ردحاً من الزمن والمنطقة العربية ترضخ، تحت التهديد بالتفكك والإنهيار، بإرادة إسرائيل العاجزة عن المجابهة، لكن هذه المرة بيد العرب! من خلال توظيف المُتاحات، التي سهلت لها المخابرات العالمية، بإنشاء التنظيمات الإرهابية وتوزيعها حسب الأولوية والتتابع، حيث بدأت أول الغيث في أفغانستان، لتنتهي في سوريا والعراق، ومثال ذلك القاعدة ومن بعدها داعش والنصرة وجند الشام وجيش محمد وغيرها من باقي التنظيمات، وآخر المستحدثات إستغلال القومية الكردية، التي تسكن أطراف تركيا وسوريا وإيران والعراق، وبالطبع هذه التنظيمات بمباركة الفتاوى التكفيرية، لدين عبد الوهاب الذي تدين به العائلة المالكة في نجد والحجاز.
أمريكا تحارب الإرهاب لكن بطريقتها، من خلال نقلهم ومساعدتهم لوجستياً ومعلوماتياً! وتقف ضد من يريد النيل منها، وتهدد بضربه! وهذا تضاد الحقيقة المرة، التي تسير وفقها كل الدول العربية التي تسير بالمسار الذي إختطته أمريكا، وما يجري على الساحة العراقية والسورية مثال بسيط، وما تمخضت عنه في ديدنها، ضرب أحد التشكيلات التابعة للحشد الشعبي، الذي نالته الضربة! كونه أوجع التنظيم الإرهابي، المتمثل بداعش الذي يتخذ من المنطقة، التي رسمتها لهم أمريكا في الحدود السورية العراقية مكاناً آمناً .
السعودية، هذه الدولة مركز قوتها الدين التكفيري، الذي تسانده كل القوى الإستعمارية، لأنها هي من أنشأتهُ، وإشترطت عليه منح أرض فلسطين لليهود، بعد ما ضاق العالم بهم ضرعاً، وبات معروف كيف تم قيام هذه الدولة، التي لا تروعي عن فعل كل الموبقات، وما تدخل السعودية في شأن الجارة لهم “اليمن”، إلا مثالاً بسيطاً في كيفية بسط الهيمنة، على مقدرات هذه الدولة المسالمة، والتي تعيش على قدر حالها، وتعاني العوز والحرمان، واليوم السعودية تعتبر نفسها قيّمة على شعوب المنطقة العربية! ولا أعرف من أين أتت هذه السلطة؟ وكيف تعيش الدور المناط بها من قبل أمريكا ومن خلفها المملكة العجوز بريطانيا!.
إستخدام الأسلحة الجرثومية حلال بحق الشعب اليمني! وما الكوليرا التي أخذت مأخذها من الشعب المسكين، إلا وفق رضا الجانب الأمريكي، المزود الرئيسي لهذه المملكة المتآيلة للسقوط، ومن جانب آخر تتهم أمريكا الحكومة السورية، بإستخدام الأسلحة البايلوجية ضد الشعب السوري، وهم يعلموا علم اليقين من كان وراء هذه الضربات، ناهيك عن الآثار التي عثرت عليها القوات السورية، وأمكنة تلك الجماعات التي تستعمل المدفع المسمى “جهنم”، بضرب المدنيين ولولا تدخل الجانب الروسي، لفرضت الأمم غير المتحدة، عقوبات أخرى غير ما عملت في مساعدة الإرهابيين، وتزويدهم بكافة وسائل البقاء! لزعزعة أمن الدول التي تكنّ العداء لإسرائيل.
الشعب اليمني معروف بتصديه للاحتلال وقد جرب قبل هذا العدوان جيشا جرارا لم ينل إلا الهزيمة وما الإنتصارات المتحققة إلا دليل على أنهم على حق، وإستعمال عبد ربه هادي منصور كورقة بحجة الشرعية، إلا ذريعة واهية، وهذا الأمر يخص الشعب اليمني حصراً، والشرعية لا يمكن فرضها عنوة على شعب من حقه إختيار من يراه مناسباً له في إدارة الدولة، وأمّا بخصوص المملكة التي تتوارث الحكم غصباً، على شعب يبايع صورة! ويعيش قمة الجهل، ومهدد بقطع الرأس! لا يمكن قبولها، من جانب شعب يمارس الديمقراطية بإختيار رئيس يُمثله .
أمريكا اليوم معكم وفق المصالح، وقانون جاستا الذي تم إستبدالهُ بصفقات أنعشت الإقتصاد الأمريكي إنتهى وقتها، وفي وقت قريب لا يمكنها مساعدتكم في الأيام القادمة، وستتخلى عنكم والتاريخ يمكنهم مراجعته، ولو تتذكرون أيام الإنتخابات كيف كان يصرح ترامب، حول سياسة الإبتزاز التي نجحت وبإمتياز، ومسار ركب الدول العربية ليس لسواد العيون، بقدر ما إستفادتهم مادياً لمساعدة خزينة بلادهم، التي تعاني الفساد ونهب الأموال، وأمّا بخصوص الإمارات التي تحولت لغول! بعد أن كانت تستعيش على المساعدات والتاريخ يذكر، ولا ينسون أن الصدفة التي خدمتهم، بتحويل بلادهم لملاهي وأماكن للترفيه لكل من هب ودب، من خلال الإستثمار سيكون مستقبلا وبالاً عليهم، والتاريخ سيذكر أن ثمة صبيان حكموا البلاد، وحولوها لأماكن دعارة ولعب القمار، بحجة التطور الذي سينقلب عليهم يوم لا ينفع الندم، وستبقى اليمن شوكة في عيون المستعمرين .