من مسؤولية ومهام اي كاتب او باحث في التاريخ والتحليل السياسي وضع الصورة الصحيحة بحقائقها وبالمها للناس ليروا ويبصروا ماحصل ويبنوا قناعاتهم في ضوء مايبين لهم من امور ,واليوم ونحن في قمة الازمة السياسية التي نعيشها وتعيشها معنا منطقة الشرق الاوسط باكملها لابد لنا من تسليط الضوء مباشرة على مايحصل ومسبباته وادواته الفاعلة ,وعند مراجعتنا للتاريخ القريب نرى الامور متصلة ببعضها وكلها تشير الى حقيقة واحدة لاثاني لها وهي ان المعسكر الغربي ومن يواليه من دول المنطقة هم من يحركون الموقف ويازموه ويعقدوه بناء على ماتمليه عليه مصالحهم ومخططاتهم في العالم كله ,ولما كن على الجميع الخضوع لهذه المخططات والاحلام فلابد ان تكون هناك يد قوية وضاربة تخشى سطوتها ليذعن لها الجميع ,وبالفعل وضعت اسرائيل وتمت تقويتها وجعلها شرطيا للمنطقة تامر وتطاع ,وحصلت مشاكل وحروب نتيجة لذلك اضرت بالجميع بسبب المواجهة المباشرة بين العرب واسرائيل والحروب المعروفة تاريخيا لذلك اعتمد المعسكر الغربي سياسة جديدة يكون هو واسرائيل خارج الصورة ويجعل دول المنطقة فيما بينها تنهي بعضها البعض وتضعف وتبقى القوة لاسرائيل فقط ,فكان ان حركت هذه السياسة بعض الدول الموالية لها وبدات تحصد النتائج ,فكان ان اوكل الامر باكمله الى السعودية باعتبار انها تدعي انها ارض الاسلام وهي الغالبة في امرها اقتصاديا وجغرافيا وسيل لعاب الدول على ماتملكه لذلك بدات السعودية بعملها فنجحت في الضغط على دول المنطقة باكملها وحولت الانظار الى كل دولة تعارضها لتسقيطها اعلاميا وسياسيا وبالتالي جعل المجتمع العربي والاسلامي والدولي يدينها علنا ويفرض عليها العقوبات ولكن قبل هذا الامر لابد من ذكر موقف احد ملوك السعودية الرصين والشجاع والذي تسبب فيما بعد بقتله من قبل حرسه الخاص وهو الملك فيصل ال سعود الذي توعد الصهيونية بالقتال والعمل العربي الجماعي لازاحتها من ارض فلسطين بالقوة وبلا رحمة وتسبب هذا الموقف كما ذكرنا بقتله لانه اعلن ذلك صراحة عام 1971 في ساحة عامة وامام الملا ,اعود الى دور السعودية بعد حادث مقتل الملك السعودي فيصل (اغتيل عام 1975)واختيار الملك خالد خلفا له وهو المعروف بمواقفه من القضية الفلسطينية بالسلب وعدم التدخل ثم نهجه الطائفي المقيت خصوصا مع قيام الحرب الاهلية اللبنانية عام 1975 ووقوفة ضد الطائفة المسيحية وضد شيعة لبنان وتغذية الباقين بالسلاح والاموال لادامة الحرب وزخمها ,بعد ذلك وقوفها ضد اغلب القرارات العربية التي تدين اسرائيل في تعاملها مع ملف المستوطنات والمفاوضات معها على حساب الشعب الفلسطيني ثم اقدامها على قطع المعونات المالية عن الفلسطينيين لانهم عارضوا موقف الملك خالد في خطابه امام الامم المتحدة عام 1977 والذي لم يشير الى ماسي الفلسطينيين والقتل الاسرائيلي الممنهج ضده ,بعدها استمرار السعودية في دعم كل التوجهات الطائفية في المنطقة الى يومنا هذا (كان سابقا في الخفاء واليوم في العلن بلا خوف ولااستحياء)حيث استمرار دعمها للدول على اساس طائفي مقيت وقتالها للشعب السوري واليمني وارسالها الارهاب والاموال لضرب العراق داخله ثم الضغط على مصر وليبيا وتونس وحتى مارست الضغط على منظمة الاوبك وتصريح الملم عبد الله الشهير الذي قاله يجب انزال سعر النفط الى دولار واحد حتى يسقط النظامان العراقيان وزحليفهما الر وسي ,هكذا تم العمل بالتصريح وخفض سعر النفط وكان له تاثير على الدول الثلاث اعلاه ,اذن هو دور مدروس محسوب بدقة مارسته السعودية بكل وقاحة وهي تتهم كل دولة تعارض سياستها بانها تابعة لايران وبحقد طائفي وليس سياسي واضح .
لقد ادت هذه السياسة التي اتبعتها السعودية ومن سار بفلكها من دول المنطق و بالاخص الخليج الى احداث اضرار كبيرة ومآسي في منطقة الشرق الاوسط المستفيد الوحيد منه وحسب الرسم السياسي هي دولة اسرائل والتي احتفظت بقواها كاملة غير منقوصة في حين تضعضعت كل الدول واصبحت لاتقدر على حماية نفسها داخليا وخارجيا .