تلعب السعودية دور العراب والشرطي الامريكي في المنطقة ، ونظام ال سعود هو جزء لا يتجزأ من الحلف الصهيو امريكي ، ويشكل القوة الخيانية الرجعية الاساس ، التي تحيك وتنسج المؤامرات والمشاريع وتضع السيناريوهات لمنع العرب من التحرر من الاستعمار الغربي ، والعمل على تهئية الأجواء والمناخات لتصفية القضية الفلسطينية .
وتقف السعودية ضد المقاومة التي الحقت الهزيمة بالاحتلال الاسرائيلي وقوى الارهاب التكفيري ، ورفعت رأس العرب وحققت العزة للبنان والامة العربية جمعاء .
ويشكل النظام السعودي رأس حربة في الحرب الامبريالية والصهيونية ضد قوى المقاومة ، وضد قوى التحرر والانظمة الوطنية القومية في الوطن العربي ، وما انخراطه في شن الحرب على سوريا ونظامها ، وارساله الارهابيين اليها وتسليحهم وتمويلهم لاسقاط الدولة السورية الوطنية بقيادة بشار الاسد ، وتآمره على العراق ، والعمل على اشعال نار الفتنة فيه لمنعه من الاستقرار والوقوف في صف محور المقاومة ، اضافة الى شن الحرب الاجرامية الارهابية المدمرة ضد اليمن وشعبه ، ليس سوى دليلاً واضحاً وساطعاً على هذا الدور التآمري الرجعي القذر لال سعود .
السعودية هي من تؤجج الصراع العبثي في المنطقة العربية ، وما يجري فيها من نزاعات طائفية ومذهبية ، ومن مذابح وحروب اهلية ، والدور السعودي يتفوق على كل الادوار الاقليمية الاخرى بمسافات طويلة بفعل القدرات المالية الهائلة ، وكونها الأداة الامريكية المنفذ الاساس للمشروع الامبريالي المتعولم في المتطقة العربية ، وللمخطط الجهنمي غير الاخلاقي .
ومن خلال قراءة في تطور الاحداث وما يرافقها من تصريحات لمسؤولين امريكيين واسرائيليين فانها تقوم بهذا الدور لمصلحة الكيان الاسرائيلي ، المستفيد الاول من دمار وخراب وتجزئة الاوطان العربية ما يؤكد أنها ضالعة في ذلك ، وتسعى جاهدة لبناء واقامة علاقات طبيعية مع اسرائيل بدون حصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة ، وفي مقدمتها دولة ذات سيادة .
وعلى الصعيد الداخلي فان الفساد ينخر في كل مؤسسات الدولة السعودية بدون استثناء ، ومحاربة ذلك يتطلب وجود قضاء مستقل ودولة قوية واجهزة رقابية مستقلة ، وهذه كلها امور تكاد تكون غائبة ومعدومة في دولة شرعية الحكم فيها قائم على الولاء لال سعود ولمشايخ الدين .
وتواجه السعودية اخطاراً خارجية هما خطر النفوذ الايراني المتزايد ، وانحسار مظلة الحماية الامريكية وتراجع الولايات المتحدة بزعامة ترامب بالدفاع عنها .
ان التصعيد السعودي في لغة التهديد ضد ايران يشكل خطراً حقيقياً يحدق بالمنطقة ، ويترك تداعيات بالغة الخطورة ، ليس فقط على المنطقة وانما على العالم برمته .
ولا شك ان امريكا تنتهج سياسة معادية ضد ايران ، وتدعم السعودية بوضع المزيد من العراقيل والعقبات امام الاتفاق النووي مع ايران .
والمواكب لتطور الاحداث وما يجري في المشهد السياسي الشرق اوسطي ، يلحظ ان القوى الامبريالية والصهيونية والرجعية سارعت بشكل مسبوق الى تفيير خريطتها بالقيام بحملة مسعورة ضد الجمهورية الاسلامية في ابران والمقاومة بعد فشلها في احداث تغبير في المنطقة ، وانهزامها في مشروعها وتحقيق اهدافها من خلال القوى الارهابية ، ورغم وحشية الحرب في سوريا الى ان الدولة السورية صمدت ، وصمد جيشها ونطامها بوجه المجاميع والقوى المتطرفة ، كما صمدت المقاومة في المنطقة وتمكنت بالتعاون الوثيق مع حلفائها من توجيه ضربات قاصمة الى المعتدين واسيادهم .
التطورات المتلاحقة تثبت يوماً بعد يوم فشل واشنطن في تغيير الخرائط والمعادلات السياسية في المنطقة ، ويؤكد انتهاء تفرد واشنطن في الشؤون الدولية وتقدم الدور الروسي في ذلك .
ومن الواضح ان الاقطار العربية هي التي تدفع الثمن غالياً من اموال نفطها وثرواتها ومواردها الطبيعية واستقرارها ، في الوقت الذي يهم امريكا بالدرجة الاولى هو حماية مصالحها الاستراتيجية في المنطقة .
ان السعودية تتجه الى تقوية حضورها العسكري المباشر في المنطقة ، بالدفع نحو حرب ومواجهة مفتوحة ومباشرة مع ايران ، ومغامرة من هذا النوع قد تزج المنطقة كلها ، بل العالم في اتون حرب مدمرة تاتي على الاخضر واليابس ، ولن تجني منها سوى الخسارة والهزيمة والخيبة .
ويمكن القول في النهاية ان الوضع شرق اوسطي سوف يزداد تعقيداً بفعل مغامرة السعودية المجنونة ، وتحويل الصراع الى صراع محاور ، والخاسر الوحيد من كل ذلك شعوب المنطقة المستهدفة .