أثارت المقابلة المتلفزة التي اجرتها قناة ” فوكس نيوز ” مع وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان , الى ما يكاد يدنو من صدمةٍ للرأي العام العربي وبما لم يتمّ التمكّن من امتصاصها واستيعابها نفسياً وسوسيولوجياً على الأقل .! , وإذ من الملاحظ وبتركيز السرعة التي تحدّث بها الأمير السعودي بالأنكليزية بطلاقةٍ – Fluently , لا بل وكأنّه يتحدّث ” صلياً ” بهكذا موضوعٍ بالغ الحساسية يتعلّق بالشأن الإسرائيلي – السعودي او < الشأن القومي المتضادّ مع الصهاينة > فذلك قد يدعو للتأمّل والتحليل السيكولوجي عن الجاهزية المسبقة للمفردات الأنكليزية ذات العلاقة على لسان سمّو الأمير .!
وإذ إطّلعَ الجمهور العربي او معظمه على تلك المقابلة او مقاطعٍ منها تتعلّق بنفي ولي العهد السعودي لتقاريرٍ ” مجهولة المصدر في الإعلام ” تفيدُ بإيقاف محادثات التطبيع مع تل ابيب , مؤكّداً بأنهم يقتربون كلّ يومٍ من الشروع بالتطبيع .!
من بوّابة الغرابة ” الشديدة الغرابة ” والعريضة السعة أنّ ّ الأمير السعودي صرّح حرفيا او بعظمة لسانه : – ( في حال نجحت ادارة بايدن لأن تعقد اتفاقاً بين السعودية واسرائيل , فسيغدو ذلك اضخم اتفاقٍ منذالحرب الباردة ” 1947 – 1991 ” , ورغم اننا نرى عكس ذلك , حيث مفاوضات وقف القتال بين الفيتناميين والأمريكان التي استمرت لستة شهورٍ في باريس ” اواسط سبعينيات القرن الماضي كانت هي الأضخم , لكنّ مربط الفرس هنا والذي يشكّل مثار استفزازٍ قومي : فيتمحور بشكلٍ او بآخرٍ عمّا اذا كان قرار التطبيع السعودي – الأسرائيلي بيد الأمريكان اوّلاً .!؟ , وثُمّ لماذا لم يكن بيد الرؤساء الأمريكان الآخرين الذين سبقوا بايدن ” وهو في مرحلة اهتزازٍ ملحوظة في حال اعادة انتخابه لدورةٍ رئاسيةٍ اخرى , ومن اكثر من زاوية .!
من اعلى واغلى درجات الصعاب الفكري والنفسي للمواطن العربي , التصوّر والتفكّر بأنّ السعودية قد تغامر وتخاطر بمكانتها الدينية والأسلامية ” بأحتضانها للكعبة المشرّفة والمدينة المنوّرة ” , وتلعب لعبتها مع الصهاينة ! فهي بلا شكٍ ولا ريبٍ ستفقد هيبتها على صعيد كل دول العالم الإسلامي وأمام شعبها كذلك , بل وحتى أمام بعض دول مجلس التعاون الخليجي .!
ليس مفهوماً ولا مهضوما ماذا يدور في رأس وجمجمة ولي العهد السعودي , وكأنه بصدد الإنحدار برصيد المملكة على الصعيد العربي والإسلامي , الى الإتّجاه نحو الدرك الأسفل او بالقرب منه سياسياً واعلامياً وما اكثر من ذلك كذلك .!