقد الحصانة والحماية لذلك بدأ وبكل شراسة وخبث إلى أن يفرض نفسه كقوة في الساحة العراقية والحصول على منصب رئاسة الوزراء حتى يحصل على الحصانة ويضمن لنفسه الحياة وعدم الملاحقة من المسيطر الجديد على العراق ، لذلك نلاحظ هناك مساع جادة لفك ارتباطه بايران والتخلص من خصومه على أرض العراق .
بقلم احمد الطحان