19 ديسمبر، 2024 3:04 ص

السعودية وإيران وحرب الوكالة

السعودية وإيران وحرب الوكالة

لطالما كانت ايران والسعوديةخصمين إقليميين . اذ تشكوالسعودية وحلفائها من العرب منتزايد تأثير إيران في العراقوسوريا واليمن على الرغم من أنالمدى الدقيق للدعم الايراني لقواتالمتمردين (الحوثيين) في اليمن غير واضح .

ان قيام حكومة اوباما السابقة بعقد الاتفاق النووي التاريخي مع ايران في عام ٢٠١٥ جعل من دول المنطقة يتخوفون من ان تميل الولايات المتحدة الأميريكية إلى توازن القوى الإقليمي اتجاه طهران . الا ان تولي ترامب السلطة في يناير من عام ٢٠١٧ قد عكس ذلك ، اتخذ ترامب من السعوديين كحلفاء من الدرجة الاولى بالمنطقة مما جعل من واشنطن هي الأقرب الى السعوديين .

اما مؤخرا ، فقد ربط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان طهران باطلاق صاروخ باليستى من اليمن باتجاه المطار الدولى فى العاصمة السعودية الرياض يوم السبت ، وتم اعتراضه وتدميره .

وايضاً اتهام ايران بأنها تحاول زعزعة الاستقرار والأمن في المنطقة وأنها هي المسؤولة عّن دمار العراق وسوريا . نظرا الى عودة العراق الى الحضن العربي و خاصة بعد الزيارات التي قام بها رئيس الوزراء حيدر العبادي الى العديد من الدول بضمنها السعودية جاءت هذه الضربة كرد فعل انتقامي من ايران .

وكان للرسوم الكاريكاتيرية وعناوين الصحف التي تتسائل” هل دقت طبول الحرب ؟ “حسب ماجاء في صحيفة (جامع -فاردا الإيرانية) . نصيب من ردة الفعل في الداخل الإيراني

و بهذا الشأن صرح رئيس الحرس الثوري الإيراني محمد علي الجعفري بان كل هذه الاتهامات لا أساس لها و ان ايران لا تملك القدرة على نقل الصواريخ الى اليمن .الا ان ولي العهد السعودي اصر على اتهام ايران بأنها تقوم بعداء واضح من خلال تقديم صواريخ للمتمردين الحوثيين في اليمن، مما يثير الرهانات في المواجهة المتوترة بالفعل بين الخصمين الاقليمين .

الا ان ايران نفت الاتهامات وصرحت ان لا اساس لها وأنها استفزازية . ويرى السعوديون وحلفاؤهم من العرب أن الحوثيين اليمنيين هم وكلاء إيرانيون واتهموا طهران بمنحهم دعما عسكريا.

وتعقيبا على ذلك قال الامير سعود في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون ان “تورط النظام الايراني في تزويد ميليشيات الحوثي بالصواريخ يعتبر عدوانا عسكريا مباشرا من قبل النظام الايراني”. واضاف ان هذه الخطوة “يمكن اعتبارها عملا حربيا ضد المملكة ” . بالتالي كل هذا يمكن تسميته بالحرب بالوكالة فالخصمين لن يذهبا الى الحرب المباشرة وان كل منهم يقوم بدعم فئة معينة في دول اخرى ، فإيران تدعم الحوثيين والسعودية تقود تحالف عربي للقضاء عليهم او ايقافهم عند حدهم وفِي سوريا تدعم ايران قوات النظام بشار الأسد بينما تدعم السعودية القوات المعارضة له وعلى هذا الاساس لن تشهد المنطقة حربا مباشرة . إنما هي مجموعة من التوترات التي تظهر على الساحة السياسية بين فترة واُخرى … وجدير بالذكر ان البلدين لم يشهدا علاقات مستقرة منذ عهد الشاه الإيراني .

أحدث المقالات

أحدث المقالات