8 أبريل، 2024 9:47 ص
Search
Close this search box.

السعودية وقرار الحرب …. وزمام المبادرة.!!!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

الجميع بات يعلم ان قرارات الحرب هو بيد الدول التي تريد بدأ الحرب على اي دولة ما , ولهذا نجد ان قرارات الحرب عبر التاريخ كان بيد متخذ ذاك القرار , وهناك نماذج منها حرب المانيا الهتلرية , و الحرب العراقية الايرانية , وحرب اسرائيل على لبنان (حرب تموز) , وحرب فيتنام وغيرها .

الا اننا نجد ان تلك الحروب ونهايتها وزمام مبادرتها , لم تدم طويلا بيد متخذ قرار الحرب , فسرعان ما انتقل زمام المبادرة من الذي بدأ الحرب الى الطرف المدافع , وهذا يعني ان الاهداف التي جاءت من اجلها الحرب قد تلاشت بمجرد ان ينتقل زمام المبادرة من المهاج الى يد المدافع , وذلك لدوافع واسباب طبيعية منها : ان من يقف بموقع الدفاع يكون اكثر صلابة وعقيدة وتحصن لكونه يؤمن انه يتوجب عليه الدفاع عن ارضه وهذا ما يجعله اكثر تمسكا بها.

كما ان الذي يقف بموضع الدفاع يكون هو اكثر علما واحاطة بالجغرافية التي يقف عليها.

وكذلك يشعر المدافع عن ارضه ان ليس الارض وما عليها من حجر وشجر وما يقف عليها معه , بل حتى المجتمع الذي يعتقد ان هؤلاء غزاة هو يحتضن المدافعين , وتلك العناصر ذاتها تكون هاجسا للغازي او المحتل , وهذا ما لمسناه في احتلال العراق من قبل الجيوش الامريكية بعد العام 2003م.

ان قرار الحرب التي اتخذته السعودية مع من تحالف معها , ضد اليمن . اليمن الذي يعرف الاعم الاغلب تاريخيا انه كان عصيا على كل الغزاة , بحكم الجغرافيا  الوعرة والمجتمع العنيد واللتان تمنحان المدافعين حركة اوسع وعكس الغزاة , هو قرار سعودي , ولربما يبقى لدى السعودية هامشا من الوقت في السيطرة على زمام المبادرة , من خلال اعادة النظر بالقرار وايقاف الحرب قبل ان يتم الانتهاء من بنك الاهداف , والذي ان طال اسبوعا او اكثر من ذلك بقليل , ليعلن عن الانتهاء من بنك الاهداف في بلد مثل اليمن , ليستدعي ذلك بعده اتخاذ قرار اخر , هو انتهاء مهمة القوة الجوية , وبدأ مهمة القوات البرية , وهنا يستدعي قرار اخر يطلق العنان للقوات البرية السعودية , بالدخول الى اليمن للقضاء نهائيا , على القوات المدافعة وبالتالي تحقيق الاهداف على الارض.

هنا يكمن سر زمام المبادرة , خصوصا ان السؤال يطرح نفسه , هل القوات السعودية ومن يتحالف معها قادرة على اجتياح القوات المدافعة على الارض؟؟.

وهذا ما يجيب عليه التاريخ , ليس في اليمن فحسب , بل في كل البلدان التي ذكرناها , والتي تعرضت هي للغزو.

فكل المعطيات والشواهد التاريخية تؤكد ان ما من قوة عسكرية في ما مضى من التاريخ تقدمت لغزو اليمن وتمكنت من ذلك.

وهذا يعني ان فشل تقدم القوات البرية السعودية ومن تحالف معها على الارض اليمينية , سيجعل زمام المبادرة ينتقل من يد متخذ قرار الحرب السعودي , الى يد القوات المدافعة في اليمن مما يجعلها في نهاية المطاف هي من يملي الشروط , ومن يملي الشروط يكون هو المنتصر في الاخير ,كما حصل في حرب تموز عام الفين وستة , وهزيمة الجيش الاسرائيلي.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب