22 ديسمبر، 2024 3:48 م

السعودية والامارات … معاً أبداً

السعودية والامارات … معاً أبداً

“السعودية هي عمود الخيمة الخليجية والعربية، وأمنها واستقرارها من أمن واستقرار دولة الامارات”، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في خير تعبير عما يربط البلدين والشعبين الشقيقين من روابط راسخة ووشائج لا تنفصم. وإذا كانت الروابط والعلاقات التاريخية هي الأساس القوي للعلاقات بين قيادتي وشعبي البلدين الشقيقين، فإن تضحيات أبناء الشعبين ودمائهما التي امتزجت دفاعاً وتضحية من أجل المبادىء والحق والعدل على أرض اليمن الشقيق، تروي هذه العلاقات وتزودها بالقوة والحيوية التي تتميز بها علاقات الأشقاء.
ومن يريد أن يعرف عمق العلاقات السعودية ـ الاماراتية وأهميتها في عصرنا الراهن، عليه أن يدرك أنه منذ موجة الفوضى والاضطرابات التي اندلعت عام 2011 والتي عانت منها منطقتنا العربية، ولا تزال، اثبت التحالف السعودي ـ الاماراتي قوته وحكمته وصواب ورشادة رؤيته الاستراتيجية بقيادة جهود التصدي لكل مصادر الخطر والتهديد ومساندة ودعم الدولة الوطنية والجيوش العربية حتى استرد البعض منها عافيته وانضم ليصبح قوة مضافة لهذا التحالف ويقدم له يد العون والمساندة في وقف الهجمة التي تقودها قوى الهيمنة الاقليمية على شعوبنا العربية، وغيرها من تنظيمات الارهاب والتطرف والأذرع الطائفية العميلة لقوى طائفية اقليمية.
العلاقات السعودية ـ الاماراتية باتت بالفعل نموذج للعلاقات التي تتجاوز المفاهيم والصيغ والأطر الاستراتيجية المتعارف عليها في العلاقات الدولية في العصر الحديثة، فهي أرقى واعمق من التحالف، وأقوى من الشراكة، وأكثر متانة وصموداً ورسوخاً من كل الروابط الدبلوماسية التقليدية لأنها تنطلق من عمق تاريخي وتتكىء على وحدة في المصير والأهداف والعزم الاكيد على التصدي لكل مصادر الخطر والتهديد التي يتعرض لها شعبي البلدين.
ولكل ماسبق، فإن احتفالات دولة الامارات وشعبها باليوم الوطني السعودي، الذي يصادف الثالث والعشرون من سبتمبر من كل عام، باعتباره يوماً وطنياً إماراتياً هو تعبير عن كل ما يربط الشعبين والبلدين، وهو شعور وطني تلقائي عكسه بصدق شديد شعار “السعودية والامارات … معاً أبداً” الذي اطلقته الامارات، قيادة وشعباً وحكومة، للاحتفال باليوم الوطني للمملكة الشقيقة، والتأكيد على وحدة الفرحة والشعور الوطني وليس فقط التاريخ والحاضر والمستقبل.
هذا الشعور الاماراتي الوطني الجارف الذي اجتاح “السوشيال ميديا” والفضاء العام لم تحركه الحكومات ولا القيادات، بل هو انعكاس لما يكنه الشعب الاماراتي لأشقائه في المملكة، فالسعودية بالنسبة لشعوب دول مجلس التعاون عموماً ولشعب دولة الامارات على وجه الخصوص مكانة استثنائية وشعور خاص، فهي الشقيقة الكبرى التي يسظل بظلها الجميع، وهي منبع الحكمة والحزم والعزم الذي يحمي ويصون مكتسبات شعوبنا ويحمي أمنها الوطني ضد كل معتد أثيم.
وقد اثبتت تجارب السنوات والعقود الماضية أن القيادة السعودية الرشيدة حريصة كل الحرص على الدفاع عن أمن واستقرار الأشقاء، وحريصة على تعزيز علاقات الأخوة الوثيقة بين الشعبين الاماراتي والسعودي في إطار مسيرة مظفرة لمجلس التعاون الذي عقد قمته الأولى في مايو 1981 بدعوة من القائد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ـ طيب الله ثراه ـ حيث صدر في تلك القمة التاريخية “إعلان أبوظبي” الذي نص على أن قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية هو استجابة للواقع التاريخي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي والسياسي والاستراتيجي الذي مرّت وتمرّ به منطقة الخليج العربي.
هذا الواقع والأرث التاريخي لم تصنه بعض أنظمة دول المجلس بل وعملت على تقويض أمن شعوبنا ودولنا واستقرارها، لذا كان ترسيخ التحالف والشراكة بين الامارات والسعودية من أجل تقوية دعائم المجلس وضمان استمراريته في مواجهة مخططات الحاقدين.
العطاء والتضحيات المشتركة هي عنوان نموذج الأخوة السعودية الاماراتية، فتلك العلاقات هي حائط الصد الأساسي في الدفاع عن الأمن الوطني لدول مجلس التعاون والامن القومي العربي، وهي الركيزة لمنظومة الدفاع عن شعوبنا العربية في ظل الفوضى والاضطرابات التي تسببت في انهيار منظومات الأمن الجماعي العربي، وتفتت وتآكل وانهيار سيادة الكثير من دول المنطقة، وهي صوت الحزم والعزم القوي في وجه التطرف والارهاب وتنظيماته ورعاتها من القوة والأنظمة التي لا تريد لمنطقتنا ودولنا سوى الشر المستطير.
المملكة العربية السعودية في يومها الوطني التسعين هي أيقونة التطور والتقدم التنموي في عالمنا العربي، بما تشهد من طفرة تنموية كبرى في ظل قيادة طموحة للملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، واحتفالاتها بهذه المناسبة الغالية هي احتفال لكل اماراتي، فالسعودية والامارات بلدين وشعبين يجتمعان على قلب رجل واحد في مواجهة جميع الظروف والتحديات، ويستندان إلى إرث تاريخي عريق، وحاضر مزدهر وعلاقات اخوة نموذجية تجمع قيادتي البلدين، وإرادة سياسية وشعبية قوية تدعم وتقوي هذا النموذج البناء في العلاقات بين الأشقاء.